6 تشرين الأول 2020 | 07:55

أخبار لبنان

الاوروبيون ينصحون .. والخبراء يحذّرون!‏

الاوروبيون ينصحون .. والخبراء يحذّرون!‏

كتبت صحيفة " الجمهورية " تقول: المشهد الداخلي مربك بامتياز؛ على الصعيد الوبائي، فيروس ‏كورونا ‏سبق الجميع، والمسؤولية على المواطن الذي لا يزال مستهتراً بنفسه ‏ومفرّطاً بأمنه ‏الصحّي، لكنّ المسؤولية الأكبر، هي على السلطة التي ‏تغنّت منذ آذار الماضي، وصمّت آذان ‏الناس بإجراءات وقائية واحترازية، ‏قالت انّها اتخذتها او ستتخذها، وثبت مع فلتان الفيروس، ‏وبما لا يقبل ‏ادنى شك، أنّها اجراءات فارغة، عجزت عن تحقيق ولو مساحة احتوائية ‏متواضعة ‏لهذا الوباء، الذي اكتُفي بمواجهته بذلك الشعار الزائف: "لا ‏داعي للهلع"، فيما وقع البلد في ‏المحظور، والفيروس الخبيث صار ‏يزحف في اتجاه كل بيت، وناشراً الذعر في كل الارجاء.‏

اما على الصعيد السياسي، فالملف الحكومي "مكربج" عند ذات ‏الاسباب والشروط التي اطاحت ‏تكليف مصطفى اديب، وكل طرف ‏على ضفتي الاصطفاف السياسي الداخلي، ما زال متسلقاً الى ‏أعلى ‏شجرة شروطه السابقة. ولغة التواصل معطّلة بينهما حول أيّ فكرة ‏لمخرج، او طرح قابل ‏للنقاش. فلا أحد يتكلّم مع احدٍ، لا مباشرة او عبر ‏وسيط، فليس لدى أيّ منهم ما يقوله للآخر.‏ ‏

مراوحة طويلة

هذا هو واقع حال ملف التأليف والمعنيين الداخليين به، ما يؤشّر الى ‏انّ الملف الحكومي يقع حالياً ‏في الوقت الميّت غير المحدّد بسقف، ‏وأهل الحل والربط في الملف الحكومي جميعهم، وفي ‏مقدّمهم طرفا ‏الاشتباك الذي اطاح تكليف أديب، قابعون جميعهم على رصيف هذا ‏الملف، في ‏انتظار ان يتبلور المخرج الحكومي من خارج الحدود.‏ ‏

يؤشر ذلك بكل وضوح، الى أنّ لبنان مقبل على مراوحة طويلة في ‏هذا الملف، وعلى ما يقدّر ‏معنيون بملف الحكومة لـ"الجمهورية"، ‏فإنّ "مهلة الأسابيع الستة التي حدّدها الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ‏ماكرون لتأليف حكومة في لبنان، وتبعاً للعجز الداخلي الفاضح على ‏الإتفاق على ‏شخصية سنيّة لتكليفها تشكيل هذه الحكومة، فإنّ هذه ‏الاسابيع، التي أُكل منها اسبوعان حتى الآن، ‏بات محسوماً سلفاً أنّ ‏هذه المراوحة ستبتلعها".‏

هذا الأمر يعزّز صحّة "النبوءات" اللبنانية، التي افتت بأنّ تأليف ‏الحكومة رُحِّل الى "ما بعد" ‏الانتخابات الرئاسيّة الاميركية التي ستجري ‏يوم الثلثاء في 3 تشرين الثاني المقبل! الّا انّ أحداً لا ‏يملك جواباً عن ‏سؤال عن موعد هذا الـ"ما بعد" التي تحدثت عنه تلك النبوءات"، هل ‏هو بعد 3 ‏تشرين الثاني مباشرة؟ أم أنّه على مقربة متوسطة منه؟ أم ‏أنّه على مسافة بعيدة منه؟ هذا مع ‏الاشارة الى انّ هذه "النبوءات"، ‏انهمرت قبل ما استُجد في الولايات المتحدة الاميركيّة، وإصابة ‏رئيسها ‏دونالد ترامب بفيروس "كورونا". ومن يرصد القنوات الإخبارية ‏الاميركية يلمس بشكل ‏واضح ما تشير اليه من احتمالات مفتوحة، لا ‏ترتبط فقط بالرئيس الاميركي وصراعه مع ‏‏"كورونا"، بل تتجاوز ‏بارتداداتها حتى الانتخابات الرئاسية الى أمد طويل.‏ ‏

هل يصمد لبنان؟

الأكيد انّ لبنان، وبالنظر الى مساره الانحداري المتسارع اقتصادياً ‏ومالياً واجتماعياً، لا يحتمل ‏الانتظار لأيام معدودة، فكيف إذا كان هذا ‏الانتظار لفترة طويلة، قد لا تقاس بالاسابيع، وربما ‏بأشهر، يفرضها ‏العجز الداخلي الكامل على الإمساك، لا بزمام الملف الحكومي، ولا ‏بزمام ادارة ‏البلد وحرفه عن هذا المسار المتهاوي، ويفرضها ايضاً ‏إحجام القوى السياسية عن التفاهم مع ‏بعضها البعض، وإصرار ‏بعضهم على الانتظار ريثما تنجلي صورة التطورات ‏والاولويات ‏الخارجية والاميركية على وجه التحديد.‏ ‏

على أنّ السؤال الذي ينتظر بدوره اجابات واضحة من هؤلاء ‏المنتَظِرين: ما الذي يضمن في ‏فترة الانتظار هذه، الّا يصبح تشكيل ‏الحكومة في لبنان أمراً ثانويًّا، ولا يُرى حتى بالعين المجرّدة ‏أمام تلك ‏الاولويات؟ لا بل ما الذي يضمن ان يتمكن لبنان من الصمود ‏والاستمرار مع "صراع ‏البقاء" الذي يخوضه، مع أزمات على كل ‏المستويات، بدأت تنذر ببلوغها نقطة النهاية الكارثية؟ ‏

هذان السؤالان، يتوازيان مع حقيقة ساطعة، يعترف بها احد كبار ‏مسؤولي تصريف الاعمال ‏بقوله: "إنّ الطاقم الحاكم متخبّط في ‏الازمات، وبحكومة تصريف أعمال مشلولة منذ استقالة ‏رئيسها حسان ‏دياب، ولا يملك قدرة ادارة المرحلة الراهنة بالحدّ الادنى من الخسائر، ‏ولا ادارة ‏الفراغ الحكومي، ولا ادارة الفشل السياسي الذي اوصل الامور ‏الى هذا الهريان، ولا إدارة ‏الانهيار الذي بلغه البلد، ولا ادارة الفلتان ‏الدولاري، ولا ادارة فلتان كورونا واستفحاله، ولا ادارة ‏نتائج، أو بالأحرى ‏كوارث، ما يُحضّر للبلد من رفع للدّعم عن الأساسيات (المحروقات ‏والدواء ‏والقمح)".‏

الفوضى تطرق الأبواب!‏

هذه الحقيقة، تقرّ بها ايضاً، مستويات سياسية ورسمية اخرى، حيث ‏أنّها في ظلّ الانسداد ‏الحكومي الحاصل، تذهب أبعد من هذه الصورة ‏السوداء. فقد استفسرت "الجمهورية" أحد كبار ‏المسؤولين، حول كل ‏ما تقدّم، فجاء جوابه صادماً، يحيط المستقبل بعلامات قلق واضحة، ‏حيث ‏قال حيال صورة البلد السوداء: "أخشى اننا اقتربنا من أن يُفتح ‏باب البلد على ما لا تُحمد عقباه، ‏والمخيف هو أن يتأسّس على الشلل ‏القائم، والفشل في إدارة كلّ هذه الأزمات، شكلٌ من أشكال ‏الفوضى ‏الشاملة".‏ ‏

جمود مفتعل

وعلى الرغم من تأكيد المسؤول المذكور على "انّ الفرصة الوحيدة ‏المفروض على الجميع ‏التقاطها فوراً، هي المسارعة الى تشكيل ‏حكومة، كخطوة لا بدّ منها لكبح الانهيار المتسارع"، ‏فإنّ ما يثير الريبة ‏في موازاة هذه الصورة السوداء، ما تعتبره مصادر سياسية، "الجمود ‏المفتعل ‏في حركة المشاورات والإتصالات الداخلية حول الملف ‏الحكومي، فلا رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون يبادر، ولا سائر ‏القوى تبادر. والاستشارات النيابية الملزمة، إن لم يبادر ‏رئيس ‏الجمهورية الى الدعوة اليها الاسبوع المقبل، على ما تشيع اجواء ‏القصر الجمهوري، باتت ‏امام تعليق مفتوح، وعلى نحو يتأكّد فيه أنّ ‏المعنيين الداخليين بالملف الحكومي، ليسوا اصحاب ‏القرار في شأن ‏يعني بلدهم، بل وكأنّهم خاضعون لـ"تعليمة" خفيّة صادرة من جهات ‏قابضة على ‏الاستحقاق الحكومي، وتفرض هذا التجميد، وتتحكّم به"‏ ‏

الحوار الطائر

وفي خضم هذا الجمود، جاءت الزيارة الرئاسيّة الثلاثيّة التي نقلت ‏الرؤساء ميشال عون ونبيه ‏بري وحسان دياب معاً الى الكويت أمس، ‏حيث قدّموا التعزية لأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد ‏الجابر الصباح، ‏بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. واكّد امير الكويت ‏للوفد ‏الرئاسي اللبناني "انّ الكويت في عهده ستبقى الى جانب لبنان ‏وتواصل مسيرة دعمه لما فيه خير ‏ابنائه واعادة نهوضه، مشيراً الى ‏موقع لبنان واللبنانيين في قلوب الكويتيين".‏

واللاّفت في هذا السياق، أنّ هذه الزيارة ترافقت مع "توقعات" ‏داخلية، اعتبرت انّ فرصة اللقاء ‏في الجو، وتحديداً بين الرئيسين عون ‏وبري، قد تؤدي الى انبعاث الدخان الابيض في ما خصّ ‏الإستشارات ‏النيابيّة المُلزمة، لاختيار الشخصيّة السنيّة لتشكيل الحكومة الجديدة.‏ ‏

وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ اللقاء الجوي بين الرؤساء الثلاثة، ‏هو الأول بين عون ‏وبري منذ زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت، ‏ومرحلة تكليف مصطفى اديب الفاشلة، وهو ‏الأول بينهما ايضاً بعد ‏اعلان بري عن اتفاق اطار مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية ‏البحرية ‏والبرية. كما أنّه اللقاء الأول وجهاً لوجه بين بري ودياب منذ ما قبل ‏استقالة حسان ‏دياب. وبالتالي، فإنّ "الحوار الطائر" سواء في رحلة ‏الذهاب الى الكويت أو في رحلة الإياب الى ‏بيروت، كان عموميًّا، ‏ومشتتاً بين الداخل والخارج وصولاً الى صحّة ترامب. وبالتالي لم ‏يدخل ‏في عمق او تفاصيل ايّ ملف. وأنّ كان التوجّه مشتركاً لكي ‏تحضر حكومة تصريف الأعمال ‏بفعاليّة في هذه الفترة، الى حين ‏تشكيل الحكومة الجديدة.‏ ‏

واذا كان الملف الحكومي قد جرى المرور عليه، وتحديداً بين الرئيسين ‏عون وبري، ومن زاوية ‏انّه من غير الجائز ان يبقى في وضع المعلّق ‏الى ما لا نهاية، الّا انّ المؤكّد في هذا السياق، هو ‏انّ الاولوية للتوافق ‏على الشخصية التي سترأس الحكومة، وبالتالي فلا الرئيس عون ولا ‏الرئيس ‏بري يملك أي منهما وحده، مفتاح هذا الملف، وخصوصاً أمام ‏‏"القفل المحكم" الذي يسكّر هذا ‏الملف حتى الآن، والمتمثل في عدم ‏وجود شخصيّة سنيّة لتكليفها تشكيل الحكومة. ونادي ‏المرشحين لهذه ‏المسؤولية فارغ تماماً، وفق ما تؤكّد مختلف المستويات السياسية ‏على ضفتي ‏الفراغ الحكومي، ما يعني أنّ الكلمة الفصل في طرح ‏هذه الشخصية، وبمواصفات يُفترض ان ‏تكون توافقية، هي في ملعب ‏القوى السنيّة الرئيسيّة سواء السياسيّة وغير السياسيّة.‏ ‏

تعويم حكومة دياب!‏

على أنّ اللاّفت في موازاة الإنسداد على خطّ التكليف، هو أنّ الحديث ‏عن تعويم حكومة تصريف ‏الأعمال، الذي تردّد في بعض الصالونات ‏الداخلية، منذ اعتذار مصطفى اديب ودخول الأزمة ‏مرحلة التفاعل ‏السلبي، وخصوصاً لجهة فلتان الدولار والإرتفاع الجنوني للأسعار، بدا ‏أنّ له ‏صدى خارجياً. وبحسب معلومات "الجمهوريّة"، فإنّ بعض ‏الديبلوماسيّين الغربيّين فاتحوا جهات ‏لبنانيّة وسياسيّة ونيابيّة، بفكرة ‏‏"تعويم - تفعيل" الحكومة المستقيلة ولو مؤقتاً، ارتكازاً على أنّ ‏لبنان ‏صار محكوماً حالياً بـ"ظرف طارئ ودقيق"، يوجب هذا التفعيل. وذلك ‏بالتوازي مع توجّه ‏ديبلوماسي غربي الى الإنفتاح مجدداً على حكومة ‏تصريف الإعمال، كشف عنه هؤلاء ‏الديبلوماسيون لنواب في لجنة ‏الشؤون الخارجية النيابية.‏ ‏

مآخذ اوروبية

ولخّصت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" اجواء الديبلوماسيين ‏الغربيين بالآتي:‏ ‏

‏- أولاً، استبعاد تشكيل حكومة في لبنان ما قبل الانتخابات الرئاسية ‏الاميركية.‏

‏- ثانياً، "الظرف الطارئ" في لبنان، في ظلّ الفشل في تشكيل ‏حكومة جديدة، وامام الوضع ‏الاقتصادي والمالي الحرج في لبنان، ‏يستدعي ان تكون الحكومة، وحتى ولو كانت مستقيلة، أكثر ‏حضوراً ‏وفعالية لمواكبة شؤون الداخل.‏

‏- ثالثاً، الفرنسيون كانوا جادّين في مسعاهم لإنقاذ لبنان، وهم ‏يشعرون بخيبة كبرى جرّاء تفشيل ‏مبادرتهم، وهم حالياً في حالة انكفاء ‏إرادي، ولا يوجد حتى الآن قرار لدى الرئيس ايمانويل ‏ماكرون بتدخّل ‏وشيك.‏

‏- رابعاً، المجتمع الدولي، والاوروبي تحديداً اعطى للقادة في لبنان، ‏كل القادة من دون استثناء، ‏فرصة لإنقاذ بلدهم عبر المبادرة الفرنسية، ‏ولكنّهم أضاعوها، برغم علمهم أنّ لبنان في وضع ‏انهيار.‏

‏- خامساً، مشكلتكم في لبنان، انّ القادة عندكم وسائر الاطراف ايضاً، ‏يقولون الشيء ويأتون ‏عكسه في آن معاً، مشكلتكم في الكلام الكثير ‏الذي لا يتوقف عندكم، ولكن بلا أي فعل، ولذلك، ‏أثره الشديد السلبية ‏لدى المجتمع الدولي، الذي تبعدوه بسلوككم عنكم. فلقد طالبكم ‏المجتمع الدولي ‏باتباع خطوات صحيحة، وبإجراء اصلاحات سريعة، ‏تفتح لكم الباب سريعاً الى اتفاق مع ‏صندوق النقد الدولي، ‏والفرنسيّون كانوا الاكثر تعبيراً، سواء عبر الرئيس ماكرون، او عبر ‏وزير ‏خارجيته جان ايف لودريان بقوله، "ساعدوا انفسكم لنساعدكم"، وانكم ‏بسياستكم ومنحى ‏الفساد الذي تسلكونه، ستصلون بلبنان الى لحظة ‏لا يبقى فيها موجودًا، الى حدّ أنّه قد يفقد وجوده ‏كوطن. ولكن بدل أن ‏تستجيبوا لهذه المطالبات وتقدّموا اشارات ايجابية تعيد ثقة المجتمع ‏الدولي ‏بكم، بقيتم على ذات السلوك، فما زالت الممارسات نفسها ‏مستمرة على ما كانت ولم يتغيّر شيء.‏

‏- سادساً، المجتمع الدولي ما زال معكم، ويعتبر انّ ابواب العلاج لم ‏تُقفل بعد امام الاتفاق على ‏تشكيل حكومة ضمن مهلة الاسابيع ‏الستة التي حدّدها الرئيس ماكرون، تطبّق بصورة عاجلة ‏برنامج ‏المبادرة الفرنسية، من دون أيّ عوائق في طريقها، ولكن، إن لم ‏تتحرّكوا هذه المرة في ‏هذا الاتجاه، فلن تجدوا احداً في العالم يقف ‏معكم وستصبحون وحدكم.‏

‎" ‎سابعاً، ثمة معطيات تؤكّد انّ دفعة من العقوبات الاميركية ستصدر ‏في المدى المنظور، وستأتي ‏بوتيرة قاسية، ضدّ من يسمّيهم ‏الاميركيون حلفاء "حزب الله" وداعميه".‏

تحذيرات

على انّ هذه المآخذ والتحذيرات الاوروبية، تتلاقى مع تحذيرات من ‏واقع اسود ينتظر لبنان، ‏يطلقها خبراء اقتصاديون وماليون، ‏استوضحتهم "الجمهورية" حول صورة الوضع. فتكوّنت ‏الخلاصات ‏الآتية:‏ ‏

‏- اولاً، "لا توجد في لبنان قيادة تدير الامور بحكمة، في وقت اصبح ‏هذا البلد على النَفَس الأخير، ‏وقد وصل الى آخر الطريق، وصار مطلًّا ‏على لحظة الحقيقة، والحقيقة هنا هي الانهيار الشامل، ‏فالدولار ‏والعملات الصعبة تشحّ، ولا توجد يد ممدودة للبنان، الدولة مشلولة، ‏الممارسات هي ‏ذاتها، ولا توجد حكومة، بل فراغ واصطفافات ‏واشتباكات، وكل شيء في خطر، خزينة الدولة ‏مفلسة، المصارف ‏مربكة، قوت الناس في خطر، والمعاشات في خطر، والأزمة القاسية ‏ليست ‏هي التي يعيشها لبنان واللبنانيون حالياً، بل هي لم تأتِ بعد، ‏وما يعاني منه لبنان واللبنانيون من ‏وجع الآن لا يُقاس مع ما هو آتٍ".‏

‏- ثانياً، "إنّ لبنان لا يستطيع أن يبقى على ما هو عليه، ولطالما حذّرنا ‏السلطة من أنّ كل يوم في ‏لبنان سيكون أسوأ من اليوم الذي قبله، ‏ومن انّ الانهيار آتٍ حتماً، وثمة فرصة وحيدة امامه، ‏تكمن في تشكيل ‏حكومة، أيّ حكومة، تتخذ قرارات سريعة وإصلاحات جدّية اسرع، فذلك ‏يؤدي ‏حتماً الى كبح عجلة الانهيار".‏

‏- ثالثاً، "إنّ أقل البديهيات لدى السياسيين هو ان يسارعوا الى اتخاذ ‏القرار الفوري بتوفير ‏العلاج، وهذا ما سبق واكّد عليه، وما زال، ‏المجتمع الدولي، ومختلف المؤسسات المالية الدولية، ‏التي تجمع بأنّ ‏ليس امام لبنان سوى سلوك هذا السبيل، الذي بالتأكيد سيوجد أملاً ‏للبنان في أن ‏ينهض من جديد، حتى ولو لم يكن هذا النهوض وشيكا".‏

‎" ‎رابعاً، "إن ما يتصف بالاهمية والمسؤولية والضرورة الملحة، هو أن ‏يوضع لبنان على السكة ‏العلاجية، لكن هذا العلاج لن يتمّ بكبسة زر، ‏بل سيستغرق وقتاً طويلاً، بالنظر الى عمق الازمة ‏وارتداداتها التي ‏ارهقت كل القطاعات، ولعل السبب الاساس هو المداواة بالمسكّنات ‏او ما سُمّيت ‏بـ"الهندسات"، على ما كان سارياً في العهود السابقة، ‏فهذه المداواة، كانت الخطيئة الكبرى ‏والفظيعة، التي ارتُكبت بحق ‏لبنان واللبنانيين، وجعلت البلد امام خيارين اثنين لا ثالث لهما؛ إما ‏أن ‏ينتهي وينهار، وإما أن يخضع فوراً لعملية جراحيّة انقاذية، بالتأكيد ‏سيكون فيها الكثير من ‏الوجع على كل المستويات، لكنّها الوحيدة ‏المتاحة لكي تُخرج لبنان رويداً رويداً، من النفق، ‏وتوصله في النهاية ‏الى الشفاء، الذي سيتطلّب بلوغه الكثير من الصبر من قِبل ‏اللبنانيين".‏‏

تحذير نقابي وعمّالي

إلى ذلك، حذّرت إتحادات ونقابات قطاع النقل البري "حكومة تصريف ‏الأعمال والمسؤولين ‏المعنيين، من الإقدام على رفع الدعم عن السلع ‏الأساسية خصوصاً المحروقات، لأنها ستكون ‏إنطلاقة الشرارة لإشعال ‏البلاد وسيكون للسائقين الدور الأساس في هذه الإنطلاقة".‏ ‏



الجمهورية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 تشرين الأول 2020 07:55