15 أيلول 2025 | 10:00

أخبار لبنان

كاريزما مضادة للمؤسسات

كاريزما مضادة للمؤسسات

مازن عبّود-النهار


كاريزما نرجسية ترهق العالم. نتنياهو يشعل المنطقة كلما استدعي الى المحكمة. مؤخرا اعتدى على #قطر. اميركا تغرق في اللايقين والتصدع، ولبنان في ازماته البنيوية. والعالم في غمرة الشعبوية يخسر سلامه ونظامه.

(1922) Max Weber اعتبر السلطة الكاريزماتية سلطة تقوم على قائد يتمتع بقدرات استثنائية، وليس على أسس قانونية أو مؤسساتية. وترتبط عادة بمشروعات ثورية وأخلاقية، فتشكل محرك التغيير والإصلاح (الأنبياء والقادة التاريخيين). لكنّ عندما ترتبط الكاريزما بالنرجسية نصير بخطر. فالزعيم النرجسي يمثل الأنا المثالية لجماعته، يعكس رغباتها في القوة والاكتمال (Sigmund Freud ,1921). يعتبرونه الحامٍي والأب والقديس.

وتكبر مؤسسة الزعامة وتتقزم الدولة. فتنشأ اقتصادات الريع، ويستشري الفساد. وينتقلّ الولاء من العام الى الخاص. فيتقلص الخير العام وتتفكك الدول..

الكاريزما تلزم لتعبئة الجماهير، وإنفاذ اجندات، لكن اي اجندات؟

الكاريزما خطر عندما تكون بأهداف خاصة او تافهة، تمسي تدميرية! خطورتها انها صارت تفبرك إعلاميا، فتجرّ الناس الى حيث لا يلزم.

تدمر لبنان بكاريزما ساسة نرجسيين. سحقت المؤسسات والتوازن الاجتماعي، والنتيجة انهيار!

الكاريزما في ذاتها غير مستقرة، فهي تتطلب اثبات قدرات بالمعجزات. فنصير عرضة للتقلبات. نتأرجح بين الحماس والانهيار. فضاؤنا قائم على الولاءات العاطفية. نبحث عن "داهش". نحن امام كاريزمات مصنّعة للاستهلاك وتمييع المحاسبة. بلدنا ادير بالكاريزما في خضم فراغ استراتيجي. فتحكمت اجندات خارجية بنا.

Erikson (1958) رأى في القائد تجسيدا للهوية الجماعية. وهذا ما يجعل صراعاته، صراعات الناس. زعماؤنا لا تقيدهم مؤسسات. هم بغالبيتهم مدمرون. علاقتهم بالشعب لا تمر بالمؤسسات.

ونبحث في خضم الازمات عن قادة بكاريزما ونرجسية. فيستغلون حاجتنا إلى الهروب من قلق الحرية(,Fromm1941). يصيرون للسيطرة لا للتحرر. النرجسية ان لم تكن رسالية ككاريزما لوثر كينغ (Erikson,1969) تصير مدمرة. غاندي اذاب هويته في رسالته، فتحوّل إلى رمز خلاصيّ. اخترنا زعماء بكاريزما ونرجسية كي يتحكمون بنا. تأثيراتهم بلا حدود وحساب. يتولون ابهارنا، لا بناء مؤسسات.

لن نخرج ولن يخرج العالم من كبوته، ان لم نعيد بناء سلطة عقلانية قانونية. فيزول الضد مع عكسه الضد. فتستعاد المؤسسات ويستقيم النظام العالمي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 أيلول 2025 10:00