تشهد نقابة المهندسين في بيروت انتخابات مفصلية اساسية لانتخاب نقيب وخمسة اعضاء جدد الى مجلس النقابة في معركة يصفها العارفون بأنها ستكون حامية الوطيس، بعد تعذر التوصل الى توافق بين الجهات الهندسية الحزبية والمستقلة المنضوية تحت سقف النقابة.
وأخفق نقيب المهندسين الحالي ايلي بصيبص في التوصل الى اتفاق بين القوى الهندسية المنضوية في تحالف 8 و14 آذار بعدما رفض حزب الله تسمية مرشح تيار المستقبل وقوى 14 آذار المهندس خالد شهاب كمرشح توافقي لمركز النقيب من دون معركة، مصراً على تسمية المرشح لمركز النقيب عصام بكداش كمرشح لقوى 8 آذار.
وإزاء هذا الاخفاق، ومع اصرار القوى الهندسية التابعة لتحالف 8 آذار على اجراء معركة انتخابية، توافقت القوى الهندسية المنضوية تحت تحالف 14 آذار خوض معركة الاحد المقبل بالمرشح لمركز نقيب المهندسين في بيروت المهندس رفعت سعد في رسالة واضحة الى قوى الثامن من آذار ان قوى 14 آذار هي من تسمي مرشحيها وليس العكس.
ويتوقع المراقبون ان يتجاوز عدد المقترعين الاحد المقبل العشرة آلاف نظراً إلى ما تحمله هذه المعركة من دلالات سياسية هي محط انظار كل القوى السياسية والمهنية والنقابية والتربوية والاقتصادية في لبنان حيث ان نقابة المهندسين اضحت البوصلة التي يراقبها الجميع لمعرفة المزاج النقابي والعلمي في التحولات السياسية القائمة في البلد، سيما وانها تسبق الانتخابات الرئاسية في لبنان والانتخابات النيابية في الخريف القادم.
واستطاع المرشح سعد بما يملك من قدرات وكفاءة وعلاقات مهنية واسعة من استقطاب تأييد عدد كبير من المهندسين ومن الفعاليات الهندسية والنقابية والجامعية، اضافة الى الفعاليات الهندسية الحزبية، في لبنان والخارج، وهو خريج جامعة بيروت العربية في العام 1967 ومقاول هندسي منذ العام 1971، وهو استاذ محاضر في كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية وله صداقات وعلاقات بعمداء الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة في لبنان والخارج.
ويؤكد سعد انه المرشح الاوحد لقوى 14 آذار، حيث سيخوض الانتخابات الاحد المقبل في السادس من نيسان الجاري ضمن لائحة تضم عدداً من المهندسين الاكفاء من كل تفاعلات ونسيج الاحزاب والقوى المنضوية ضمن تحالف 14 آذار، لافتاً الى انه يتحلى بالروح الديمقراطية في العملية الانتخابية ومن يختاره المهندسون لمنصب نقيب يعتبر الفائز ويجب تهنئته. والوقوف الى جانبه لمتابعة مسيرة النقابة.
برنامج إصلاحي
ويلفت الى انه يحمل برنامجا اصلاحيا طموحا يرتكز على تطوير العمل النقابي من كل جوانبه المهنية والادارية والعلمية. ويقول: لقد أصبح هناك ضرورة ملحة لإدخال اصلاحات جديدة للنقابة لأنها واحة علمية نقابية تنطلق في العالم لتعكس وجه لبنان الحضاري، داعياً الى العمل لإعادة ترتيب البيت الداخلي للنقابة وتحديد المسار للسنوات المقبلة، ومعتبراً ان التحدي الأكبر يكمن في تطبيق برنامجه الطموح الذي يعيد للنقابة هيبتها واستقطابها لتكون في صلب الحياة النقابية والعلمية وتكون الملاذ الاول والاخير للمهندس ومركزه الآمن في حياته اليومية.
ويضيف: ان البرنامج لا يمكن تطبيقه من دون تكاتف وتعاضد المهندسين اجمعين، معتمداً على مشاركة العدد الاكبر من المهندسين الاكفاء الذين لديهم الطاقات لتقديمها للنقابة بحيث يجب تعاون الجميع من مهندسين واعضاء ومجلس نقابة وروابط ونقيب لتحقيق الهدف المنشود، خصوصاً أنهم الاساس والسند في الفكرة والرأي والمتابعة والمحاسبة، لقد أصبح هناك ضرورة ملحة لادخال اصلاحات جديدة للنقابة لأن النقابة ليست بوليصة تأمين ومركز استشفاء فقط، انما هي واحة علمية نقابية تنطلق في العالم لتعكس وجه لبنان الحضاري وتبرز القدرات الهندسية اللامعة التي جابت أصقاع الأرض من مشرقها الى مغربها وطبعت ابداعاتها في كل حدب وصوب. فمن الذي لا يعلم ان المهندس اللبناني طبع بصماته منذ الاربعينات في كل الدول المحيطة والمجاورة؟. ومن الذي لا يعلم ان المهندس اللبناني لا تزال ابداعاته في الاكاديميات الهندسية العالمية والجامعات التي يشهد لها العالم أجمع.
ويؤكد سعد ان للنقابة دوراً فعالاً في حياة ومسيرة المهندس المهنية والاجتماعية، فمنذ تأسيسها عمل النقباء واعضاء مجالسها على تطوير انظمتها المهنية والاجتماعية، هدفنا المحافظة على حقوق المهندسين ورفع مستوى المهنة والارتقاء بالنقابة لتواكب حاجات المهندس وتطلعاته. ويعتبر اننا قاربنا اليوم الاربعين الف منتسب للنقابة ما يعني ان هناك مسؤوليات جساما تنتظرنا جميعا.
الأولوليات
ويقول: كما وان هناك مواضيع كثيرة تنتظرنا مهنية ومالية واجتماعية، ومن اهم المواضيع المهنية موضوع الفروع الاستشارية وفي اولوياتها ملف مكاتب التدقيق التي انعكست على المهندس وعمله. فمن وجهة نظري، التدقيق ضروري ولكن ليس بصورته الحالية، لذلك وجب إعادة النظر بنظامه الداخلي وخصوصا من ناحية المسؤولية والصلاحية. اما الموضوع الثاني فهو نظام تسجيل المعاملات الذي يتضمن الكثير من المغالطات التي لا تتماشى مع مصالح المهندسين جميعاً. اما بالنسبة الى الفروع، فنرى حاجة ماسة الى تشعيبها لتلعب دورها في النقابة والمجتمع. فمثلا، الفرع الثالث، فرع الكهرباء حيث اصبح يضم اختصاصات مختلفة كهرباء، اتصالات، كومبيوتر، اما الفرع الخامس، فرع المتعهدين، فهو اسم بلا مسمّى وأصبح المتعهدون هم الاقلية في هذا الفرع. والفرع السادس، علينا العمل لإعادة حقوق المهندسين بالمطالبة باعادة بدل الاختصاص المقتطع منذ سنوات ومساواة راتبهم بأقرانهم من الاختصاصات الاخرى. اما بالنسبة الى الفرع السابع، فيجب تفعيل دور المهندس الزراعي بحيث يكون له شأن قانوني للمحافظة على البيئة. وذلك باشراكه بدراسة المساحات الخضراء للمجمعات السكنية الكبرى والحدائق العامة وتفعيل مشروع قانون الصيدلة الزراعية.
ويتابع : اما من الناحية العلمية، فيجب تطوير وتفعيل مركز التدريب واغناء المكتبة بالمراجع العلمية والقانونية إلكترونياً لتسهيل عملية التواصل بين النقابة والجامعات والمهندسين اضافة إلى تفعيل دور الروابط حيث انها الشرايين الاساسية التي تغذي النقابة علميا ومهنيا والعمل لزيادة التواصل في ما بينها لتشكل وحدة علمية متكاملة.. وبالنسبة الى صندوق التقديمات الاجتماعية، فاننا نشدد على ضرورة المحافظة على التقديمات الاجتماعية الحالية وخاصة الخدمات الصحية والعمل لتحسينها دون تحميل المهندس اعباء مالية اضافية.
ويضيف: كما تعلمون جميعا ان كل ما ذكر سابقا يحتاج الى المال وهو العصب الاساسي للنقابة لتحقيق ما نصبو اليه، فمن هنا جاءت مسؤوليتنا للعمل من أجل تأمين المصادر المالية الاضافية وذلك بزيادة مداخيل النقابة دون العودة لرفع الرسوم على المهندس. والزيادة تكون باعادة النظر في استثمار أموال النقابة وليس تجميدها فقط في المصارف ويتم ذلك باستثمار هذه الاموال في قطاعات لها علاقة مباشرة بالمهندس مثل قطاع التأمين وقطاع المصارف وقطاع الاسكان للمهندسين فقط والعمل لإصدار قوانين لفرض رسم طابع مالي على كل فاتورة تتعلق بمواد هندسية وعلى الوصفة الزراعية وعلى المعاملات العقارية والهندسية اسوة بباقي نقابات المهن الحرة، والعمل على الاستفادة من مباني فروع النقابة في المناطق، للتفاعل مع المجتمع المحيط ثقافيا واجتماعيا.
ويختم سعد: انني على ثقة تامة ان اخوتي المهندسين سيعطون برنامجي النقابي الدعم اللازم لاحداث نقلة نوعية في الاداء الاداري والمهني والمالي لمؤسستنا النقابية لتلعب دورها في الشأن العام كاحدى اهم نقابات المهن الحرة في لبنان.
انني أدعو الزملاء المهندسين الى اللقاء يوم الاحد الواقع في السادس من نيسان لنمارس حقّنا الديمقراطي ونعبر عن توجهاتنا وقناعاتنا في التصويت لبرنامجنا لما يحمله من افكار تعبر عن طموحات المهندسين وتطلعاتهم المستقبلية خدمة لتطوير النقابة واستمرار ديمومتها.
المهندس رفعت محمد سعد
مواليد عانوت، الشوف 1947
حائز على بكالوريوس في الهندسة المعمارية 1971
دراسات عليا، جامعة بيروت العربية 1974
استاذ محاضر في كلية العمارة، جامعة بيروت العربية منذ العام 1975
رئيس مجلس ادارة ومدير عام الشركة الهندسية للعمارة والتخطيط 1971-1991
مدير عام شركة رفعت سعد engineering- Trading Contracting 1991 وحتى تاريخه.
انطلاقا من المعرفة التي اكتسبها خلال اربعين عاما عبر مزاولته لمهنة الهندسة والتعليم الجامعي، ومن خلال متابعته لشؤون النقابة لفترة تزيد عن العشرين عاما، ومن معايشته لحاجات وتطلعات المهندسين سواء افرادا او شركات هندسية، ومواكبة للتطور العملي، يرى سعد وجوب العمل يداً واحدة للارتقاء بالنقابة العريقة نحو الافضل، متحملا كامل المسؤولية للمحافظة على حقوق المهندس، والدفاع عن مصالحه وصون كرامته.
بناء على ما تقدم، يضع سعد بين أيدي زملائه المهندسين برنامجه العلمي النابع منهم ولهم، متطرقا لاهم المواضيع المهنية والعلمية والاجتماعية والمالية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.