8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

جولة ميتشل توفر التشاور للجم التصعيد وتسعى للسلام انطلاقاً من التجميد الموقت للاستيطان

على الرغم من إدراك الإدارة الأميركية، عدم سهولة المهمة التي سيعود الموفد الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل للقيام بها في المنطقة خلال الأيام القريبة، إلا ان مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، تؤكد ان واشنطن لن تتخلى عن هذا الدور وان الجولات المكوكية لميتشل ستعاود لبذل جهود لاستئناف المفاوضات السلمية في الشرق الاوسط على كل المسارات مع إسرائيل، اللبناني والسوري والفلسطيني.
إذاً بيروت وعواصم المنطقة تنتظر وصول الموفد الأميركي، وهي ترمي، استناداً الى المصادر، الى ما يأتي:
الإبقاء على مساحة معقولة من المشاورات والاتصالات الأميركية العربية، والأميركية الإسرائيلية، حول سبل معاودة التفاوض، والآلية الواجب اعتمادها وصولاً الى هذه الغاية.
واستمرار الديبلوماسية المفتوحة من خلال جولات ميتشل لا سيما المرتقبة، سيؤدي الى لجم أي منحى للتصعيد في انتظار إرساء الحل، كما يؤدي الى لملمة الوضع المتشنج والذي ينذر دوماً بمفاجآت، نظراً لطبيعة المنطقة وتعقيداتها. وواشنطن القلقة من حصول أي تصعيد عسكري، لا تعتبر ان انعدام آفاق السلام واستمرار السعي لايجادها، يعني ان الحرب حتمية. وما يزيد تعقيدات وضع المنطقة قضية اليمن المستجدة، إذ بدأت تُقلق الإدارة الأميركية والدول الأوروبية، بسبب التطورات المخيفة ووجود كل الأسباب التي توفر اشتعال الموقف واطالة أمده، ولا سيما في النقاط التي تشبه الوضع في أفغانستان من حيث شراسة القبائل الشعبية وتسلحها وعدم استسلامها السهل، وما يربط الموضوع في أحد جوانبه بالقاعدة وخطورة كل ذلك على الوضع في المنطقة.
يحاول ميتشل مجدداً انعاش عملية السلام، عبر تقديم ضمانات الى إسرائيل والفلسطينيين حول المسألة العالقة وهي وقف الاستيطان وقفا تاما. وهذه الضمانات تتناول أفكاراً في شأن مصير المستوطنات الكبيرة وابقائها في مكانها، ومصير اللاجئين، والقدس الشرقية. وسيقنع ميتشل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة الى طاولة التفاوض. انها محاولة جديدة سيتم تقييم مدى قابليتها على إحداث اختراق في الحلقة المفرغة الحالية.
ان محاولة واشنطن إحياء مساعيها السلمية، هدفها ان يتراجع الضغط الإسرائيلي على المنطقة، لحساب الدور الأميركي السياسي الذي قد يدفع، إذا ما حقق اختراقاً، الى حصول التسوية السلمية. لكن يحتاج الأمر الى جهود كبيرة لان الموقف العربي ملتزم بشرط وقف الاستيطان قبل التفاوض، وإسرائيل لا تزال غير مقتنعة بالقبول بذلك.
أمام المسعى الأميركي تحديات حقيقية.
فواشنطن لم تتوصل بعد الى الاعتبار ان دمشق تقبل بفتح حوار مباشر مع إسرائيل.
وإسرائيل لا تزال عند موقفها الذي يقول باستئناف التفاوض من دون شروط مسبقة. ودمشق والفلسطينيون والعرب لا يقبلون ذلك. الاولى تصر على الوساطة التركية، وإسرائيل لا تزال رافضة لهذه الوساطة بسبب الموقف التركي من حرب غزة والانفتاح التركي على الدول العربية. هناك صعوبات وتعقيدات في موضوع خروج الأميركيين بأفكار تقبل بها دمشق وتل أبيب معاً، وتقنعهما باستئناف التفاوض، لكن الإدارة الأميركية ترى ان جولة ميتشل ستعيد استطلاع المواقف لدى الفريقين واستعداداتهما.
كما ان واشنطن، ومن منظارها، ترى انها تتعامل مع حكومة في إسرائيل كانت ترفض كل الطروحات. وحالياً تمكنت الإدارة من التوصل معها الى التفاهم على تجميد للاستيطان عشرة أشهر. بالنسبة الى الإدارة هذا التجميد هو بمثابة إنجاز، وانه أقصى ما يمكن ان تقدمه إسرائيل في هذه المرحلة، وذلك بالنظر الى تركيبة الحكومة وتطرفها اليميني، ولتفشي التطرف اليميني في المجتمع الإسرائيلي بشكل لم يسبق له مثيل، الى الحد الذي يقول ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الحَمل بينهم.
وما يعزز التطرف، انه لدى تسلم وزير الخارجية افيغدور ليبرمن منصبه انجز برنامج عمل لوزارته، استنتج فيه ان السلام ليس أولوية، وان الشعب الإسرائيلي آخر همه السلام. فالسياج خفف عملية الاختراقات الأمنية، وخفف التفجيرات وبات الوضع الأمني مقبولاً، وهذه النقطة بالذات لا تجعل من السلام أولوية بالنسبة اليهم.
إذاً الجو الإسرائيلي غير حاضر للسلام، وريثما يصبح الجو لدى تل أبيب مناسباً، تعتبر الإدارة وقف الاستيطان الموقت إنجازاً.
اما فلسطينياً، فالشرخ الفلسطيني لا يزال مصيره غامضاً وغير واضح ما إذا كان قابلاً للإصلاح،
وهو يجعل الجاهزية الفلسطينية غير متوافرة، ما يعني ان لا إسرائيل ولا سوريا ولا الفلسطينيين جاهزون وان لبنان ينتظر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00