ضمن برامج التدريب المستمر لهيئتها التعليمية، استضافت "ثانوية السفير" الأستاذة نضال جوني المتخصّصة في رعاية الموهوبين في ورشة عمل تدريبية بعنوان " رعاية الموهوبين " نظمتها ادارة الثانوية لأفراد الهيئة التعليمية ، منطلقة من رصيد تربوي كبير في اكتشاف واحتضان ورعاية المبدعين من طلابها ، ومن تجربة مميزة في تعزيز الأنشطة المنوعة داخل الصف وخارجه سبيلاً لصقل المواهب والمهارات لديهم، الى تحويل هذا التوجه لثقافة تساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحفز ملكة الإبداع لديهم .
ناصر الدين
افتتحت الورشة بكلمة ترحيب من مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين اشار فيها الى أن رعاية الموهوبين هي من ثقافة "السّفير" ، وقال: فالموهبة عندنا في جوهر رسالتنا التّربويّة. إنّنا نؤمن أنّ الطّالب الموهوب هو استثمار في المستقبل ، وأنّ مسؤوليّتنا أن نكتشف قدراته ونرعاها ونفتح له أبواب التّميّز.
جوني
ثم تحدثت جوني مستهلة الورشة التدريبية بكلمة اعتبرت فيها أن " رعاية الموهوبين ليست تَرَفًا تربويًّا، بل هي مسؤوليّة أخلاقيّة ووطنيّة " ، وقالت: الموهوبون يمتلكون شرارات مختلفة ، وإذا لم نجدّد لها الهواء فإنّها قد تنطفئ أو تتحوّل عبئًا بدل أن تكون طاقة بناء . وحين نرعى الموهوبين فإنّنا نستثمر في مستقبل مجتمعنا؛ نمنحهم الثّقة ليتحوّلوا إلى علماء ، مبتكرين ، وقادة فكر .
وتوجهت جوني برسالة للأهل والمعلّمين فقالت: لا تقتلوا السّؤال ، ولا تحصروا الطّالب الموهوب في قوالب جاهزة . افتحوا المجال ليجرّب ويكتشف . ففي كلّ تجربة سبيل نحو الإبداع.
بعد ذلك وعلى مدى نحو ثلاث ساعات ، تناولت جوني موضوع الورشة مقدمة له بتعريف الموهوب وكيف نكتشفه ، وكيف ننمي موهبته ، وما هو دور المعلم ودور الأهل في المنزل ، وكيف يستطيع الأستاذ أن يضخ الحيوية والتفاعل في بيئة الصف . وأوردت جوني بعض الأمثلة على ذلك من خلال اشراك المعلمين المشاركين في طرح أسئلة والإجابة عليها بحكم احتكاكهم بالطلاب في الصفوف ، وتقديم نماذج لمواصفات الطالب الموهوب ، انطلاقاً من مواقف حصلت بينهم وبين طلاب موهوبين ، وسبل تعزيز مهاراتهم، وذكرت بعض الوسائل والأدوات التي تمكن المعلّم من تحفيز مواهب الطلاب بأساليب تربوية حديثة . وانتهت الى خلاصات وتوصيات للمعلمين والأهل بهذا الخصوص.
علوش
وعلى هامش الورشة ، رأت منسّقة الكيمياء ومديرة دائرة الأبحاث العلميّة في الثانوية الأستاذة آمنة علوش أن "رعاية الموهوبين ركيزة أساسية لبناء المجتمعات والحضارات، إذ تُعدّ العقول المبدعة والمتميزة وقودًا للتقدم والنهضة في شتى المجالات". وقالت: فالإهتمام بهذه الفئة لا يقتصر فقط على تنمية مهاراتهم، بل يشمل أيضًا توفير بيئة محفزة تُشبع رغباتهم الفكرية والنفسية، وتُطلق طاقاتهم الكامنة نحو الإبتكار والإبداع. وتبرز المدرسة هنا كمحطة أولى ومهمة في هذا المسار، حيث إن رعاية الموهوبين تربويًّا داخل المؤسسات التعليمية تُمثل تجسيدًا حقيقيًّا للرعاية الشاملة التي تهدف إلى صقل الموهبة وتوجيهها، وتوفير البرامج والأساليب التي تواكب قدراتهم واحتياجاتهم الخاصة. فإذا أحسّ الطالب الموهوب بأن موهبته مفهومة ومقدّرة، فإن ذلك يُسهم في تعزيز ثقته بنفسه، وتحفيزه نحو المزيد من العطاء. وخلصت الى أن "استثمار الموهبة في بيئة مدرسية داعمة يُعدّ خطوة محورية في بناء فرد مبدع، ومجتمع متقدم، وحضارة مزدهرة".
عيد
بدوره ، اعتبر منسق مادة الرياضيات الأستاذ ناجي عيد أن هذه الورشة " وفّرت رؤية تربوية عادلة ومنصفة تجاه الطلاب الموهوبين، وطرحت طرائق عملية تعيد الحيوية للبيئة الصفية، وتكسر الرتابة التقليدية". وقال: وجدتُ في الورشة أدوات تمكن المعلّم من احتضان قدرات الموهوبين وتفعيلها بطرق مبتكرة؛ ما يعزز من حضورهم الفكري والمعنوي داخل الصف.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.