8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ميتشل قد يزور لبنان في إطار جولته في المنطقة

يعود الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل الى المنطقة في وقت قريب جداً، وسيسعى الى البناء على الخطوة الاسرائيلية الجديدة بالنسبة الى وقف بناء المستوطنات بعد 10 أشهر، تمهيداً للخروج بآلية أميركية جديدة لاستئناف مفاوضات السلام.
ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية غربية ان تشمل جولة ميتشل كلاً من لبنان وسوريا هذه المرة، وسبب زيارته لبنان أن هناك حكومة تشكلت، وستكون نالت الثقة لدى مجيئه، فيستطلع خطتها السياسية والاقتصادية، ويضع المسؤولين في صورة التحرك الأميركي في شأن السلام في ضوء ما استجد، مع العلم ان الموقف الاسرائيلي لم يحظ بترحيب عربي أو فلسطيني على أساس انه لا يكفي، وليس هو المطلوب لاستئناف التفاوض، ولم يكن أيضاً ليلبي الطموحات الأميركية. إلا ان ميتشل ومعه الإدارة الأميركية، يعتبران انه رغم عدم تجميد المستوطنات بالكامل، إلا أن ما حصل خطوة الى الأمام، الأمر الذي يؤدي الى استمرار الحركة الأميركية في السعي الى إعلان خطة كاملة للسلام تحظى بقبول الأفرقاء المعنيين.
وزيارته لسوريا واردة، بعد وقف عرقلتها لتشكيل الحكومة وتسليف المواقف حول مواضيع في المنطقة، ومن أجل تحريك الأفكار حول مسارها مع اسرائيل.
ورأت الإدارة ان تدخلها واجب، وان الجهود الاخرى، لا سيما الفرنسية التي حاولت ملء الفراغ، لم تنتج تقدماً جوهرياً، وبقي السبب الأساسي، أن أفرقاء النزاع لم يتمكنوا من تسليف الفرنسيين، وفضّلوا ان يصبح الظرف ملائماً لتسليف الأميركيين.
وبالتالي، فإن مساعي السلام لم تفشل، والمحاولات الأميركية والأوروبية ستستمر لإحراز تقدم، انما من المؤكد وجود فرص ضائعة، وكان يجب تحقيق تقدم جوهري منذ أشهر حتى الآن، ومن المؤكد أيضاً، ان المحاولات كانت على جانب كبير من التناقضات، ولم تُقابل في كل الأحوال، بإيجابية اسرائيلية، ولم يتمكن العرب من القبول بإجراءات بناء الثقة التي عُرضت عليهم لتهيئة المناخ للسلام، ولا الجانب الفلسطيني كان مهيئاً للسلام، ولم يتمكن الرئيس محمود عباس من ان يمون على المواقف، وبالطبع تستلزم معاودة التفاوض والجاهزية لها مقومات أساسية، يتم إعادة العمل عليها حالياً، لكن كلما مرّ الزمن اقترب الجميع من استحقاقات، قد تشكل أولويات لدى راعي السلام أو بعض الدول الوسيطة.
وأبرز هذه الاستحقاقات، الاستحقاق الأميركي، فهناك الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني المقبل أي بعد نحو سنة، وبسبب هذا الاستحقاق بدأت الاهتمامات الأميركية بالسياسة الداخلية تزداد، لذلك فإن لا عودة الى الوراء في المساعي الأميركية للسلام، لكن مع اقتراب الاستحقاق المذكور تتبدل الأولويات لفترة من الزمن. إلا أن السلام في النهاية، ليس مسؤولية أميركية فحسب، بل مسؤولية كل الأطراف والدول المعنية بالمسارات الثلاثة مع اسرائيل اللبناني والفلسطيني والسوري، وعلى الجميع، بحسب المصادر، ان يستفيد من الفرص السانحة، ولا حل آخر في المنطقة غير الحل السلمي، خصوصاً ان اسرائيل تُحضّر نفسها لمشكلة ما مع أي جهة، ومثلما هناك جهات تعمل للسلام، هناك جهات أخرى تعمل ضده في الداخل الفلسطيني والعربي والاسرائيلي وفي إيران.
والرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يواجه إحراجاً في مسائل داخلية وخارجية عدة، يريد فرض رؤيته حول السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها من القاهرة في الربيع الماضي، ومن أجل ذلك يريد ان يرى قبولاً بها من كل الأطراف. وبعدما أظهرت اسرائيل عدم ليونة لتعود وتقبل بالوقف الموقت لبناء المستوطنات بعد 10 أشهر يُنتظر من خلال جولة ميتشل ان يعرف من العرب مدى الايجابيات بالنسبة الى الطلبات التي واكبت إعلان رؤيته، كعناصر لبناء الثقة.
إلا ان العرب لا يزالون بدورهم في انتظار تفاصيل الموقف الاسرائيلي الجديد، اذ لا يكفي الإعلان عن وقف المستوطنات المشروط، انما يجب ان تعلن اسرائيل ان سياسة الاستيطان ستتوقف بالكامل. وتبعاً لذلك، فإن الاعتقاد السائد لدى العرب، هو ان الموقف الاسرائيلي الأخير هدف الى مساعدة الإدارة الأميركية على ايجاد مخارج لعودة الرئيس الفلسطيني عن قراره عدم الترشح لولاية ثانية. وهناك قلق من ان يشكل الموقف إعلاناً سياسياً تحتاجه الإدارة لإعادة تعويم عباس الذي تحتاجه في هذه المرحلة.
والحذر العربي من وجود مناورة يعود الى ان هناك نوعين من بناء المستوطنات، الاول توافق عليه البلديات، والثاني بقرار غير معلن من قيادة الجيش، ولا يدخل في نطاق نظام الاستيطان. ومنذ أسبوعين تمت الموافقة على بناء 900 وحدة، تحتاج الى 10 أشهر لإنجازها، وما دامت موقعة لا يمكن العودة عنها. لذا هناك شكوك حيال الوقف الموقت للاستيطان، اضافة ان هناك تخوفاً من استمرار تهجير الأهالي من القدس، حيث أخلي الشهر الماضي 43 منزلاً معظمها لسكان مسيحيين، وسيتم البناء مكانها، فضلاً عن ان القدس استثنيت من وقف المستوطنات بعد 10 أشهر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00