8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

العرقلة أمام ميتشل على الخط الفلسطيني ـ الإسرائيلي

على الرغم من أن جولة الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل لم تنته بعد في المنطقة، بدأت التقارير الديبلوماسية، تستنتج ان الأمل الأميركي الذي واكب الجولة بإمكان تحقيق أي اختراق من شأنه التمهيد للجلوس الى طاولة التفاوض العربية ـ الإسرائيلية عاد الى التراجع. إذ إن النقطة الوحيدة التي تتوافق إسرائيل مع الإدارة الأميركية حولها، هي تواصل جولات ميتشل واستمرار الاستماع اليه، واعتبار أفكاره بنّاءة كما الاجتماع به.
واستناداً الى التقارير، فإن مهمة ميتشل في الأساس كانت صعبة، والآن باتت أكثر صعوبة نظراً الى عوامل عدة هي:
ـ عدم تمكن إدارة الرئيس باراك أوباما من إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان نهائياً. لا بل اضطرت واشنطن الى اعتبار التجميد الموقت للاستيطان لمدة عشرة أشهر إنجازاً في حد ذاته يمكن الإنطلاق منه لمعاودة التفاوض، لكون حكومة إسرائيل الأكثر تطرفاً ولازدياد حدة التطرف في المجتمع الإسرائيلي. لكن واشنطن لم تتمكن من البناء حتى على ما اعتبرته إنجازاً. والاستيطان بالتالي لم يتوقف، وثمة خطر في تغيير إسرائيل موقفها حتى من التجميد الموقت، والعودة عنه، وقد تلجأ الى التصعيد سياسياً.
ليس في مقدور الرئيس الفلسطيني محمود عباس القبول بأي تنازل عن حد وقف الاستيطان نهائياً، لا سيما في ظل صراعه مع حماس، بحيث ان أي تنازل عن مواقفه السابقة، سيؤدي الى اتهامه بالخيانة. وفي الوقت نفسه، لم يصدر عن إسرائيل ما يؤشر الى تحسين موقفها بما يوفر قبولاً بالتفاوض.
إذ ان سعي ميتشل الى انطلاق التفاوض على أساس التجميد الموقت والجزئي له ليس مقبولاً لدى الفلسطينيين، الذين يعتبرون أيضاً ان إسرائيل لا تريد إعطاءهم الأراضي التي احتلتها في العام 1967، بل تريد ان تأخذ أفضل الأراضي وتعطيهم الصحراء حيث لا يمكن ان يعيشوا ويكونوا مستقلين، ولا يستطيعون بناء دولة.
وفي لبنان كان هدف ميتشل ايصال رسالة مفادها انه إذا ما حقق تحركه نجاحاً، فإنه يأمل بجهوزية لبنانية للدخول في عملية التفاوض مع إسرائيل، لأن تحركه في السلام يشمل كل المسارات مع إسرائيل اللبناني والسوري والفلسطيني، وأبلغ ان القرار 1701 يحل المسائل العالقة مع إسرائيل، وبالتالي فإن الانسحاب من الأراضي المحتلة يأتي أولاً ثم التفاوض. ويبدو ان انطلاق التفاوض على المسار مع لبنان وحتى مع سوريا يتأثر بعدم قدرة التحرك الأميركي على تحقيق اختراق على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي الذي يعتبر أساسياً للمسارين الآخرين. ولاحظت التقارير ان ميتشل تحدث في بيروت عن استئناف التفاوض، لكنه لم يشر الى تفاصيل خطته أو أفكاره للتوصل الى ذلك.
وعزا الأمر الى ان الأفكار التي يحملها لها علاقة بالفلسطينيين وإسرائيل، ولا يمكن الإفصاح عنها قبل الوصول الى رام الله وتل أبيب.
كما ان لبنان ليست لديه أراض محتلة في الـ67 إلا مزارع شبعا، اثر وضع يد سوريا عليها. وحل قضية المزارع لحظه القرار 1701. أما الأراضي المحتلة الأخرى، فاحتلت في العامين 1978 و1982.
اما بشأن سوريا، فلا تزال تطالب في هذه المرحلة بتفعيل الوساطة التركية بينها وبين إسرائيل. ولا تمانع في وجود أدوار لدول غربية تشكل عوامل مساعدة لتقريب وجهات النظر والتهيئة للتفاوض في الإطار الشامل.
حتى الآن لا تقدم جوهرياً في المساعي السلمية، انما هناك نتيجتان: الاولى، ان واشنطن تدرس سبل دفع السلام قبل فوات الأوان، وقبل ان تطرأ أية مستجدات سلبية على الموقف الإسرائيلي. وهناك إصرار على إعادة إحياء العملية السلمية، الأمر الذي يخفف التوتر في المنطقة، لا سيما على أبواب إقرار عقوبات قاسية ضد إيران. والثانية ان الدول المعنية بالسلام في المنطقة، تدرك الظروف التي تحول دون حصول اختراق جوهري في المسعى الأميركي. لذلك تحافظ على مواقف تأتي في حدود هذه الإمكانات وتحجم عن الخوض في تفاصيل استعداداتها للجلوس الى طاولة التفاوض، ذلك ان الأمر لا يزال سابقاً لأوانه، وخصوصاً بالنسبة الى العرب الذين يحمّلون إسرائيل مسؤولية تعثّر السلام. ولا داعي تاليا للتعبير عن مواقف متقدمة في الظرف الحالي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00