سبقت الإدارة الأميركية استحقاقي أيلول، بالنسبة إلى إنتهاء مهلة التفويض العربي للفلسطينيين للدخول في التفاوض غير المباشر، وإلى إنتهاء مهلة العشرة أشهر في وقف الاستيطان الإسرائيلي بالإعلان عقب القمة الأميركية الإسرائيلية، عن ضرورة العمل للتفاوض المباشر بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وفي هذا الإطار، بدأت مشاورات عربية على أعلى مستوى، لدرس سبل التعاطي مع طرح التفاوض المباشر، وأفادت مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، أن المشاورات أفضت إلى التفاهم على عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية الخاصة بالمبادرة العربية للسلام في التاسع والعشرين من تموز الجاري في مقر الجامعة العربية في القاهرة.
ويهدف الاجتماع في الدرجة الأولى إلى حسم العرب لموقفهم بالنسبة إلى إعطاء الغطاء العربي للفلسطينيين مجدداً للدخول في المفاوضات المباشرة. وبالتالي، فإن حسم الموقف العربي، يحتاج إلى دراسة ما آلت إليه المبادرة العربية للسلام، وما الذي نتج عن التفاوض غير المباشر الذي تم بإعطاء تفويض عربي للجانب الفلسطيني، للدخول في هذه العملية، مع الإشارة إلى أنه كان من المقرر أن تنعقد اللجنة بإنتهاء الأشهر الأربعة من التفاوض غير المباشر في نهاية آب المقبل أو بداية أيلول. لكن تطور الموقف لدى الإدارة الأميركية بالسعي لإطلاق التفاوض المباشر يحتم، دراسة الطرح على المستوى العربي.
وستناقش اللجنة فضلاً عن ذلك، النتائج المتوخاة من التفاوض المباشر المقترح، في ظل عدم تحقيق التفاوض غير المباشر أي تقدم.
ومن المقرر أن يشرح الجانب الفلسطيني أسباب قبوله التحول إلى التفاوض المباشر، واعتباره بأن لا حل سوى بالتعامل بصورة ايجابية مع الطروحات الأميركية، على الرغم من عدم نجاح التفاوض غير المباشر.
واستناداً إلى هذه المصادر، فإن هناك تفضيلا من كل الدول المحورية لا سيما مصر، بأن تتم العودة الى لجنة المبادرة لاتخاذ الموقف العربي اللازم إذ لا تريد القاهرة الظهور أنها تدفع في اتجاه التفاوض المباشر أو تضغط للدخول في مساراته، مع العلم أن مصر، وأكثر من دولة عربية أخرى، كقطر مثلاً، تهتم لهذا الطرح وتقوم بأدوار تسهيلية لهذه الغاية.
وتقوم الإدارة الأميركية باتصالات مع العرب، بحسب المصادر، لدراسة الاخراج المناسب للتفاوض المباشر، خصوصاً وأنه من الصعوبة بمكان القبول به، إذا لم يتم تسليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقف يضمن القبول الفلسطيني لبدء هذا التفاوض. ويشار إلى أن الهدف الأميركي في النهاية هو الدخول في التفاوض المباشر، ولكن أي طرف في المنطقة لا يدرك مدى نجاح هذا التفاوض، وتبرز تساؤلات عربية، في هذا المجال من نوع إذا لم ينجح التفاوض غير المباشر فلماذا ينجح التفاوض المباشر؟
بالنسبة إلى فريق كبير من الدول العربية، فإن إسرائيل ومن خلال القبول بالتفاوض المباشر وقبله غير المباشر، هدفت إلى تخفيف الضغوط الأميركية عنها من جهة، وتعزيز موقفها الدولي وصورتها أمام العالم من أنها تريد التفاوض من جهة ثانية. لكنها في الواقع تريد قطف ثمار مرحلة التفاوض من دون أن تسمح أن يؤدي التفاوض إلى نتائج جوهرية. لكن في الواقع ليس أمام العرب إلا إبداء الايجابية لإعطاء كل الفرص المتاحة أمام العملية السلمية، مع كل التشاؤم حيال النتائج منذ الآن. فالتفاوض غير المباشر السابق بقي لسنوات وعلى المسارين السوري والفلسطيني مع إسرائيل، ولم يؤدِ إلى نتيجة، وكان الاستيطان قائماً ، وبقيت الأمور على حالها. والآن ليس هناك من معطيات جديدة أمام العرب للشعور بالتفاؤل.
إلا أن الرباعية الدولية المعنية بالسلام في المنطقة، ستنعقد في أيلول المقبل، على هامش أعمال افتتاح الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وستعلن عن دعمها لأي خطوة تؤدي إلى التوصل إلى السلام في المنطقة، إن عبر التفاوض المباشر، أو غير المباشر.
ويرتقب أن يكون التفاوض المباشر بدءاً بالمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، مخرجاً ليس فقط أمام الإدارة للاستمرار في الضغط في اتجاه محادثات السلام كما تصر، انما أمام العرب الذين أعطوا مهلة حتى أيلول للجوء إلى مجلس الأمن الدولي في حال لم ينجح التفاوض غير المباشر. الأمر الذي يطيل أمد الفرص المعطاة للعملية السلمية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.