منذ إعادة احيائها قبل خمس سنوات لـ " حمام الجديد " كمركز سياحي ثقافي لبناني عالمي، و"مؤسسة شرقي للإنماء والإبتكار الثقافي" تتابع عاماً بعد عام بصماتها المضيئة على صعيد تفعيل النشاط الثقافي والسياحي في صيدا ، من خلال ما تنظمه وتستضيفه في "حمام الجديد " من فعاليات فنية وثقافية وتراثية بمشاركة فنانين ومبدعين لبنانيين وعرب واجانب ، وما يستقطبه هذا المعلم التراثي من حركة سياحية من لبنان وخارجه باتجاه المدينة القديمة .
استطاعت مؤسسة شرقي خلال السنوات الخمس ومن خلال ما ينبض به حمام الجديد من نشاط وتبوح به جدرانه وأروقته من عراقة وذاكرة انسانية ، أن تجسد وتعزز تلك العلاقة التكاملية بين التراث والفن والثقافة والسياحة والتي تُسهم في تعزيز الحضور الثقافي والنشاط السياحي للمدينة، وتبقي هذا المعلم التراثي بكل ما يختزنه من تاريخ ومعالم معمارية حياً يسكب في رحابه الفنّانون إبداعاتهم التي تصبح بدورها عامل جذب وتفاعل ثقافي وحضاري يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة.
واليوم تضيف "مؤسسة شرقي للإنماء والإبتكار الثقافي" بصمة إبداعية جديدة من خلال تنظيم واستضافة معرض لوحات للفنانة التشكيلية دينا شرارة في "حمام الجديد" بعنوان " بصمة" ، وافتتح السبت بحضور حاشد من المهتمين، وزاره جمع من الفاعليات من بينهم : النائب الدكتور عبد الرحمن البزري ورئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري وجمهور من محبي الفن والثقافة. وكان باستقبالهم رئيس "مؤسسة شرقي للإنماء والإبتكار الثقافي" المهندس سعيد باشو وأسرة المؤسسة.
ويأتي المعرض ضمن باكورة فعاليات فنية وثقافية تنظمها المؤسسة احتفاءً بمرور خمس سنوات على إعادة إحياء "حمام الجديد"، وكان أبرزها وفي حدث هو الأول من نوعه في لبنان ، جولة افتراضية تفاعلية ثلاثية الأبعاد"3D interactive virtual tour " في موقع "حمام الجديد " لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المهتمين خاصة خارج لبنان ليزوروا الموقع افتراضياً ويطلعوا عليه عن قرب". لافتاً الى أنه ستكون هناك أيضاً سلسلة فعاليات احتفالية بالمناسبة تستمر حتى نهاية العام.
و" بصمة " هو رحلة بصرية للتحول والشفاء واكتشاف الذات. كل لوحة تروي لحظة انبثاق، حيث تلتقي الهشاشة بالصلابة، ويحل الصوت محل الصمت. في هذا العمل الفني. تستكشف دينا شرارة ازدواجية الأنوثة: رقة النمو والقوة التي تولد من الصراع. باستخدام طبقات الأكريليك والكولاج والقوام الشفاف، تستحضر إحساس التحول، وتخلع الهويات القديمة وتحتضن أشكالاً جديدة للوجود. عمليتها التأملية عميقة وعفوية، تقودها العاطفة أكثر من البنية.
و"دينا شرارة" هي فنانة لبنانية الأصل تعمل بتقنيات الوسائط المختلطة والأكريليك، تستكشف في أعمالها التحول والتأمل الداخلي والأنوثة. من خلال التوازن بين العاطفة والشكل، تعبر عن التطور المستمر للذات — مواجهة الألم والذاكرة والولادة من جديد. لغتها البصرية غنية بالرمزية وغالبًا ما تكون مليئة بالاستعارات الشخصية. كل عمل فني يتحول إلى حوار بين رحلتها الداخلية والتجربة الأنثوية الجماعية. صوت دينا الفني يجسر بين الشرق والغرب، ليعكس تراثها الثقافي ورؤيتها العالمية.
بدأت فكرة المعرض من علاقة الفنانة دينا شرارة بصيدا، كونها تعلمت فيها ، وهي فنانة تشكيلية تعيش حالياً وتعمل في الولايات المتحدة الأميركية ، وأصرت على إقامة المعرض في " حمام الجديد" . وتلاقى هذا الإصرار مع حرص مؤسسة شرقي على احتضان وتقديم كل فكرة جديدة ومميزة فنية أو ثقافية او تراثية يمكن أن تسهم في إبراز هذا المعلم ومن خلاله عراقة هذه المدينة.
إشارة الى أن معرض " بصمة " يستمر حتى 3 كانون الأول 2025 يومياً من الساعة 11 قبل الظهر حتى الساعة 4 عصراً .
رأفت نعيم














يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.