8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أوباما يوافق الحريري: السلام يؤدي الى حل كل مشاكل المنطقة

من المتوقع أن يستكمل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جولة عربية بدأها أمس بدمشق، لاطلاع قادة الدول على نتائج زيارته الى العاصمة الأميركية الأسبوع الماضي. وتشمل الجولة المملكة العربية السعودية، ومصر والأردن. وسيتركز النقاش على انعكاسات هذه الزيارة على العلاقات الأميركية العربية، وتطورات الوضع في المنطقة.
وكانت ثمة رغبة أميركية في انجاح زيارة الحريري الى واشنطن، والزيارة نجحت فعلاً، اذ أفادت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على المحادثات اللبنانية ـ الأميركية، ان الرئيس الحريري تحدث وفق مقتضيات الدور الذي يلعبه رجل الدولة، ومن منطلق مسؤولياته الاقليمية والعربية وليس اللبنانية فحسب، الأمر الذي أضفى على وجوده، في الولايات المتحدة وعلى النقاشات التي قام بها اطلالة دولية جيدة جداً. وبالتالي، يمكنه نقل الأجواء التي سادت المحادثات، فضلاً عن رسائل يحملها الى الدول العربية التي سيزورها، كل حسب علاقته مع واشنطن والمواضيع ذات الاهتمام من الادارة الأميركية.
وفي هذا السياق، أبدى الرئيس الحريري أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما، وجهة نظره للوضع في المنطقة، بحيث يرى أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، استناداً الى مبدأ الأرض مقابل السلام، يؤدي الى حل لكل المسائل العالقة الأخرى في المنطقة.
انها مقاربة الحريري التي يتمسك بها، وسعى للتطرق الى ظروف المنطقة ومعالجة أوضاعها، انطلاقاً من حل قضية النزاع العربي الاسرائيلي.
وكان للرئيس أوباما مقاربة أيضاً في هذا الاتجاه. وفي المعنى المتصل بشؤون المنطقة وحل خلافاتها، سُجل انسجام في المقاربتين، اذ ان أوباما لا يزال يأخذ موضوع السلام على عاتقه، وسيبذل قصارى جهده لتحقيقه. والقضية السلمية أكثر ما يهم كل الأطراف العربية، بحيث هناك تمسك بالمبادرة العربية للسلام، ومقاربة أوباما ستلقى ارتياحاً عربياً، لأنها تنسجم مع مقاربة الحريري.
وجرى خلال المناقشات في واشنطن تقييم متبادل لبناني أميركي للعلاقات اللبنانية السورية ومسارها. وفي التقييم اللبناني، أن هناك حالياً، مرحلة من السير في معايير بناء الثقة. وفي التقييم الأميركي، ان لا معارضة لهذه المرحلة، بل على العكس، هناك تشجيع على العلاقات التي تحفظ سيادة البلدين واستقلالهما، وبناء الثقة في ما بينهما، وان الجانب الأميركي لا يزال يتمسك بالحوار مع دمشق.
وفي الأساس، بحسب المصادر، يهم الادارة تعيين السفير لدى سوريا روبرت فورد لايصال الرسالة بشكل مباشر وواضح، وقد تتأخر الموافقة في الكونغرس، لكن الادارة ترى أن من المفيد لسوريا تسهيل ايفاد السفير وتسهيل توطيد العلاقات الثنائية، عبر تلبية فعلية تبدأ أولاً، لمطلب أميركي واحد على الأقل، من شأنها أن تنعكس ايجاباً على مسار الحوار القائم بينهما.
وفي الموضوع المتصل بإيران وملفها النووي، فإن الادارة آثرت التريث في الطلب من لبنان مسألة محددة، طالما ان الحليف البرازيلي والآخر التركي، لم يتوصلا بعد مع واشنطن الى قراءة موحدة لطريقة مقاربة الموضوع، لا سيما في ظل الاتفاق الايراني البرازيلي التركي. وتعرف الادارة جيداً ان إي احراج استباقي للبنان على سبيل الضغوط، لا يفيده في شيء، بل قد يؤثر في حسابات داخلية في البلد. وهذا المنحى ينطبق ايضاً على مقاربة موضوع حزب الله مع الرئيس الحريري، من جانب واشنطن. ذلك ان تصريحاته، فضلاً عن موقفه في اللقاءات حول المسألة، عكست عدم اللجوء الأميركي الى الضغط في التعامل مع هذا الموضوع. وأهمية أميركية أعطيت لاستقرار الوضع في لبنان وللتهدئة، نظراً الى الحسابات الداخلية في الوقت نفسه، في انتظار ما ستخرج به التسويات الكبرى والحوار الدولي الاقليمي، فضلاً عن أهمية بالغة لإنجاح الزيارة في الدرجة الأولى، مع كل الدلالات التي يحملها الأمر، بالنسبة الى عدم تخلي الادارة عن لبنان السيد المستقل، وعن دعمها له ولقضاياه ودعمها عمل المؤسسات في الدولة، والتعاون الثنائي القائم في شتى المجالات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00