27 تشرين الثاني 2025 | 13:17

أخبار لبنان

 عقد الوزير السابق ميشال فرعون لقاءً تشاوريّاً بعنوان "حياد لبنان الرسمي في إطار جامعة الدول العربية"، الذي نظمه مع البروفسور أنطوان مسرّة بمشاركة السفيرة كلود الحجل ممثلة رئيس مجلس الوزراء القاضي الدكتور نواف سلام، الرئيس السابق ميشال سليمان، الرئيس تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة ممثلاً بالوزير السابق الدكتور خالد قباني، سفيرة النمسا فرانشيسكا هوسوفيتز فرنسينغ وبالتعاون مع جمعية "أداء" و"المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم"، تمهيداً لإطلاق الجزء الثاني من كتاب "حياد لبنان واللبنانيين إقفال للبنان الساحة والساحات"، مساء امس في متحف روبير معوض الخاص – زقاق البلاط.

كما شارك مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أنطوان صفير، الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، الدكتور داوود الصايغ وعدد من الشخصيات الفكرية والاكاديمية والاعلامية.

تمحور اللقاء حول ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﻮﻟﻴﻔﻴﺔ عن ﺣﻴﺎﺩ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ، تمهيدًا لإطلاق الجزء الثاني من الكتاب، ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ: "ﺣﻴﺎﺩ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ، ﺇﻗﻔﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ" وعن ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻼﻧﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﺤﻴﺎﺩ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪيبلوماسية وﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺑﻨﺎء ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ وﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. وفي ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ: ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻓﻲ انسجامٍ ﺗﺎﻡ ﻣﻊ "ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍيا ﻓﻲ 15/12 /2022 ﻭﻳُﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ.



فرعون

استُهلّ اللقاء بالنشيد الوطني، ثم القى الوزير فرعون كلمة رحب فيها بالمشاركين، وقال: "في هذا المكان المهيب الى جانب العلم اللبناني الأول مع هذا الحضور الراقي، نلتقي اليوم لنتشاور في موضوع الحياد الذي نعتبره من تراث وتاريخ ودور لبنان، هذا الحياد الذي كلما ابتعدنا عنه كلما دخلنا في الويلات".

أضاف: "لقاؤنا اليوم أبعد من المبادرة التي انطلقت من هذا المكان منذ أكثر من سنتين مع النمسا حول حياد لبنان ضمن الجامعة العربية، وحياد النمسا ضمن الاتحاد الاوروبي، حيث صدر الكتاب الذي تضمن الوثائق التي تؤكد أننا لسنا بحاجة الى تغيير في الدستور وكل الكلام عن الدستور لأن حياد لبنان يعتبر جزءاً من ميثاقنا الوطني أو هويّة لبنان التي تأكّدت في الاستقلال وفي الجامعة العربيّة عندما رفض وزير خارجيّة لبنان الراحل هنري فرعون أن تُتّخذ قرارات الجامعة العربيّة بالأكثريّة بل بالاجماع، ورفض أيضا استخدام حقّ الفيتو من الجامعة العربيّة على معاهدات الدول الأعضاء".

تابع : "عندما نتكلّم عن الحياد ضمن الجامعة العربيّة يعني ذلك تضامن لبنان مع القضايا العربيّة، ونحن نعرف أنّ مواقف الدول العربية في هذه المرحلة تتبنى الحياد والسلام على اساس مقررات مؤتمر بيروت 2002، لعدم زجّ المنطقة في خلافات اكبر من طاقتها، ونحن أيضاً في لبنان لا يمكننا أن نتحمّل بمفردنا تبعات قضايا أكبر من طاقتنا.

ويمكننا القول إنّنا دخلنا اليوم مرحلة جديدة تتجاوز مقررات مؤتمر بيروت، إنطلاقا من خطاب قسم فخامة رئيس الجمهورية الذي تحدث عن الحياد بشكل صريح، وأيضا في البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام حيث تكلم بوضوحٍ عن حياد وتحييد لبنان، وأيضاً بعد إعلان بعبدا الذي أُجهض سياسيا بعد أن كان نبّه الى تحييد لبنان عن سياسة المحاور".

وقال : "ما يميّز لقاءنا اليوم أننا دخلنا في مرحلة حيث نجد بين السلطات الرسمية والدستورية نوعاً من التوافق على الحياد وتحييد لبنان، ما يحفّزنا على مضاعفة جهودنا في هذا العمل الهام لتطوير صيغة توليفية لنتقدم أكثر وأكثر حول تثبيت حياد لبنان. مع العلم أن فريقاً من اللبنانيين أخذ نفسه والبلد معه رهينة لمصالح خارجية من خلال التمويل والتسليح والخضوع لإملاءات خارجية ما يناقض كل مبادىء السيادة والحياد ويعرّض وطننا اليوم لأقصى المخاطر. (ولن ندع هذا الموضوع يأخذنا الى الابتعاد عن موضوعنا الاساسي).

لذلك، علينا الاستفادة من الطاقات والخبرات المميزة والموجودة بيننا، من أجل بلورة صياغة توليفية حول الحياد الذي نأمل أن يكون هدفاً وطنياً نستطيع أن نستفيد منه في الاشهر والاجيال المقبلة مع حلّ لمشكلة السلاح خارج الدولة من جهة وبتّ للاصلاحات الضرورية من جهة أخرى".

ختم: "نأمل اليوم أن نخرج بعد هذا اللقاء، ومع الكتاب الجديد، الى توحيد الجهود حول هذا الموضوع الاساسي الذي يجمع بين اللبنانيين ويثبّت اتفاق الطائف ويخفّف من الخلافات، إن كانت طائفية أو مذهبية لنذهب من خلال الجزء الثاني من الكتاب حول إقفال لبنان الساحة والساحات، الى مؤتمر وطني حول الحياد يرأسه رأس الدولة".

مسرة

ثم ألقى الدكتور مسرة كلمة قال فيها: "نحن في هذا المكان التاريخي حيث كان لهنري فرعون دورٌ أساسي في استقلال لبنان، وهدف اللقاء اعداد صياغة توليفيّة، إذ لا نعبّر لا عن رأي ولا عن موقف بل انطلقنا من خطاب القسم والبيان الوزراي واعلان بعبدا، ومن البيانات الكثيرة التي تنادي بالحياد، وكلّها تؤكد على عدم استخدام لبنان كساحة".

ورأى أنّ مضمون حياد لبنان هو الآتي: عدم الانجراف في محاور وتحويل لبنان إلى ساحة. الالتزام التامّ لميثاق جامعة الدول العربيّة. التقيّد بمجمل قرارات الشرعيّة الدوليّة. تحقيق لبنان الرسالة والضرورة، لبنانيّاً وعربيّاً وعالميّا".

سفيرة النمسا

والقت السفيرة النمسويّة كلمة قالت فيها: "شرفً كبير لي أن أشارككم التجارب التي خضناها في مجال الحياد. وفي الواقع، تشكّل هذه التجربة أيضًا استمراريّة لتعاوننا، الذي بدأناه في المرة الأولى، وقد وجدته ممتعًا جدًا. لذلك أنا سعيدة للغاية بمواصلة هذا التعاون. بدأنا باعتماد الحياد في الدستور قبل 70 عامًا، فبات ركيزة أساسيّة لدى السكّان، رغم التغييرات التي طرأت عليه بفعل الاندماج الإقليمي والعالمي. وبالتالي، أصبح الحياد عنصرًا جوهريًّا بالنسبة الى الشعب النمسوي، حتى وإن كنّا في الواقع لسنا محايدين في مختلف المجالات، واضطرّ هذا الحياد إلى التكيّف مع التطوّرات الدوليّة".

الرئيس سليمان

أمّا الرئيس سليمان فتوقّف عند الخطوات التطبيقيّة لإعلان بعبدا، وقال: "يجب متابعة الجهود لتبنّي اعلان بعبدا كوثيقة رسميّة في مجلس الامن، وقد حصل ذلك فعلاً حيث اصبح الاعلان بمثابة مرجعيّة، كما متابعة تبنّي المنظمات الدوليّة والجامعة العربيّة الإعلان ورفع تصوّر استراتيجي الى هيئة الحوار الوطني يرتكز على إتفاق الهدنة وعلى توفير القدرات للجيش لتمكينه من وضع خطة دفاعية، على أن يُستعان بقدرات المقاومة لفترة انتقاليّة شرط ان تكون الأمرة لدى الجيش اللبناني بناءً على قرار مجلس الوزراء المبني على توصية المجلس الاعلى للدفاع".

قباني

ثم تلا الوزير السابق قباني كلمة الرئيس السنيورة جاء فيها: "إنّ الحياد ليس انعزالاً، بل خيار تتخِذُهُ الدولة، بقصد ابقائها بعيدة من الصراعات من خلال الامتناع عن الدخول في تحالفات، بهدف الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وتجنُّب التدخلات الخارجية. تقوم الحياديّة كسلوك للدولة على المبادئ الآتية: رفض الانضمام الى الاتفاقات العسكريّة، رفض قبول أسلحة او مساعدات عسكريّة من طرفين متخاصمين، عدم منح قواعد عسكرية لأي منهما، عدم التزام معاهدة مع أي منهما، وعدم التزام إيديولوجية أيّ منهما".

شمس الدين

وتحدّث الوزير السابق ابراهيم شمس الدين فقال: "إنّ الحياد هو شأن الدولة، وتعود الصلاحيّة للدولة الشرعيّة، وأيّ جهة تعارض موقف الدولة تنزع عنها الشرعيّة، وعندنا نجد بعض الجهات ترفض الحياد لكنّ الناس لا ترفضه ما يدلّ على عدم انسجام في بنية الدولة، لافتاً الى أنّ اتفاقيّة الهدنة شريفة وتعتمد الحياد للبنان مع العدو الاسرائيلي".

صفير

بدوره، تحدّث صفير فقال: "إن العناوين الأساسية للحلقة الحواريّة تستحق البحث والتدقيق والدخول في التفاصيل العلميّة، لكي تشير الى مواطن الخلل وإلى الإيجابيات، وتُقيّم السلبيّات وكيفيّة تقويمها وتطويرها وتحديث النظام السياسي والدستوري".

كما حمل تحيّات رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون ومحبّته الوقادة وتشجيعه للمبادرات التي تتعلق بالدراسات الأكاديمية ذات البُعد الوطني، بالإضافة الى "كلّ أفكار جديدة يمكن أن تحدّث البلاد وتكون مساراً غير جدلي، بل مسار نقاش عميق وعلمي ومتوازن بين مكونات المجتمع السياسيّة والاجتماعية والاقتصادية".

كما أشار الى أن "الرئيس عون يشجعكم ويشدّ على أيديكم، أن تواصلوا هذا العمل الأكاديمي الوطني لكي نصل الى خلاصات، يمكن ان تساهم في تطوير البنية التشريعيّة في لبنان وتمتين التواصل السياسي بين الأفرقاء، لكي يكون هنالك عمل منتج لا تعيقه عوائق ولا يقف أمام مساره مطبات".

ثمّ كانت كلمات للدكتور داوود الصايغ، الدكتور جوزيف أبو نهرا، الأكاديمي وليد مبارك، الدكتور طوني عطالله، المحامية منى فيصل طعمة، الدكتور ايلي الياس، الباحثة كريستين بابكيان عساف وفادي بو داغر أثنت كلها على "أهميّة اعتماد الحياد خشبة خلاص للبنان".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 تشرين الثاني 2025 13:17