سجّل الشرق الأوسط 2011 ومن بينها لبنان طبعاً أعلى معدل نمو في مجال إستخدام شبكة الإنترنت خلال الفترة بين عامي 2000 و2011، حيث وصلت نسبته إلى 1.648.2%، مما ساهم في إنتشار البرمجيات المقرصنة على نطاق واسع في المنطقة. وتشير بعض التقديرات إلى وجود نحو 700 مليون نسخة من البرمجيات غير القانونية التي من المتوقع تحميلها على شبكة الإنترنت العالمية يتركز 80% منها في الأسواق الناشئة.
في لبنان، يسرح ويمرح النسّاخون والقراصنة، يصنعون إنتاجاتهم في محميّات لا تصلها يد الدولة ويوزّعونه تحت أعين الناس في كافة أرجاء الوطن. فلا يخضع النساخون للجمرك ولا للضرائب وغيرها. وعصابات التهريب تبيع أفلاماً ممنوعة عادة وغير مسموح بعرضها، ينسخون الأفلام ويبيعونها في كل مكان: بيروت، بعلبك، زحلة، صيدا، طرابلس وفي برج حمود والضاحية الجنوبية لبيروت وفي المخيمات الفلسطينية.
من هنا، تستضيف بيروت المنتدى السنوي السادس لحقوق الملكية الفكرية في العالم العربي لبحث أبرز القضايا المتعلقة بالجرائم الإلكترونية وإستراتيجيات مكافحة قرصنة البرمجيات في المنطقة.
ويأتي تنظيم هذا الحدث، الذي يبدأ فعالياته في 26 نيسان الجاري على مدى يومين، من قبل جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية (BSA)، الهيئة العالمية الرائدة التي تمثل قطاع صناعة البرمجيات والقطاعات الأخرى ذات الصلة بتصنيع أجهزة الكمبيوتر أمام الحكومات وفي الأسواق العالمية، بالتعاون مع وزارة الإقتصاد والتجارة في لبنان.
وسيشهد المنتدى حضوراً واسعاً من قبل ممثلي كبرى المنظمات الدولية بالإضافة إلى وفود رسمية من مختلف الدول العربية. ويناقش الحدث مجموعة من القضايا والمواضيع التي تشمل سبل إستخدام شبكة الإنترنت لحماية حقوق المؤلف والنشر والإجراءات الحكومية الرامية إلى الحد من معدلات إنتشار القرصنة فضلاً عن الفوائد الإقتصادية المترتبة عن إنخفاض الجرائم الإلكترونية وقرصنة البرمجيات. كما يستعرض الحضور بعض النماذج والبرامج التي أثبتت نجاحها في تثقيف وتعزيز الوعي بين أوساط المستهلكين ومجتمع الأعمال على حدّ سواء بمخاطر الجرائم الإلكترونية والإنتهاكات الرقمية على التنمية المستدامة في العالم العربي.
وقالت سلوى فاعور ممثلة وزير الإقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي لـالمستقبل: ترافقت الثورة الرقمية والنمو الكبير الذي شهدته الإقتصادات في المنطقة بزيادة ملحوظة على مستوى مبادرات مكافحة قرصنة البرمجيات والجرائم الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. إلاّ أنه يتوجب علينا في الوقت الراهن توظيف هذه المبادرات على نحوٍ أكثر فعالية لا سيّما في العالم العربي الذي يتطلع إلى التحول لمجتمع متكامل قائم على المعرفة. وعلى الرغم من أهمية هذا المنتدى في تسليط الضوء على الإستراتيجيات والسياسات والأدوات والتقنيات المتبعة لحماية حقوق الملكية الفكرية، إلاّ أنه لا يمكننا تحقيق خطوات فعلية في مجال مكافحة القرصنة وإنتهاكات حقوق الملكية الفكرية ما لم يتم تحديد خطة إستباقية بالتعاون مع الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع.
ومن جهته، قال نائب رئيس جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية جواد الرضا لـ المستقبل: يعكس تزايد معدّلات قرصنة البرمجيات النمو السريع الذي تشهده المنطقة على مختلف المستويات، الأمر الذي يحتم علينا إتخاذ إجراءات إستباقية لمنع حدوث أي مخاطر إقتصادية أو إجتماعية قد تترك آثاراً سلبية على الإنجازات العديدة التي حققتها الدول العربية في مجال توظيف التكنولوجيا الحديثة في دعم مسيرة التنمية الشاملة. ولا يمثل سعينا إلى إيجاد منطقة خالية من القرصنة والجرائم الرقمية ضرباً من الخيال، إلا أنه يتطلب الكثير من العمل الجاد والتعاون الكامل بين مختلف القطاعات. وفي هذا الإطار، شهدت المنطقة خلال العام الماضي تحسناً ملموساً في سياسات مكافحة القرصنة والبرامج التوعوية والحملات التثقيفية وإجراءات تطبيق وإنفاذ القوانين التي نلتزم بتطويرها بالتعاون مع مختلف الهيئات والجهات الحكومية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.