تجرى اتصالات أميركية ـ عربية بعيدة من الأضواء حول المخرج الذي سيعتمد بالنسبة الى الدعم العربي الذي طلبه الفلسطينيون، للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل كما تقترح الإدارة في واشنطن.
وتتكثّف في ضوء هذه الاتصالات اللقاءات العربية على أكثر من مستوى، عشية انعقاد اللجنة الوزارية للمبادرة العربية للسلام الخميس المقبل في 29 تموز الجاري، والتي ستحسم هذا الدعم أو لا. والمشاورات العربية قبل الاجتماع يجب أن تفضي الى موقف نهائي سيصدر عن اللجنة، بغض النظر عن تفاوت المواقف العربية الحاصل قبل انعقادها. فهناك المواقف الرافضة للدخول في مفاوضات مباشرة من دون ضمانات من إسرائيل حول وقف الاستيطان والتزام جدي منها بأن توصل المفاوضات الى نتيجة لكيلا يبقى التفاوض من أجل التفاوض.
وتبرز المواقف الوسطية التي تقول بإعطاء الفلسطينيين مجدداً غطاء لمحاولة تحقيق السلام ومقوماته مع إسرائيل ولو لم يحقق التفاوض غير المباشر تقدماً.
ومع أن مصادر ديبلوماسية عربية بارزة تتوقع أن تقر اللجنة الدعم للفلسطينيين في محاولتهم الجديدة والغطاء العربي لهذا الدخول في التفاوض المباشر، إلا أنها تؤكد أن الجانب الفلسطيني ينتظر الضمانات الأميركية الخطية حول وقف الاستيطان ومدته، الأمر الذي يمهّد للتجاوب الفلسطيني أولاً والعربي ثانياً للانخراط في هذا التفاوض.
والقراءة الفلسطينية للواقع والتي يسعى المسؤولون الفلسطينيون الى أن تكون مؤثرة على العرب في الاجتماع، تعتمد الآتي:
ـ ان ليس لدى الفلسطينيين ما يخسرونه من جراء قبولهم التفاوض المباشر. فإن أحرز تقدماً فهذا جيد. وإن وضعت إسرائيل العراقيل مجدداً في وجه إحراز التقدم فعندئذ يكون الجانب الفلسطيني قام بما عليه.
ـ لا يوجد أي بديل لعدم التعامل إيجاباً مع طرح الانخراط في التفاوض المباشر. وأهم إيجابية للقبول بالتفاوض هو أن ذلك لا يعطي الذريعة لإسرائيل لنسف العملية السلمية برمّتها وقلب الطاولة، في وقت هناك استحقاقات في المنطقة آتية، وأجواء مفتوحة على كل الاحتمالات. وإذا لم يكن هناك من تفاوض فما هو البديل في مثل هذه الظروف لتهدئة الوضع؟
ـ ان ورقة الضمانات المطلوبة تمثل مكسباً إضافياً الى أوراق الضمانات التي قدمت سابقاً وقبل أشهر تمهيداً للدخول في التفاوض غير المباشر.
ـ يؤيد الجانب الفلسطيني توزيع الأدوار بين الدول العربية في موضوع السلام. ولا مانع لديه من وجود مواقف للدول الممانعة، وهو لا يطلب من العرب إلا تفهم محاولته الدخول في التفاوض المباشر، وهو يفاوض عن نفسه ولا يطلب من العرب دعمه والتفاوض عنه. وبالتالي هو يتفهم مختلف ردود الفعل العربية، ويطلب تفهمه لأن الممانعة قد لا تكون أدت البديل إذا لم يتم القبول بالتفاوض المباشر.
ـ ترى القيادة الفلسطينية أن هناك أولوية للسير في مقاربة السلام خطوة وراء خطوة. فالوضع العام في المنطقة، لا يحتمل، وثمة حاجة الى عنصر يبقي الموقف هادئاً، ولو أدى ذلك الى تأجيل حل الأزمات حلاً جذرياً، لكن هذا هو المتاح.
وأي غطاء عربي للتفاوض المباشر للفلسطينيين سيعزز الإيحاءات الأميركية بأن الإدارة حققت مكسباً حول السلام، وذلك عبر تسويق التفاوض المباشر بديلاً لغير المباشر. كما أن ذلك يُظهر الرئيس باراك أوباما قبل الانتخابات الجزئية للكونغرس في مصاف المنتصرين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.