انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أعمال القمة الـ 34 لجامعة الدول العربية، بحضورِ قادة ومسؤولين عرب في المبنى الحكومي في المنطقة الخضراء، كما يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في كلمته الافتتاحية إنّ "القمة "العربية تُعقَد في ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة"، لافتاً إلى أنّ "شبح الحرب يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأعرب عن "رفض سياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوّة"، كما شدّد على "أهمية الحلول السياسية والحوار الوطني لحل الخلافات".
ورحب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمة العراق بالضيوف مؤكدا أن العراق سيقدم 40 مليون دولارا لدعم غزة ولبنان.
وقال: "العراق انتهج سياسة خارجية تقدم الشراكة كأولوية. إن رؤيتنا لنهاية الأزمات ومناشئ الصراع في المنطقة تنطلق من حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقه في الحياة الحرة الكريمة على أرضه وأن يتوقف العدوان المستمر الذي يغذي الصراع والعنف".
وأضاف: "ماذا ستسجل ذاكرة هذا الجيل من ألم ومرارة وإحساس بالظلم؟.. لذلك دعونا ومازلنا إلى عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ غزة وإعادة تفعيل دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في القطاع وفي الضفة الغربية".
وتابع: "ندعم وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وندين الاعتداءات المتكررة على سيادة هذا البلد الشقيق، ونعمل من أجل أن يستعيد دوره ويتحقق استقراره. ونجدد مواقفنا الثابتة الداعمة لوحدة الجمهورية العربية السورية، وسيادتها على ترابها الوطني، ورفض أي اعتداء أو هيمنة على أي أرض سورية. ونؤكد وقوفنا مع وحدة اليمن وسيادته، وإنهاء الصراع والانقسام، من أجل وقف معاناة الشعب اليمني وتلبية حاجاته الإنسانية، إلى جانب إسناد جهود الأمم المتحدة لتأسيس تسوية شاملة مستدامة. كذلك في ليبيا الشقيقة، فإن رابط الأخوة يستدعي منا وقفة من أجل وضع حل شامل مبني على الحوار، لتعزيز الاستقرار وإنهاء الانقسام الداخلي".
وأعلن عن ثماني عشرة مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك وفي مقدمتها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب، ونؤكد هنا إسهام العراق بمبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار غزة، ومبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار لبنان .
البحرين
وأكد وزير خارجية البحرين الذي سلَّم القمة إلى العراق على "دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ونيلها عضوية كاملة في الأمم المتحدة".
وأضاف: "ندعم مسار حل الدولتين والخطة العربية لإعمار غزة".
الجامعة العربية
من جهته، قال أمين عام الجامعة العربية أحمد ابو الغيط: "نمر بالذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية. استمرارية هذه المنظمة عبر 8 عقود شاهدة على قوة الشعوب وروابطهم التي تقوم على اللغة والثقافة والتأريخ المشترك".
وأضاف: الاقليم العربي لا يزال هدفا للاطماع والحرب في السودان تسببت بأسوأ أزمة".
إسبانيا
وأكد رئيس الوزراء الاسبناني بيدرو سانشيز على ضرورة الوقوف الى جانب فلسطين التي "تنزف أمام أعيننا وما يحدث في غزة لا يمكن غض عنه الطرف. هنالك أرقام مهولة وغير مقبولة تنتهك مبدأ القانون الدولي الإنساني. علينا أن نوقف دوامة العنف هذه".
واقترح تركيز الجهود على 4 أولويات: "إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، مضاعفة الضغط على الاحتلال لوقف المذبحة في غزة، المضي قدماً لحل سياسي نحو السلام، تعزيز الحوار الأوروبي والعربي والإسلامي لحل مشكلات المنطقة".
وتابع: "إسبانيا ملتزمة بكل ما بوسعها للمضي قدماً نحو السلام".
غوتيريش
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الإقليم والعالم كله يواجه تحديات كبيرة بدءاً من غزة.
وتابع: "لا شيئ يبرر هجمات حماس الإرهابية والعقاب الجماعي الفلسطيني. إن الأمم المتحدة لن تشارك بأي عمليات لا تمتثل بالقانون الدولي الإنساني. أدعو إلى وقف دائم للنار في غزة. ونحن ندعم عملية سياسية يقودها السوريون. أما في السودان لابد من وقف العنف وملتزمون بدعم العراق".
الاتحاد الفريقي
ورأى رئيس الاتحاد الافريقي محمود علي يوسف أن العالم مليء بالتحديات التي تحتاج الى رفع مستوى التنسيق "، مبديا أمله في عقد القمة الافريقية العربية الخامسة في أقرب وقت".
وتابع: "لفلسطين الحق في إقامة دولة مستقلة وذات سيادة".
وختم: "نأمل تعزيز الشراكات التجارية العربية الإفريقية".
منظمة التعاون الالامي
وأثنى أمين عام منظمة التعاون الاسلامي حسين ابراهيم طه على العلاقات بين الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والتي تعبر عن الروابط العميقة .
وقال: "يجب تعزيز الشراكة و وضع القرارات في هذه القمة موضع التنفيذ بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني".
السيسي
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أهمية القمة في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات جمة، وقال: " القضية الفلسطينية تمر بأشد مراحلها".
وأضاف: "السلام العادل في الشرق الاوسط لن يحدث اذا لم تقم دولة فلسطينية".
وطالب السيسي الرئيس الأميكري دونالد ترامب التدخل لوقف إطلاق النار في غزة.
ووأكد التزام اسرائيل وقف العدوان على لبنان والانسحاب من الاراضي التي احتلتها: "السبيل الأوحد لاستقرار لبنان هو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701 وانسحاب إسرائيل وتمكين الجيش اللبناني من القيام بمسؤولياته".
وأبدى رفضه تشكيل أي حكومة موازية للسلطات الشرعية في السودان.
وقال: " نؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل ولا بد من استثمار رفع العقوبات عن سوريا لمصلحة شعبها".
وختم : "يجب عودة الملاحة الى طبيعتها في باب المندب".
فلسطين
وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المخاطر الوجودية للمرحلة، قال: "القضية الفلسطينية في خطر وجودي".
وثمن الدعم العربي للقضية الفلسطينية، داعيا الى تبني خطة عربية لتحقيق السلام.
وطالب حركة حماس تسليمها وجميع الفصائل للسلاح بغرض الدخول في هدنة .
وقال: "ماضون في إصلاح المؤسسات ومستعدون لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية العام المقبل فور توافر الظروف".
وأكد في أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني".
ودعا عباس إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
اليمن
وحذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي من إعادة توطين الشعب الفلسطيني أو تهجيره.
وقال: "الظروف الاستثنائية التي تهدد منطقتنا العربية تتطلب وقفة أكثر شجاعة".
ورأى أن الميليشيات باتت تشكل تهديدا عابرا للحدود: "لا زلنا نخوض معركة وجود ضد ميليشيات الحوثي".
ودعا إلى دعم المبادرة العربية ودعوة فرنسا لعقد مؤتمر في نيويورك بشأن فلسطين.
وأشاد بنتائج زيارة ترامب الى الخليج العربي مؤكدا على ضرورة تخلي قيادة الحوثي عن نهجها العنصري.
الصومال
وقال الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود: "هنالك تحديات إقليمية غير مسبوقة والأزمات تتفاقم".
وأضاف: "رفع العقوبات عن سوريا خطوة مهمة على طريق استعادة الامن والاستقرار للسوريين".
الاردن
وألقى رئيس الوزراء الأردني جعفر عبد الفتاح حسان كلمة الملك عبد الثاني بن الحسين.
ورأى أن الحرب في غزة خرقت جميع الأعراف والقوانين الدولية.
وقال: "يجب وقف الانتهاكات وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه هو عنوان المرحلة.
وتابع: "لابد من حل عادل للقضية الفلسطينية ونحن مع عودة السوريين الطوعية ".
وأضاف: "ندعم جهود لبنان اتفعيل مؤسسات الدولة ودعم سيادته".
لبنان
شكر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام "العراق شعباً وقيادة، على وقوفه الى جانب لبنان في أصعب الظروف، ودعمه المستمر له".
وقال سلام في القمة العربية الـ34 المنعقدة في بغداد: "افتتح لبنان صفحة جديدة في تاريخه بانتهاج سياسة واضحة وحازمة تلتزم الاصلاح في مختلف المجالات، وتقوم على فرض سيادة الدولة للبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، وتؤكّد على أنّها وحدها تمتلك قرار السلم والحرب"، مضيفاً: ""بقدر ما أنّ ثنائية الإصلاح والسيادة هي مسؤولية لبنانية، أولاً واخيراً، فان مواكبة الاشقاء العرب ودعمهم لنا في هذه المسيرة لهو عامل اساسي في انجاحها، ونقدره اعلى تقدير".
وأكد سلام أمام القادة العرب أنّ "الدولة اللبنانية تعمل على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1701 تنفيذاً كاملاً، انطلاقاً من التزامها بالشرعية الدولية ومن تمسكها باستعادة سيادتها وتعزيز أمنها وحرصها على إعادة الاعمار، كما ان العالم قد شهد على التزام لبنان ببنود وقف الاعمال العدائية الذي دخل حيزّ التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلّا أنّنا لا نزال نعاني من استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمواقع في اراضينا ومن الخروقات الإسرائيلية اليومية لسيادتنا، وإعاقة عودة المواطنين الى بلداتهم ورفض إطلاق الأسرى اللبنانيين".
ودعا إلى "الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل وقف اعتداءاتها والانسحاب الفوري والكامل من جميع الأراضي اللبنانية".
إلى ذلك، شدّد سلام أنّ "لبنان يعتمد سياسة خارجية تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ومنع أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، ويهمّه بناء الشراكات الاستراتيجية مع كافة الدول العربية وهو حريص على التصدي لكل ما يهدد امنها وسيادتها واستقرارها، أياً كان مصدرها"، مقدّراً "عالياً تضامن كل الأشقاء العرب مع لبنان في هذه الظروف وتقديم المساعدات للتخفيف من وطأة الأزمات المتتالية عليه بما فيها متطلبات اعادة الإعمار".
وحول القضية الفلسطينية، قال سلام: "رغم حجم التحديات الداخلية، التي تواجهنا، يبقى لبنان، كما كان دوماً، ملتزماً نصرة القضية الفلسطينية"، مديناً بـ"شدة السياسة الإسرائيلية القائمة على القتل الممنهج والتدمير الشامل والتجويع المتعمد، لا سيما في قطاع غزة"، مؤكداً أن "ما يُشجّع المعتدي الاسرائيلي على التمادي هو غياب المحاسبة رغم صدور قرارات تاريخيّة من اعلى المحافل القانونية الدولية لوضع حدّ للجرائم الإسرائيلية".
كما أكد سلام على "دعمنا الثابت للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه، وبالأخص حقه في تقرير المصير وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، التزاماً بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تبنيناها جميعاً في قمة بيروت عام 2002"، رافضاً "أية محاولات لنقل او تهجير الفلسطينيين أو توطينهم في بلد آخر رفضاً قاطعاً".
إلى ذلك، شدّد سلام على "ضرورة الاستمرار في دعم الأونروا كي تتمكن من أداء دورها الإنساني تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وتعزيز الاستقرار في الدول المستضيفة أيضاً".
من جهة أخرى، أكد سلام أمام المجتمعين في القمة العربية، على "استعداد الدولة اللبنانية للتعاون مع الجمهورية العربية السورية لإعادة النازحين السورييّن، الذين استضافهم لبنان منذ عام 2011، إلى بلداتهم وقراهم التي اصبحت آمنة"، داعياً "الدول الشقيقة والصديقة للمساعدة على تأمين مقومات الحياة الأساسية لهم في سوريا مما يجعل الظروف أكثر ملاءمة لعودتهم الكريمة".
أضاف: "نسعى الى ضبط الحدود، ومنع التهريب بكافة أشكاله لما فيه من مصلحة مشتركة لبلدينا"، مكرّراً "ترحيب لبنان بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، وبجهود المملكة العربية السعودية، توصلاً الى ذلك، ونهنئ سوريا دولة وشعباً على هذا القرار الذي يشكل فرصة للنهوض، وسيكون له انعكاسات إيجابية ايضاً على لبنان وعموم المنطقة".
وختم سلام كلمته بالقول: "يؤمن لبنان إيماناً راسخاً بأهمية العمل العربي المشترك، فالظروف الإقليمية والدولية معقدة ومقلقة، وتتطلب منا جميعاً أعلى درجات التنسيق والتعاون والتضامن، إنطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه شعوبنا، وصونًا للأمن العربي المشترك".
وقال: "بعد مرور ثمانين عامًا على تأسيس جامعتنا العربية، يتطلع شبابنا وشاباتنا إلى مستقبل عربي يحفظ كرامة الانسان العربي ويحاكي متطلبات العصر، مستقبل قائم على السلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، وعلى التعاون والتكامل والاستفادة من الميزات التفاضلية لكل منّا".
السودان
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني ابراهيم جابر التزام حكومة السودان بتنفيذ خارطة طريق ووقف النار وتشكيل حكومة وحدة .
ودعا الى المساهمة بإعادة إعمار السودان وانسحاب الميليشيات من المناطق.
المغرب
ودعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الى الوقف الفوري للعمليات العسكرية ومنع الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وصولا الى سلام حقيقي في المنطقة.
وأكد على دعم السلطة الفلسطينية وتقوية مؤسساتها.
ولفت الى وجود ضعف في التبادل التجاري بين الدول العربية: "نجاح العمل العربي المشترك مرهون بالتوافق والانسجام وتطوير خطط في مجالات عدة".
وأعلن عن إعادة فتح السفارة المغربية في سوريا.
الجزائر
وألقى زير الدولة الجزائري أحمد عطاف كلمة رئيس الجمهورية محذرا من محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
سوريا
أثنى وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني في كلمة سوريا خلال القمة العربية في بغداد على الدور الايجابي الذي قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات التي فُرضت على سوريا، قال: "هو قرار نراه خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني وإعادة الإعمار، ويعكس جهداً دبلوماسياً عربياً صادقاً أثمر عن نتائجَ ملموسة".
وأضاف: "لا يسعنا إلا أن نخصَّ بالشكر والامتنان المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية على ما بذلتاه من وساطة فعالة، جاءت في لحظة تاريخية مفصلية. كما نعبر عن بالغ امتناننا لدولة قطر، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وللمملكة الأردنية الهاشمية، ولدول مجلس التعاون الخليجي كافة، ولكل دولة عربية وقفت إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الدقيقة".
وتابع: " إن رفع العقوبات ليس نهاية المطاف، بل هو بداية طريق نأمل أن يكون معبداً بالتعاون الحقيقي، وتكامل الجهود العربية لتحقيق التنمية، وصون الأمن القومي العربي، وتعزيز الاستقرار في منطقتنا. كما أن اجتماعنا اليوم على أرض بغداد الحبيبة، عاصمة العروبة الأصيلة، لهو فرصة تاريخية لتجديد العهد بيننا كدول عربية، فمهما باعدتنا الظروف، أو فرقتنا السياسات، فإن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا".
وقال: " إن الجمهورية العربية السورية، حكومة وشعباً، تنطلق في رؤيتها نحو عمقها العربي، من إيمان راسخ، بأن وحدتنا العربية ليست ترفاً سياسياً ولا خياراً تكتيكياً، بل هي ضرورة إستراتيجية، وركيزة أساسية في بناء مستقبل آمن ومستقر ومزدهر لشعوبنا جميعاً".
ورأى أن "سوريا التي دفعت ثمناً باهظاً نتيجة سياسات نظام الأسد البائد، وفي مقاومة مشاريع التفتيت، تعود اليوم إلى حضنها العربي، محملةً بآمال شعبها وتطلعاته، ساعيةً لترميم الجسور، وتطهير الذاكرة من جراح الانقسام، واضعةً نصب عينيها بناء مستقبل جديد، لا يقصي أحداً، ولا يعادي أحداً، بل يفتح أبوابه لكل صوت مخلص، ولكل يد ممدودة بالخير".
وتابع: " الآن نضع اللمسات الأخيرة لانطلاق العمل لأجل برلمان وطني يمثل كل الطيف السوري، ولدستور دائم يكرس الحقوق، ويصون السيادة، ويؤسس لدولة القانون، لا لدولة الفوضى. إن تمسكنا الثابت بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ورفضنا القاطع لأي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية، أياً كان شكله أو مبرره، لهو حق أصيل، ومبدأ راسخ لا يقبل المناورة أو المفاوضة. وأي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية، أو تقسيمها تحت أي ذريعة كانت، مشروع مدان ومرفوض رفضاً قاطعاً من الدولة والشعب السوري بكل مكوناته".
وأكد في أن "سوريا لا تقبل وصاية، ولا ترضى بأن تكون ساحة لصراعات الآخرين، ونريد علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل، نحمل المحبة لكل دولة عربية، ونثمن كل خطوة عربية ساهمت في كسر العزلة ورفع العقوبات، سوريا القوية والمستقرة ركيزة الأمن العربي. سوريا تدفع ثمناً باهظاً نتيجة تدخلات خارجية وصراعات داخلية، فهي تواجه أطرافاً لا يعنيها أمن السوريين ولا مستقبلهم، بل تعمل على توظيف المأساة السورية لخدمة مشاريعها الخاصة. وسوريا تواجه تحديات عدة تتمثل ببقايا تنظيم داعش، والتي تحاول قوى خارجية استخدامها كأداة للابتزاز السياسي والضغط الأمني، إضافة لما يحاك في الخفاء لتفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة، عبر دعم تشكيلات انفصالية، لجر البلاد إلى صراع أهلي طويل الأمد".
جيبوتي
وتوجه زير خارجية جيبوتي عبد القادر عمر أن "هذه القمة تأتي لتكون شعاع أمل بحل الأزمات".
وتابع: "نجتمع في بغداد الحضارة ومنارة العلم ومهد الحضارات في لحظة مفصلية تمر بها أمتنا العربية".
تونس
وناشد وزير الخارجية التونسية محمد علي النفطي بضرورة التدخل في فلسطين كون " عملية التدمير الممنهج تتفاقم في كل يوم وحجم الكارثة يفرض علينا التدخل العاجل".
وتابع: " نرفض تهجير سكان غزة وتصفية القضية".
وقال: "ندعم سوريا في تصديها لاعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب".
موريتانيا
وهنأ زير الخارجية الموريتاني محمد سالم مرزوك العراق على تسلمه رئاسة القمة العربية، وقال: "بحكم التغيرات المتسارعة في المنطقة، لابد من التعاون والتكامل لما فيه خير المنطقة".
السعودية
وأكد زير الدولة السعودي لشؤون الخارجية عادل الجبير رفض المملكة تهجير الشعب الفلسطيني والاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي السورية.
وقال: "تدعم المملكة الجهود التي يقوم بها الرئيس جوزف عون في حصر السلاح بيد الدولة "، مؤكدا العمل على تحقيق الاستقرار في اليمن.
وأكد على أمن الممرات البحرية، مشيدا بـ"قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا الذي يمثل فرصة لبناء التعافي ".
وبعد كلمة السعودية أعلن عن انتهاء أعمال الجلسة الافتتاحية .
مسودة إعلان بغداد
وجدد إعلان بغداد في مسودته على تأكيد الموقف الثابت من تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية واحترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته والحفاظ على أمن لبنان.
وتستضيف بغداد، القمة الـ34 لجامعة الدول العربية في ظلّ تواصل الغارات الإسرائيلية على غزة حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، وبعد جولة خليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكّد رغبته في "امتلاك" القطاع.
وزُيّنت أعلام الدول العربية الـ22 شوارع العاصمة العراقية التي تشهد، على غرار مدن أخرى في البلاد، استقرارا نسبيا بعد أربعة عقود من النزاعات والحروب.