6 أيلول 2025 | 18:36

إقتصاد

زيارة مفصلية إلى مطار القليعات... إعادة تشغيله قريباً؟

زيارة مفصلية إلى مطار القليعات... إعادة تشغيله قريباً؟

زارت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، وبمشاركة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ومفتي عكار الدكتور الشيخ زيد بكار زكريا وحشد من عكار وطرابلس، مطار رينيه معوض – القليعات، اليوم، وذلك دعماً للجهود المبذولة لتلزيمه وإعادة تشغيله، وتمت الزيارة بتعاون كامل بين الهيئات وبلدية القليعات ورئيسها الدكتور عبد الرزاف خشفة.

المحطة الأولى للزيارة كانت في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، حيث استقبل رئيس الغرفة توفيق دبوسي وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة شقير بحضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ورئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية يوسف سويف وحشد من أعضاء الغرفة وفاعليات اقتصادية، وألقيت كلمات جرى خلالها التأكيد على "ضرورة تكاتف الجهود كافة لنهوض طرابلس والشمال اقتصادياً واجتماعياً وإنمائياً ودعم مشروع إعادة تشغيل مطار القليعات كونه يشكل مرفقاً اقتصادياً حيوياً تطال مفاعيله كل لبنان بشكل عام ومنطقة طرابلس وعكار بشكل خاص".

أما المحطة الثانية فكانت في مركز "سلامتك" الصحي في تل حياة- عكار، حيث اطلع الوفد من رئيس المركز الدكتور عبد الرزاق خشفة على الخدمات الطبية والصحية التي يقدمها، وبعد الجولة زرعت شجرة بإسم الهيئات في باحة المركز.

المحطة الثالثة للوفد كانت في مطار رينيه معوض - القليعات، بمشاركة وزير الأشغال ومفتي عكار وفاعليات المنطقة. وبعد جولة اطلع خلالها الوفد على منشآت المطار، عرض رسامني الإجراءات التي تتخذها الوزارة والحكومة، وقال: "نحن مصرون على ان يكون هذا المطار قائما، ونقوم بكل ما يلزم كي يتم تلزيمه في أول العام المقبل انشالله كما وعدنا. والمطار يحتاج إلى فترة من الزمن كي يتم تشغيله لكن مع بداية العام 2026، يجب تلزيمه. وهذا المطار الذي زرته مرتين خلال هذا الأسبوع، ازددت قناعة بوجوب تشغيله من أجل لبنان واقتصاد الشمال والاقتصاد اللبناني ككل".

أما شقير فشكر رسامني على اهتمامه ووجوده، وقال: "نحن كهيئات اقتصادية أحببنا أن نقوم بالزيارة للتأكيد على ضرورة هذا المطار للبنان، ونسأل دائماً لماذا لم يتم فتحه من قبل، للأسف بسبب النكد السياسي. لكن كلنا إيمان بفخامة الرئيس والحكومة وبمعالي الوزير رسامني أنه سيتم تلزيم هذا المطار لأهميته ليس فقط لمنطقة الشمال بل للبنان. هذا المطار مهم جداً اقتصادياً، ونأمل خيرا إنشالله في أيام هذه الحكومة، ونعرف كم يسعى الوزير مشكوراً ليتم تلزيم هذا المطار بأسرع وقت ممكن".

بعد ذلك جال الوفد في قلعة القليعات التاريخية، وقدم خشفة لرسامني وشقير عباءة "عربون محبة وتقدير".

وفي نهاية الجولة تم تنظيم مؤتمر حاشد في بلدة القليعات لدعم إعادة تشغيل مطار القليعات، بحضور رسامني وشقير والنائبين وليد البعريني وجيمي جبور ومحافظ عكار عماد لبكي والمفتي زكريا والمطران منصور ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدومر والشيخ القاضي خلدون العريمط وفاعليات.

بداية الكلمة لعريف الحفل الإعلامي منذر المرعبي، ثم كلمة لخشفة الذي تحدث عن معاناة أهالي عكار والحرمان المزمن. مؤكداُ "وضع كل الإمكانات والجهود في خدمة مشروع إعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات وتقديم كل الدعم وكل التسهيلات"، وقال: "تشغيل مطار القليعات كان حقاً مستحقاً وحاجة وطنية ملحة ليكون شرياناً نابضاً لعكار".

أما المفتي زيد بكار زكريا فقال أن هذه الجولة اليوم ما بين المطار والقلعة والبلدة تؤكد حرص أهلنا الوطنيين الذين يؤمنون بهذا الوطن رغم كل التحديات والتهديدات. هذا المشروع الذي كان في همة اللجان وحمله نواب المنطقة أصحاب السعادة النواب في كل وقت وفي كل حين وفي كل زيارة لنرى بوادر الأمل العظيمة والمباركة من خلال وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني والذي نرجو له بصدق كما نرجو لعكار أن يرى الحلم معه في عهده وعهد فخامة الرئيس جوزاف عون وعهد دولة الرئيس نواف سلام، أن نرى هذا المطار تطير منه الطائرات ويستقبل الزوار ليكون محطةً تكتمل بها صورة المنطقة الاقتصادية الكبرى التي تربط ما بين عكار وطرابلس بهمة سعادة الأستاذ توفيق دبوسي وما يخطط له وما يرسم له. وأضاف هنيئاً اليوم لعكار الخيول رقصت طرباً والورود تناثرت فرحاً والنساء زغردت أملاً، كل ذلك رأيناه اليوم ونسأل الله تعالى أن نشاهد هذا الحلم على أرض الواقع ليعم الأمن والأمان والاستقرار الذي لا يكون ولن يكون إلا بوحدة أبناء هذا الوطن لا بمشاريع "الكنتونات" ولا بالمشاريع الفردية إنما نسلم أمورنا ونسلم مصيرنا بوحدة وطنية تكوم رادعاً بوجه الصهاينة الغزاة الذين لا يريدون لبلدنا أي تقدم إنما يسعون للخراب والدمار.

وتحدث أيضاً بالمناسبة المطران بسيليوس الذي قال "اليوم يؤكد أن حلم عكار يتحقق، حلم أن يكون لدينا جامعة، حلم أن يكون لدينا مستشفى عسكري، واليوم حلم أن يكون لدينا مطار في عكار، حلم يخلصنا من عناء الذهاب إلى مطار بيروت للسفر أو للمجيء من الغربة عبر مطار بيروت إلى عكار".

ونوه المطران بسيليوس بكل الجهود الخيرة التي تدفع باتجاه إعادة تشغيل مطار القليعات، معتبراً ان الدول والحضارات تبنى على الأحلام والتطلعات وكذلك على الأمل وعلى الجهود والإرادة للتقدم إلى الأمام، وذلك بهدف أن ينمو كل الوطن وكل مناطقه".

وقال المطران بسيليوس "الفرح الذي تعيشه عكاء اليوم ليس هو حصر لعكار إنما لكل لبنان وأي فرح يحصل في أي منطقة في لبنان هي للوطن بأكمله"، آملاً أن يبصر المشروع النور قريباً وأن يبدأ تشغيل مطار القليعات الذي من شأنه أن يساهم في دفع التنمية الإقتصادية والإجتماعية في المنطقة التي هي في أمس الحاجة إليها.

أما البعريني فرحب بالجميع، وقال لن أزيد على الكلام الذي أدلى بها الوزير رسامني وما وعدنا به مبدياً ارتياحه لكلام الوزير، ونحن كلنا أمل أن يتحقق الهدف بإنشاء هذا المطار وبنائه وهناك من يطالب بمشروع حيوي لكامل الشمال ولكامل عكار، آملاً أن تذلل العقبات. التي تواجه هذا المشروع الحيوي. كما أكد البعريني أن رئيس الجمهورية والحكومة بأكثريتها يريدون مطار القليعات ونحن نبارك سلفاً ونطالب من أعلى المستويات معرباً عن شكره للجهود المبذولة.

وقال شقير: "يشرفني ويسرني أن أكون اليوم بينكم وبين أهلي في عكار، في هذه المنطقة العزيزة جداً على قلبي وعلى قلوب جميع اللبنانيين.

أضاف: "صحيح أن عكار لها تاريخ طويل من المعاناة ومن نسيان الدولة وإهمالها، لكنها عنواناً للمحبة والعطاء وكرم الضيافة والوفاء والوطنية.. وبشكل أساسي للجيش الذي يشكل ركيزة لبنان وجسر العبور لخلاصه.

وتابع شقير: "هذه ليست المرة الأولى التي نرفع فيها الصوت من أجل الوقوف الى جانب عكار وقضاياها الإجتماعية والإنمائية، وخصوصاً في موضوع مطار الرئيس رينيه معوض - القليعات بشكل خاص، كنا السباقين وأول الداعمين لهذا المشروع الحيوي الوطني بإمتياز، مؤكداً أن زيارة الهيئات الإقتصادية اليوم تأتي دعماً لقضية محقة هي قضية إعادة تشغيل مطار القليعات، ولنؤكد مرة جديدة ثبات موقفنا وموقف الهيئات الداعم لضرورة تشغيل مطار القليعات خدمةً للنقل المدني وللاقتصاد الوطني ولعكار والشمال.

وقال شقير: إن خطواتنا هذه تنطلق من قناعة راسخة بوجوب إرساء التنمية في عكّار والشمال، ودعماً لقرار الحكومة والجهود المشكورة التي يبذلها الوزير رسامني وكل المعنيين والخيرين لإعادة تشغيل هذا المرفق الوطني.

وشدد شقير على إن تطبيق مبدأ الإنماء المتوازن لا يتحقق بالشعارات، بل بالفعل على أرض الواقع، واليوم نرى في المرحلة الجديدة في لبنان فرصة حقيقية لتجسيده، ويأتي تشغيل المطار ليشكّل ركيزة أساسية في هذا التوجه.

وقال "مما لا شك فيه، إن مطار القليعات ليس مجرد حاجة وطنية، بل هو أيضاً حاجة إنمائية لعكّار وطرابلس والشمال، وهي مناطق غالية على قلوبنا وقد آن الأوان لإنصافها بعد طول معاناة، وردّ الجميل لتضحياتها الوطنية، ولا سيما منطقة عكار التي تعتبر "خزان" جيشنا البطل.

على المستوى الوطني، أثبتت التجارب أن لبنان بأمسّ الحاجة إلى مطار ثانٍ يكون رديفاً لمطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، في مواجهة أي أحداث أو حروب أو كوارث طبيعية، فضلاً عن دوره في استقطاب شركات الطيران ذات الكلفة المنخفضة والتشارتر، وخدمة السفر لأبناء المناطق السورية القريبة، إضافة إلى إمكانية اعتماده مركزاً للشحن الإقليمي".

وشدد على أن تشغيل مطار القليعات سيحوّله إلى مرفق اقتصادي حيوي تمتد مفاعيله الإيجابية إلى مختلف المناطق اللبنانية، ويؤمن آلاف فرص العمل ويولّد حركة واسعة في شتى القطاعات، بما يسهم في إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية مستدامة، تضع عكار والشمال على خريطة الإنماء الحقيقي. واليوم، نأمل بكل ثقة أن تتوج هذه الجهود قريباً بافتتاح وتشغيل المطار، لتسجّل الدولة اللبنانية خطوة فعلية وإنصافاً مستحقاً لعكّار والشمال، وخدمةً للوطن بأسره.

بدوره قال رسامني أنها المرة الثانية التي أزور بها المنطقة في هذا الأسبوع، أولاً في زيارة أمنية لرؤية المعابر وعلى المطار 3 مرات وعلى الشمال أكثر من مرة ، نحن كحكومة منذ ما استلمنا فخامة الرئيس ورئيس الحكومة وحتى في البيان الحكومي كان هناك اتفاق على أنه يجب تشغيل مطار القليعات. وشكر الوزير شقير على الزيارة ودعم الهيئات الاقتصادية والنواب لهذا المشروع يساعدنا كثيراً كحكومة وأنا من الهيئات الاقتصادية أتيت وإلى الهيئات سأعود. وأضاف رسامني من النظرة الاقتصادية اليوم لا يمكن لأحد ان يأتي إلى عكار إلا ويرى الجدوى الاقتصادية للمطار وما يمكن أن يقدمه للمنطقة، واعتبر رسامني أن كلنا نقول أن الدولة ليست موجودة والدولة لن تكون موجودة إذا لم نساعدها وأن نستثمر بها وبإدراتها وبالموارد البشرية.

وقال رسامني أنا جئت من القطاع الخاص إلى القطاع العام وأفهم لماذا الدولة لا يمكنها أن تنطلق بكل إمكانياتها، واليوم نحن نعيد للدولة إمكانياتها وأهمها الموارد البشرية فالدولة تملك موارد بشرية هائلة لم أكن أعتقد أنها موجودة في القطاع العام وعلينا إعطائهم حقهم وأن يتصدروا مراكز القوة.

أما الموضوع الثاني فقال رسامني هو الهيئة الناظمة هناك مراحل ليكون هناك هذا المطار ناجح، وهناك الهيئة الناظمة التي لم تشكل من23 سنة، ومنذ شهرين تمكنا من تعيين هيئة ناظمة وهي الهيئة الناظمة للطيران المدني، لأن اليوم إمكانيات الطيران المدني محدودة والكابتن عزيز والهيئة الناظمة سيساعدونني لإتخاذ القرارات الجيدة والصحيحة للمطار والمطارات الموجودة.

أما الموضوع الثالث هي المسافة بين طرابلس وعكار والتي من الممكن أن تستغرق 20 دقيقة، وهذه الطريق من مسؤولية وزارة الأشغال وهناك مشروع طريق قيد الدرس وسنبدأ به. وهناك أيضاً مرفأ طرابلس وقبل أربع سنوات كان مهم للمنطقة ولسوريا أيضاً مع إنطلاق عملية إعادة الإعمار. فبين مرفأ طرابلس ومطار القليعات والمدينة الاقتصادية وبين معرض رشيد كرامة هناك إمكانيات واستثمارات هائلة موجودة. وهذه الأمور تجعلنا متحمسين للعمل خاصةً بعد الأرقام الجيدة التي أظهرتها الجدوى الاقتصادية التي عملنا عليها مع دار الهندسة وأظهرت لنا أن هذا الاستثمار موضوع ناجح. وكشف رسامني أن هناك أكثر من مستثمر أبدى اهتمامه للاستثمار واللافت للنظر أن كل مرافق لبنان هي بوابة للغرب. كما تحدث عن الاستثمار الذي قام به العراق في الشمال في السابق كاشفاً أن العراق هو إحدى الدول المهتمة بالاستثمار في منطقة الشمال مؤكداً أن منطقة الشمال ليست بحاجة لأحد لكن المطلوب أخذ القرار بالاستثمار بالمرافق الموجودة، إذ أن كل منطقة لها مركزيتها ومع تفعيل عمل البلديات وهكذا الاستثمارات في المنطقة لن تكون بحاجة لأحد وستنمو لوحدها. كما كشف أن هناك قرارات وآليه لن أدخل بتفاصيلها ومنها قرارات لها علاقة بالـ B.O.T وقانون في مجلس النواب للشراكة بين القطاع الخاص والعام، مؤكداً على أننا تعهدنا بتلزيم مشروع المطار في الربع الأول من العام المقبل لأنني أعرف قيمة المشروع للمنطقة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 أيلول 2025 18:36