8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن تقوّم خياري التفاوض المباشر وغير المباشر

تجري الإدارة الأميركية تقييماً لما حققته المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل بعد مرور نحو شهرين على بدئها وبرعاية مباشرة منها.
وحتى الآن يتبين، ان هناك تأخيراً في إمكان تفاهم الطرفين على ورقة موحدة حول الأولويات التي تناقشها هذه المفاوضات، خصوصاً مسألتي تبادل الأراضي، والحدود.
لكن هذا التأخير، بحسب مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، لم يصل بعد الى حالة من التململ، على الرغم من ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي باللوم على الفلسطينيين في عدم إحراز أي تقدم، وان الجانب الفلسطيني من جهته يقول بأن هناك صعوبات وانه يؤيد الوصول الى نتيجة من أجل الانتقال الى التفاوض المباشر، وان التفاوض غير المباشر من أجل التفاوض لن يؤدي الى شيء.
وتعود أسباب التقييم الذي تجريه الإدارة وسط هذا الجو، الى ان موعد استحقاقات كبرى قد بدأ يقترب في شهر أيلول المقبل. ومن الضروري، استناداً الى المصادر، بذل مزيد من الجهد قبل ايلول، بحيث يتم التهيئة لاقتراب الاستحقاقات بالسعي لإحراز تقدم ما في التفاوض غير المباشر، والاستحقاقات هي:
انتهاء مهلة الأشهر الأربعة التي منحتها الجامعة العربية كغطاء للفلسطينيين في تفاوضهم غير المباشر مع إسرائيل. وبالتالي هناك تقييم عربي لما تحقق وللظروف التي تسود التفاوض، ومدى وجود إمكانات للانتقال الى التفاوض المباشر، والقدرة على تحقيق اختراق في ظل حكومة إسرائيلية متشددة يرأسها نتنياهو. على ان الإدارة الأميركية التي أستجاب العرب لرغبتها إعطاء الفرصة للتفاوض غير المباشر، تريد الحفاظ على الايجابية العربية. وذلك من خلال تقديم ما يسهل المضي في التفاوض، ويقنع الجانب العربي الذي يقول بالعودة الى مجلس الأمن في حال لم يتحقق شيء، من ان لهذا التفاوض مكسبا مهما.
انتهاء مدة الأشهر العشرة التي أعلنت إسرائيل وقف الاستيطان خلالها الأمر الذي يفتح الباب على خلاف متجدد عربي إسرائيلي حول الاستيطان، وإذا لم يتم التحضير من جانب الراعي الأميركي لاستمرار أجواء بناء الثقة بين الطرفين، عبر استمرار وقف الاستيطان وتمديد مهلته، فإن الوضع قد يهدد التفاوض غير المباشر. ما يقتضي من واشنطن العمل لدرء مخاطر انتهاء هذا الاستحقاق وما يحمله بالنسبة الى العملية السلمية، الموضوع الأكثر أهمية لدى الإدارة.
هناك استحقاق الانتقال من التفاوض غير المباشر الى التفاوض المباشر. وإذا لم يحقق غير المباشر تقدما، فكيف السبيل الى الانتقال الى المباشر. ما يستدعي جهداً أميركياً خاصاً، إذا لا يكفي ان يكون الهدف وضع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كل على حدة وجهاً لوجه مع الموفد الرئاسي الأميركي جورج ميتشل، لقيام تفاوض غير مباشر، بل المهم الانتقال كما وعدت واشنطن الى مفاوضات مباشرة تشمل المسارين اللبناني والسوري أيضاً مع إسرائيل.
أمام الإدارة في أيلول خياران.
الأول: إما تجديد التفاوض غير المباشر إذا لم تُفلح مساعيها خلال شهري تموز وآب المقبلين في تحقيق اختراق ما، ينقل الوضع الى التفاوض المباشر. والثاني: خلق الظروف المؤاتية لتفاوض مباشر بغض النظر عما يكون قد حققه التفاوض غير المباشر. وهذا يستدعي تحركا من نوع آخر وتوسيعا للاتصالات الدولية العربية، والدولية الإسرائيلية لإخراج هذه العملية الى حيز التنفيذ.
وتتوقع المصادر، ان يتمسك العرب بأي خطوة ترعاها واشنطن لمزيد من الدفع في اتجاه السلام، وان يبقى ذلك أولوية تفوق اللجوء الى مجلس الأمن لإعلان دولة فلسطين وفق حل الدولتين عبر قرار دولي. إذ لا مصلحة للعرب في ان يُواجه إعلان الدولة بعدم إجماع دولي في ظل الفيتو الأميركي المرتقب في هذه الحالة، على إعلان الدولة الفلسطينية.
ويؤكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لنتنياهو الموجود في واشنطن، على الأهمية التي يعطيها للسلام في الشرق الأوسط، كون الموضوع يصب في المصلحة الوطنية الأميركية، ومسلمات الأمن القومي. ولهذا السبب أعطى الرئيس الأميركي أهمية للموضوع عبر متابعته واندماجه الشخصي لإحراز تقدم. وهذا ما يعبر عن قناعته ويأمل ان تلتقي القناعة الإسرائيلية والحسابات الإسرائيلية مع قناعته وحساباته.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00