يدهشك اعجابه بلبنان، ويسجل للبنانيين نجاحاتهم على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في اميركا الجنوبية خصوصا في الباراغواي والبرازيل، قائد الجيش الباراغواني السابق رئيس اكبر ثالث حزب سياسي في الباراغواي الذي يرأس الكونغرس البارغواني فضلاً عن أنه مرشح لرئاسة الجمهورية.
هو لينو سيزر اوفيدو الرجل السبعيني الذي احب لبنان واللبنانيين وكان احد ابرز الداعمين لتعيين احد ابناء الجالية سفيرا مع كامل الصلاحية للباراغواي في بيروت يزور لبنان في زيارة خاصة.
يطوف عليك بأفكار حبا منه لتعزيز العلاقات اللبنانية الباراغوانية في شغف الحب لهذا البلد الصغير الذي اعطاه لقب لؤلؤة البحر، وقال بامكان الاستثمار اللبناني ان يستفيد من خيرات الباراغواي العذراء وبامكان الكادرات اللبنانية ان تسجل نجاحا مضاعفا عما سجلته لو توفرت الارادة لذلك.
المستقبل التقت اوفيدو في منزل سفير الباراغواي في خلدة حسن ضيا وسألته عن ماهية زيارته وافق تطويرالعلاقات اللبنانية الاورغوانية فضلا عن محطات سياسية اقليمية فقال:
انها ليست المرة الاولى التي ازور فيها الشرق الاوسط وبالتالي هذاالبلد الجميل لبنان، لقد مر بلدينا في العذابات والمآسي نفسها مما يوجد قواسم مشتركة، من هنا نرى مطامع متواصلة للسيطرة على هذا البلد، ولبنان عرف على مدى التاريخ انه لؤلؤة البحر، وعندما نراقب الشواطئ اللبنانية نرى انه يمتلك اجمل شاطئ في الشرق ان لم نقل في العالم. يحتاج لبنان الى الاسس الصلبة لاعادة بناء الوطن وهو يمتاز عن جميع دول المنطقة المحيطة به بالعراقة التاريخية وبالديمقراطية المنفتحة، وان اكبر عدد من اللبنانيين في اميركا الجنوبية يتواجدون ما بين البرازيل والباراغواي، ما يساعد في بناء جسور التواصل الاقتصادية والاجتماعية. ان دخول الاسواق الاوروبية ليس بالامر السهل من هنا ترى شعوب اميركا الجنوبية ملاذا اقتصاديا في سوق استهلاكية جيدة مع دول الشرق الاوسط والشرق الادنى كالصين. وذلك بحسب دراسات لخبراء اقتصاديين وضعت اخيرا. والكل يعلم ان العالم يتجه نحو نقص حاد في المواد الغذائية والمياه وان المكان الاوفر حظا لتوافر هذه المواد هي بلدان اميركا الجنوبية. والدول الاكثر حاجة لهذه المواد هي دول آسيا ومنها الشرق الاوسط .
وتابع: نأمل في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، اذ ان الباراغواي هي رابع دولة مصدرة لحبوب الصويا في العالم فضلا عن انها الدولة الثالثة في اميركا اللاتينية بعد البرازيل والارجنتين في تصدير لحوم البقر الى الخارج، حيث يوجد فيها منطقة واحدة تنتج ما يقارب 9 ملايين رأس بقر من اصل 15 مليون رأس بقر هو الانتاج العام. من هنا ندعو الشركات والمصانع اللبنانية للاستثمار في حقول الباراغوي والتصدير الى الشرق الاوسط والى باقي دول العالم. وقال: يجب ان تكون هذه الشركات مدعومة من الدولة اللبنانية للاستثمار في مصانع الصويا وفبارك طحين الصويا واللحم وغيرها لتكون اسعاره منافسة عالميا وبالتالي تكون المنافسة لمصلحة الدولة.
وتمنى وضع الدراسات اللازمة لتصنيع المواد الغذائية الخاصة بلبنان وتسوَق في السوق المحلي وتصدر لاسواق المنطقة بأسعار مناسبة في الداخل، للمحافظة على الوضع المعيشي المطلوب، وفي الخارج بأسعار تنافسية لزيادة دخل الايرادات التي تساعد في سد العجز واطفاء الدين القائم.
وقال: اننا سعيدون جدا للتفاعل اللبناني في الباراغواي والمثل الحي هو هنا حيث عينت وزارة الخارجية الباراغوانية احد ابناء الجالية سفيرا دائما معتمدا في بيروت هو سعادة السفير حسن ضيا، ما يدل على الترحيب. ولا اعتقد ان هناك مشاكل او مضايقات تلحق ببعض اللبنانيين انما هناك تفاعل جدي خصوصا بعد النجاحات التي حققوها على المستوى الاقتصادي والتجاري في المنطقة الثلاثية الحدود بين الباراغواي والبرازيل والارجنتين، فبعض وسائل الاعلام العالمية حاولت تشويه صورة بعض اللبنانيين عبر سوق اتهامات مغلوطة انهم داعمون لاسامة بن لادن او لاعمال ارهابية، نحن الباراغوانيون لا نرى ذلك، انما ما نراه هو النجاحات الاقتصادية المميزة التي حققها اللبنانيون للبلد، ونحن نحترم العلاقات اللبنانية مع كافة شرائح المجتمع الباراغواني ومع الوانه السياسية كافة.
واعرب عن تفاؤله لمستقبل الوضع والعلاقات بين لبنان والباراغواي، خصوصا واننا علمنا ان احدى اكبر دول اميركا الجنوبية وهي البرازيل ستشارك في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان بنحو 300 عنصر ما يثبت القناعة لدينا ان السعي الاميركي الجنوبي هو دوما نحو حماية الارض والسيادة من الاحتلالات او عمليات التعدي التي قد تحصل عليها.
وفي لمحة سياسية اقتصادية عن الباراغواي والاتجاه المتطورة التي انطلقت بها قال: نحن اربعة دول في اميركا الجنوبية نؤلف اتحاد Mercosur ويضم هذا الاتحاد كل من البرازيل والارجنتين والباراغواي والاوروغواي. ومنذ ثلاثة شهورحققنا خطوة جدية ومهمة على مستوى دول اميركا الجنوبية خطوة تمثلت بدخول اتحاد دول اميركا الجنوبية ويسمى unasur، وذلك لمواكبة التطورات العالمية الناتجة عن العولمة، خصوصا انها تعطي قدرة على المفاوضات وايجاد منظومة دفاع مشتركة والتعامل في عملة موحدة ومجلس برلماني موحد والتشاور في الاستحقاقات المهمة على المستوى الدولي. وقد استنبطنا هذا الشيء من النجاح الذي سجله الاتحاد الاوروبي على الساحة العالمية بعد التحسن في الوضع والاقتصادي والمعيشي لشعوب هذه الدول. ومن خلال هذه التجربة ارتأينا في دول اميركا اللاتينية المضي في حلف مشترك هو اتحاد ايمناسور اي (اتحاد دول اميركا الجنوبية).
وعن الاخفاقات الاقتصادية التي طالت بعض دول اميركا الجنوبية كالارجنتين قال: ان عملية الاخفاقات الاقتصادية التي تسود العالم ليست مرتبطة فقط بدول اميركا الجنوبية كما حصل في الارجنتين مثلا انما هناك دول اوروبية وهي تنضوي في الاتحاد الاوروبي عانت وتعاني من اخفاقات اقتصادية ومالية مثل اليونان والبرتغال وايرلندا وغيرها من الدول ويعمل الاتحاد الاوروبي على معالجة اقتصادات هذه الدول عبر التدخل المباشر في دعم الخزينة ام عن طريق اجراءات مالية. حتى الولايات المتحدة الاميركية مرت ولا تزال تمر بأزمة مالية اقتصادية حادة. وهنا اعطي مثلا ان البرازيل والصين هما من دعم صندوق النقد الدولي ليسلف الولايات المتحدة الاميركية للخروج من ازمتها المالية التي تمر بها.
واضاف: ان البرازيل تلعب دورا مركزيا ومحوريا على مستوى اميركا الجنوبية وهي كما ذكرت، قد اسلفت الولايات المتحدة الاميركية للخروج من ازمتها، وبالتالي تدعم اي دولة من دول اميركا الجنوبية خصوصا المنضوية تحت اتحاد unasur في حال تعثرت، خصوصا وان البرازيل ترتبط ارتباطا مباشرا وعضويا مع الارجنتين من خلال مصانع الاسمنت والحديد التي تمتلكها شركات برازيلية في الارجنيتين، من هنا فان اي خضة ستحصل للارجنتين ستطال البرازيل بطريقة او بأخرى من هنا مبدأ التعاون والدعم قائمين. فضلا عن البرازيل وصلت بمساعداتها لاحدى اهم الدول الافريقية هي انغولا.
وعن التأييد الاميركي الجنوبي للقضية الفلسطينية قال: نحن نعتبر ان للفلسطينيين حق تقرير مصيرهم والعيش في دولة لهم وفق حدود 1967 هذا هو موقفنا الرسمي. فضلا عن ان الدول الصغرى في اميركا الجنوبية تأبى ن يضغط عليها احد في شأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية فكيف بالحري في دول كبرى كالبرازيل التي ايضا لا تقبل اية ضغوطات عليها من اية جهة اتت وهي سبق واعترفت بالدولة الفلسطينية وفق حدود 67.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.