تشكل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان بعد غد الاثنين، محطة مهمة في العلاقات اللبنانية الفلسطينية بدءا بالتنسيق والتشاور السياسي، وصولا الى استكشاف آفاق الوضع الفلسطيني في المخيمات، ودور السفارة في بيروت.
وتأتي زيارة عباس للبنان، في مستهل جولة عربية له، من اجل عرض الوضع الفلسطيني وتطورات موقفه في ظل التعثر في السلام مع اسرائيل. وكان عباس زار كلا من البرازيل والارجنتين وفنزويلا وتشيلي، لهذه الغاية. ذلك ان هدفه كسب التأييد الشامل لاستصدار قرار جديد عن مجلس الامن الدولي، يتناول حل الدولتين، اي دولة فلسطين ودولة اسرائيل.
ويزور عباس لبنان، وسط ثقة عالية بالدعم الذي سيلقاه من المسؤولين اللبنانيين، كون لبنان بلداً أخاً وشقيقاً، وقريباً ومعنياً بالقضية الفلسطينية، كما تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على التحضيرات للزيارة، التي ستكون فرصة لتقديم التهنئة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان على انتخابه رئيساً للبلاد، وعلى تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري.
وسيطلب عباس، تضامن لبنان مع القضية الفلسطينية مجددا، خصوصا في موضوع القرار وموضوع التهجير من القدس. وهذان الموضوعان يحتاجان الى جهد عربي، لاسيما ان القدس مهد الحضارات، وتقع ضمن المقدسات الدينية لكل العرب. بحيث اذا ما ترافق الضغط الاوروبي نتيجة الموقف الاخير، مع الضغط العربي والاسلامي، يمكن احداث اختراق وتغيير. ذلك، ان دولة اسرائيل قامت على اساس القرار 181 عام 1947 الذي اصدره مجلس الامن، ولا بد من العودة الى المجتمع الدولي ومجلس الامن للدفاع عن الحق الفلسطيني في اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقد توصل عباس الى قناعة ان اسرائيل لا تريد السلام ولا تقديم ابسط الحقوق الفلسطينية.
ويعوّل عباس على دور لبنان في عضوية مجلس الامن، في دعم القضية الفلسطينية ونصرتها. كما سيعرض لاسباب تأجيل انتخابات الرئاسة الفلسطينية والمجلس التشريعي والتي كانت مقررة في كانون الثاني المقبل الى وقت لاحق. وسيشدد على اهمية التوافق الداخلي قبل الانتخابات، بحيث لا تبقى اي من الضفة او غزة من دون مشاركة فيها.
وسيعرض لوضع المخيمات الفلسطينية، وللحقوق المدنية، التي يمكن ان يحظى بها الفلسطينيون، وهي محور توافق لبناني من كل الافرقاء. وانطلاقا من ان سياسة عباس واضحة وجلية حول عدم التعارض مع سيادة لبنان، وان الشعب الفلسطيني في المخيمات هو ضيف وتحت سلطة القانون وليس فوق هذه السلطة، يرى ان من الممكن الا يبقى اي مبرر لسحب هذه الحقوق منه، في انتظار عودته الى ارضه، لانه يرفض التوطين ايضاًَ.
ومما لا شك فيه، ان عباس يمسك القرار الفلسطيني، ويسعى الى تثبيت موقعه، على المستوى الدولي والداخلي، ايضا من خلال وجوده كمحاور عن القضايا الاساسية الفلسطينية.
وسيطلع عباس المسؤولين على رغبته في تعيين سفير جديد لدولة فلسطين في بيروت في وقت قريب.
وسيؤكد اركان الحكم، امام عباس تمسك لبنان بالمبادرة العربية للسلام، وسعيه عبر دوره في مجلس الامن الى مساعدة الفلسطينيين، والوقوف الى جانب الحق العربي الكامل بالنسبة الى الفلسطينيين والمنطقة.
كما سيؤكد موقفه الايجابي من الحقوق المدنية للاجئين على ارضه، والعمل على منع التوطين، بحيث يتم تطبيق حق العودة فيستقر الفلسطينيون في ديارهم. ويدعو الى وقف سياسة الاستيطان الاسرائيلي، ووقف تهويد القدس وتهجير ابنائها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.