أخبار لبنان

الحجار من مونتريال: حصرية السلاح بيد الدولة قرار لا عودة عنه

تم النشر في 12 آب 2025 | 00:00

متابعة لزيارته إلى مدينة مونتريال - كندا ، التقى النائب السابق د. محمد الحجار أعضاء مجلس منسقية تيار المستقبل في مونتريال بحضور عدد من رجال الإعلام والصحافة وأبناء الجالية اللبنانية .

في بداية اللقاء أكد ممثل منسقية مونتريال باسم درباس ،"انني أود في هذا اللقاء الجامع أن أعبر بإسمكم عن كبير تقديرنا وإحترامنا للدكتور محمد الحجار النائب والرجل المخلص والوفي لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري والملتزم بكل قرارات و مواقف دولة الرئيس سعد الحريري والذي يحرص على التواصل معنا كلما زار كندا ". وأضاف "هذا اللقاء ليس له أي طابع تنظيم أو سياسي التزاما بقرار تعليق العمل السياسي في التيار ، لكن كان لا بد لنا من أن نستفيد من وجود الدكتور محمد معنا لنتناقش وإياه في أحوال وأمور كثيرة عمّا يحدث في لبنان حاضراً ومستقبلاً "..

ثم كانت مداخلة للنائب الحجار إستهلها بشكر جميع الحضور إضافة إلى رجال الإعلام الأستاذ رؤوف نجم رئيس تحرير جريدة الحدث الكندية ,والأستاذ أندريه قصاص مدير تحرير موقع lebanon 24 ,و الدكتور ابراهيم الغريب رئيس تحرير المستقبل الكندي . كما رحّب برئيس الجمعية الإسلامية اللبنانية الكندية الحج زهير الجندي وتوجه بالشكر لكل أعضاء منسقيه مونتريال و منسق أوتاوا محمد سويد .

ثم كانت مداخلة قصيرة للنائب السابق محمد الحجار في بداية حديثه، شدّد فيها على أنّ اللبنانيين في الاغتراب، رغم بُعدهم الجغرافي عن الوطن، يحملون همومه في قلوبهم، وأنّ لقاءاتهم وإجتماعاتهم في المهجر كالتي نشهدها اليوم ، دليل على هذا الارتباط العميق. وأضاف أنّ الحياة في كندا، كما في أي بلد آخر ينتقل إليه لبنانيون في هذا العالم ، تتطلب جهداً كبيراً من أجل العيش الكريم وتأمين متطلبات العائلة سواء تلك المقيمة هنا أو في لبنان، ومع ذلك فإنّهم ، و من موقع إهتمامهم بقضايا بلدهم ، لا يترددون في تخصيص وقتاً للاجتماع والحوار في ما بينهم حول قضايا وطنهم الأم .

أعقب هذه المداخلة طرح أسئلة على النائب الحجار من الحاضرين تمحورت حول عدد من العناوين …

عن تعليق العمل السياسي لتيار المستقبل ، أوضح الحجار أنّه يتحدث باسمه الشخصي ، مؤكداً التزامه بقرار الرئيس سعد الحريري القاضي بتعليق العمل السياسي ، مبيّناً أنّ العودة عن هذا التعليق لم تُطرح بعد، وأنّ القرار بيد الحريري الذي يملك معطياته وأسبابه الخاصة ، وأنه من المنتظر أن نسمع منه شيء بهذا الخصوص في وقت ليس ببعيد.

وعن حصرية السلاح إعتبر الحجار أنّنا حتماً مع حصرية السلاح ، والرئيس الشهيد رفيق الحريري دفع دمه دفاعا عن تقديم مصلحة الوطن على أي أمر آخر ، و ثمناً لإيمانه بلبنان الدولة العربية السيدة الحرة المستقلة . والرئيس سعد الحريري صاحب شعار لبنان اولاً وهو أوّل من اطلق معادلة "دولة طبيعية فيها جيش واحد فقط " وشرح الامر بالتفصيل بخطاب ١٤ شباط الماضي .وأكد أنّنا في »تيار المستقبل» متمسكون بهذا المبدأ، أي أن يكون السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية حصراً، مشيراً إلى أنّ أي مشروع وطني لبناء الدولة لا يمكن أن ينجح بوجود سلاح خارج إطار الشرعية الدولاتية.

وشدّد الحجار على أنّ القرار الحكومي الأخير بوضع آلية لحصر السلاح بيد الدولة خطوة إيجابية وأساسية معتبراً أنّ نجاحها يتطلب جهداً وطنياً وتجنّب الخطابات الاستفزازية التي ربما تثير مخاوف مكوّنات لبنانية. كما انتقد تبريرات حزب الله لرفضه تسليم السلاح وإبقائه خارج الدولة تحت شعارات حماية لبنان أو حماية الطائفة الإسلامية الشيعية ، مؤكداً أنّها ذرائع لكسب الوقت وإضفاء شرعية جديدة لسلاح لا دور له يثير توترات مذهبية وطائفية .

وأقرّ الحجار بأنّ سلاح المقاومة كان موضع إجماع وطني عندما وُجِّه ضد الاحتلال الإسرائيلي وحرّر الجنوب، لكنه أشار إلى أنّ هذا السلاح استُخدم بعدها في الداخل كما حدث في أحداث 7 أيار، و في القمصان السود لفرض توجهات سياسية على الدولة ومؤسساتها، وفي الخارج في سوريا والعراق واليمن ودول أخرى بتوجيهات الحرس الثوري الإيراني خدمة لمشروع الهيمنة الإيرانية ، ما جعله عبئاً على السلم الأهلي وفاقداً لأي شرعية . وأضاف أنّ الوقت حان ليكون الجيش اللبناني هو الحامي الوحيد للبنان، وفق القرارات التي تحددها المؤسسات الدستورية.

وعن حادثة التفجير في صور في أحد مخازن حزب الله والذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من الجيش اللبناني، قدّم النائب الحجار بإسم جميع الحاضرين التعازي لقيادة الجيش وعناصره، ومتمنياً الشفاء للجرحى ، ومثنياً على تضحيات الجيش اليومية في حماية الوطن والمواطنين ،

ورداً على سؤال ، أكد النائب الحجار على حتمية تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، مشيراً إلى أن القرار قد اتُّخذ بشكل واضح لا عودة عنه وهو مدعوم ومؤيّد من الغالبية الساحقة من اللبنانيين ، و سينفذ ضمن الإطار الزمني المحدد كما أعلن بالأمس فخامة الرئيس العماد جوزيف عون . وأوضح أن حزب الله أعلن رفضه لهذا القرار، إلا أن المصلحة الوطنية تقتضي التزام الحزب وقبوله به ، لما فيه خير لبنان وأمن بيئته ومجتمعه ، وإلا يكون لبنان قد دخل في مرحلة صعبة جدا .

كما شدد النائب السابق محمد الحجار على أهمية حماية السلم الأهلي وتجنب أي مواجهة داخلية، مؤكداً أن الاشتباك مع الجيش اللبناني لن يخدم أحد، وأن أي صدام داخلي سيكون في مصلحة العدو الإسرائيلي الذي طالما سعى إلى إثارة الفتن و تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة. كما ذكّر بدور المحكمة الدولية التي أدانت عناصر من حزب الله في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالأضرار الكبيرة التي لحقت بلبنان نتيجة سياسات الحزب، مع التأكيد أن إسرائيل ستظل عدواً أساسياً للبنان.

وأشار إلى ضرورة التكاتف السياسي والوطني لدعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية في حفظ الأمن والاستقرار و ضرورة توفير كل أشكال الدعم لها لحماية لبنان وشعبه بكل تلاوينه وشرائحه، لافتاً إلى أن أي تأجيل للاستحقاقات الديمقراطية، كـ الانتخابات النيابية القادمة في شهر أيار المقبل ، لا يخدم المصلحة الوطنية. كما عبّر عن الأمل في أن يسهم الدعم العربي والدولي، وخاصة من السعودية و دول الخليج العربي وفرنسا ، في تعزيز قدرات الجيش، بحيث يستعيد مكانته ودوره في حماية البلاد.

وختم النائب محمد الحجار بالتأكيد على أن الجيش اللبناني، بدعم الشعب بكل أطيافه، هو الضمانة الوحيدة لاستقرار لبنان ووحدته، وأن أي حل لا يمكن أن يقوم إلا عبر الدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة، وفق ما نصّ عليه الدستور واتفاق الطائف.