قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الأركان إيال زامير صدق مساء اليوم الأحد على خطط احتلال مدينة غزة.
وأضافت: "تقديرات الجيش أن احتلال مدينة غزة سوف يستغرق 4 أشهر"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "الإدارة الأميركية طلبت الاطلاع على الخطط".
وتابعت الهيئة أن "إسرائيل أبلغت الوسطاء أن يعيدوا حركة حماس للتفاوض وإلا فإن أول مراحل احتلال غزة ستبدأ قريباً.
وأكدت أن "الصفقة الجزئية لم يتم إسقاطها من جدول الأعمال"، لافتة إلى أن "إسرائيل اعترفت بأن مثل هذه التهديدات باحتلال غزة لا تقرب حماس من المفاوضات".
إلى ذلك، قالت هيئة عائلات الرهائن الإسرائيليين إن تقديرات الشرطة تشير إلى أن أكثر من 150 ألفا يشاركون في احتجاجات وسط تل أبيب اليوم الأحد، للمطالبة بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وشهدت مدن عدة إغلاقا للطرق وإشعالا للإطارات إلى جانب مناوشات مع عناصر الشرطة الذين انتشروا بكثافة بعد دعوات منتدى عائلات الرهائن والمحتجزين في غزة للتظاهر.
وجاءت الاحتجاجات بعد أكثر من أسبوع من موافقة المجلس الأمني في إسرائيل على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهرا.
ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم العام 2023، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وفي ميدان الرهائن في تل أبيب الذي أصبح رمزا للاحتجاجات خلال الحرب، رُفع مساء السبت علم إسرائيلي ضخم وصور للرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وفي مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي، رأى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء الحرب في قطاع غزة "يعززون" موقف حركة حماس.
وقال نتنياهو: "أولئك الذين يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب بدون إلحاق الهزيمة بحركة حماس، لا يعززون موقف حماس ويؤخرون تحرير رهائننا فحسب، بل يضمنون أيضا أن تتكرر مآسي السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
الى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي "تركيز" عملياته في مدينة غزة بشمال القطاع الفلسطيني، إلى أن يتم "القضاء" على حركة حماس، وذلك بحسب ما أفاد رئيس أركانه إيال زامير بعد اجتماع مع مسؤولين عسكريين.
وأفاد بيان عسكري بأن زامير قام بـ"جولة ميدانية في قطاع غزة"، ونقل عنه قوله "سنحافظ على الزخم الذي تحقق في (عربات جدعون) مع تركيز الجهد في مدينة غزة" التي تعدّ الأكبر في القطاع، كما تشكّل أحد آخر معاقل حركة حماس، وفق إسرائيل.
وعربات جدعون هو الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عمليتها العسكرية البرية في غزة والتي أعلنتها منتصف أيار/مايو.
وتابع البيان: "سنواصل الهجوم حتى القضاء على حماس، والمختطفون أمام أعيننا" في إشارة إلى أن تحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة هو الأولوية.
وردا على ذلك، أكدت حركة حماس في بيان أنّ المصادقة "على خطط احتلال غزة (هي) إعلان عن موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي".
وأضافت أنّ هذه الخطط هي "جريمة حرب كبرى تعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية"، مشيرة إلى أنّ "دعم أميركا السياسي والعسكري يوفر الضوء الأخضر لاستمرار الاحتلال في جرائم الإبادة والتطهير العرقي".
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وصل إلى أحد التجمعات الاحتجاجية في تل أبيب وقال: "نريد عودتهم (الرهائن) في أسرع وقت ممكن"، مطالبا بمزيد من الضغط الدولي على حماس.
وعززت الشرطة الإسرائيلية قواتها في أنحاء إسرائيل وقالت إنها لن تتسامح مع أي "إخلال بالنظام العام"، وأعلنت لاحقا عن توقيف "38 متظاهرا".
وفي القدس، تجمع متظاهرون أمام مقر إقامة نتنياهو، داعين إلى "إنهاء الحرب" و"إعادة الجميع" في إشارة إلى الرهائن.
وعلى بعد مئات الأمتار، في مركز "مأمن الله" التجاري، غابت المظاهر الاحتجاجية.
هجوم على اليمين المتطرف
تواجه التظاهرات معارضة اليمين المتطرف لا سيما وزراء في حكومة نتنياهو التي ينظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.
وصباح اليوم، هاجم وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش التظاهرات وقال: "يستيقظ شعب إسرائيل هذا الصباح على حملة مشوهة وضارة تخدم مصالح حماس التي تخفي الرهائن في الأنفاق وتسعى لدفع إسرائيل إلى الاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فاعتبر أن الدعوة إلى الإضراب "فشلت". ورأى عبر تلغرام أن الإضراب "يقوي حماس ويستبعد إمكان عودة الرهائن".
في المقابل، رفض زعيم المعارضة يائير لبيد اتهامات الوزيرين وخاطبهما متساءلا: "ألا تخجلان؟ لا أحد عزز (من وجود) حماس أكثر منكما". واعتبر أن "الشيء الوحيد الذي سيُضعف حماس هو إسقاط هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة".
مطلع الشهر الجاري، أثارت ثلاثة فيديوهات نشرتها حماس والجهاد الإسلامي تظهر الرهينتين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، نحيلين ومتعبين، تأثرا في إسرائيل وأجّجت الدعوات لضرورة التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن للإفراج عن الرهائن.
واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب عن مقتل 61897 شخصا على الأقل في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.