8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن .. تخفيف الحصار على غزة يدفع عجلة التفاوض المباشر

ألقى العدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية التي كانت متجهة الى قطاع غزة، بثقله على التفاوض غير المباشر بين الفلسطينيين وإسرائيل. إذ بات ايجاد طريقة لتخفيف الحصار المفروض على غزة جزءاً من الظروف الايجابية المطلوبة لمواكبة هذا التفاوض الذي يتم العمل من جانب الإدارة الأميركية لكي يحقق التقدم المنشود.
وتنتظر واشنطن آخر الشهر الجاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما كان زارها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي بقي موعده ثابتاً مع الرئيس باراك أوباما، فيما أرجئ موعد نتنياهو بسبب العدوان على القافلة. وتتوقع الإدارة من نتنياهو، استناداً الى مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، مواقف أكثر ايجابية يُقابل بها الطروحات الأميركية لتعزيز مناخ التفاوض غير المباشر والدور الأميركي في هذا الموضوع، فضلاً عن ضرورة ايجاد مخارج نظراً الى الوضع الداخلي الإسرائيلي الأكثر حرجاً. ويأتي هذا التوقع في ظل استنتاج الإدارة بأن المواقف التي عبّر عنها عباس في واشنطن كانت مشجعة، وسط تضاؤل الفرص والحلول، وان ذلك يصب في سياق الرغبة الأميركية في أن يتغلب المسار السياسي في المنطقة على المسار الأمني للتفاهم على الحلول الخاصة بالسلام. وقد تحدث عباس مطولاً في كل المواضيع لا سيما الحل النهائي. والبحث الأول تناول تبادل الأراضي والحدود، ثم تسجيل الموقفين الفلسطيني والأميركي المعروفين بالنسبة الى القدس واللاجئين.
وتبعاً لذلك، فإن المطلوب أميركياً من نتنياهو ان يلاقي المواقف التي أبداها عباس، لأن الأولويات الأميركية، في هذه المرحلة تكمن في الآتي:
ـ الإبقاء على العملية التفاوضية قائمة، مهما كانت الظروف. هناك قناعة بأن التقدم السريع قد يكون غير متاح، لكن الإصرار بحزم على استكمال المساعي لاستمرار العملية السياسية هو عنوان التحرك والهدف من ذلك منع انفلات الأمور خصوصاً على المستوى الأمني في المنطقة، كما ان هذا الجو يشكل سبباً لعدم التعطيل ان من جانب حماس أو من جانب جهات أخرى قد تكون قادرة على ذلك. كما من شأنه أن يُبقي الوضع مضبوطاً.
ـ هناك بحث دولي جدي لإمكان تخفيف الحصار عن غزة. فواشنطن تعتبر ان لا سبب يجب ان يمنع دخول الحاجات الأساسية الى غزة، والأوروبيون يبدون استعدادهم للمساعدة في هذا السبيل. في حين ان إسرائيل تعتبر انه يجب ان يكون لديها عين على كل ما يدخل أو يخرج من غزة. ويتركز البحث على ايجاد إطار وآلية لتخفيف الحصار ومرجعية تشرف على هذه العملية من بين طروحات عدة أبرزها الأمم المتحدة.
ان تخفيف الحصار يساعد التفاوض غير المباشر ويساعد في عوامل انضباط الوضع في المنطقة. وقبول إسرائيل بالآليات التي ستطرح لتحقيقه يُعد جزءاً من الخطوات الايجابية أو المبادرة المطلوبة لتعزيز بناء الثقة بين الطرفين، عن طريق إعادة النظر بالحصار على غزة.
ـ ان ما يهم الإدارة الأميركية في النهاية هو استئناف المفاوضات السلمية المباشرة. وهذا ما تعتبره انجازاً. وإذا كانت قضية غزة وحصارها لا تزال تصعب الأمور، فإن المهم الإبقاء على التحضيرات قائمة لمثل هذا التفاوض وأهمها إنجاح التفاوض غير المباشر، الأمر الذي يمهد للتفاوض المباشر على كل المسارات وليس على المسار الفلسطيني الإسرائيلي فحسب، من هنا، يأتي العمل الأميركي الدولي على إعادة النظر في الحصار على غزة، كونه ينعكس ارتياحاً في الأجواء في المنطقة، ويخفف من المواقف المتطرفة. إلا أن الإدارة تعوّل على ان تساعد إسرائيل فعلياً للوصول إلى هذه الغاية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00