8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

باريس تطرح في قمة ساركوزي ـ الأسد ضرورة ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية

مع عودة اجواء التعثر في تشكيل الحكومة اللبنانية، تتجه الانظار الى المحطات الخارجية التي يمكن ان تلقي بظلالها على هذه العملية. ومن بين المحطات، القمة الفرنسية - السورية في الثالث عشر من تشرين الثاني الجاري، والقمة السعودية الفرنسية في الثامن عشر منه، بحيث سيقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة دولة الى المملكة تستمر ثلاثة ايام.
وفي مجال القمة الفرنسية السورية، افادت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس بدأ التحضير لها، منذ ايفاد الرئيس ساركوزي الامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان الى دمشق قبل اكثر من شهر، وستكون فرصة لاستكمال البحث الفرنسي السوري في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من دون ان تتصف الزيارة بوصف محدد، مثل زيارات الدولة او ما شابه.
واوضحت المصادر ان التحضيرات قائمة للمواضيع التي ستدرج على جدول اعمال البحث، وهي تتصل بما يلي:
العلاقات الثنائية الفرنسية السورية وما احرز حتى الآن، نتيجة ما تعتبره فرنسا خطوات ايجابية قامت بها سوريا لاسيما في الموضوع اللبناني، ومنذ الانتخابات النيابية وحتى مرحلة ما بعد القمة السعودية السورية، وبالتالي باتت العلاقة الفرنسية السورية ذات اولوية لدى القيادة الفرنسية، ولن يكون ذلك على حساب اي ناحية من نواحي الوضع اللبناني، ومواضيعه المطروحة، انما على العكس، يساهم تحسين العلاقة في ما بينهما في الاستقرار السياسي والامني في لبنان، وفي الحد من التدخلات الخارجية في الاستحقاقات اللبنانية. وتواكب فرنسا بعيداً من الاضواء ما حققته القمة السعودية السورية وما آلت اليه المصالحة العربية على المستوى اللبناني. ويذهب الرئيس السوري الى باريس، في ظل قناعة فرنسية بأن لا دخل لسوريا بتعثر تشكيل الحكومة، وبأنه يمكن لسوريا لعب دور ايجابي وبناء مع الجهة الاقليمية الاخرى وهي ايران لوقف تدخلها في التشكيل.
الوضع في العراق، سيبحث من دون ان تكون المصادر راغبة في اظهار وجود وساطة فرنسية بين بغداد ودمشق لاعادة تسوية العلاقات. انما لن تتأخر فرنسا في طرح الافكار التي توصل الى الوفاق بين الطرفين وتقريب وجهات النظر بينهما، خصوصا اذا لم تكن دمشق ضالعة في التطورات التي شهدتها بغداد اخيراً، فيمكن ان يساهم ذلك في اعادة الهدوء الى الاوضاع العراقية، واستمرار محاولة تحريك اي دور بناء لدمشق لارساء ذلك.
يستطلع ساركوزي القراءة السورية لتطور الموقف على صعيد الحوار الدولي مع ايران وما نتج منه حتى الآن. وبغض النظر عن الوضع الاسرائيلي الفلسطيني، فان الاستقرار في المنطقة بكاملها، لا يمكن ان يتم من دون الدور السوري الفاعل والبناء فيها. وبالتالي فانه في مرحلة الحوار الدولي مع ايران، والتشدد الفرنسي حيال طهران، لن تتردد باريس في السعي الى استقطاب دمشق الى جانبها عبر الحوار الثنائي بينهما والتشاور السياسي القائم وتعميقه. وبعدما مررت دمشق رسائل ايجابية في اتجاه فرنسا حول الوضع اللبناني، واهتمامها بازالة العزلة الدولية عنها انطلاقا من الباب اللبناني، فان فرنسا ستعمل مع سوريا كأنها صديق جديد، يمكن ان تتقاطع مصالحهما انطلاقا من هذه الصداقة، بما في ذلك حيال ايران. وينتظر ان تقوم باريس بـديبلوماسية محددة سعيا الى تقريب موقف سوريا حيال ايران من موقفها.
في الموضوع اللبناني، ستتم مناقشة ضرورة ترسيم الحدود اللبنانية السورية واهتمام باريس بتفعيل دمشق هذا الملف، بعدما كان لبنان خطا خطوات متقدمة في اقامة لجنة خاصة بذلك. ولن تتدخل فرنسا في الملف الحكومي، لانها تعتبر ان لا احد سيشكل حكومة لبنان الا اللبنانيين، على الرغم من انها ترى ان سوريا قامت بضغوط على الاطراف ذات التأثر بها، من اجل الحلحلة والتسهيل.
مناقشة مسألة توقيع اتفاق الشراكة الاوروبية مع سوريا، في ظل تأخيرها بالتوقيع، لاعتراضها على ما تضمنه البند المتصل بحقوق الانسان في الاتفاق. وتتوقع المصادر تركيزاً من الرئيس السوري على الجهد الذي يبذل للتوقيع. وينتظر ان تتم حلحلة الاشكال البروتوكولي وتحديد موعد جديد للتوقيع لاحقاً.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00