لا يخفي العضو المنتدب لمجموعة أوراسكوم تيلكوم القابضة خالد بشارة الذي يزور بيروت، رغبة أوراسكوم التي تتولى إدارة شركة ألفا منذ شباط 2009، في تجديد العقد مع وزارة الاتصالات لكن لمدة متوسطة او طويلة لأن عملية التطوير تحتاج الى الوقت وهذا ما يتطلبه نجاح القطاع. ويقول في حديث لجريدة المستقبل: إن الانجازات والتطورات التي حصلت في ألفا منذ استلام مجموعة أوراسكوم تيلكوم إدارتها، مميزة ان من ناحية الخدمة المتطورة او من ناحية تطوير الشبكة، لكن خطة ادارة العقود مرتبطة دوما بمدة العقد المبرم. اما العقد المبرم لمدة قصيرة جدا يجعلنا غير قادرين على التقدم والتطور بالوتيرة التي نصبوا إليها.
فكما هو معلوم، ان قطاع الاتصالات هو استثمار على المدى الطويل وقد يصل الى 10 او 15 سنة. عندها، يمكن للقطاع التطور، فضلا عن وضع خطة إنتاج ناجحة. اما عندما يكون العقد مبرم لمدّة سنة او ستة اشهر، فهذا يحد من امكانية التقدم والابداع.
يضيف بشارة: نرغب في ادارة الشركة لسنوات، بدلا من اشهر، ونحن نرى ان الوضع الحالي يشكّل بداية، لكن مع الوقت يجب ان يحصل اما خصخصة واما عقود طويلة المدى تمتدّ أقلّها لمدّة 3 أو 5 سنوات، بحيث يمكّن الشركة المديرة ان تزيد من مساحة الابداع والانتاج مثل استحداث خدمات جديدة ومبتكرة. فنحن اليوم نرى تشابها كبيرا في الخدمات بين الشركتين المشغلتين وذلك بسبب العقود التي تقيّد إبداع المشغّل مما يؤثر على السوق الحالية في ظل غياب المنافسة الفعلية وتقلل من الابداع وزيادة الخدمات والانتاج.
ويعرب بشارة، الذي يملك خبرات واسعة في مجال قطاع الاتصالات، في معرض تقييمه لخدمة ألفا بعد تسلم أوراسكوم تيلكوم ادارتها في شباط 2009، عن رضاه من اداء العمل والخدمة المقدمة لكن يستطرد فيقول: استطعنا تنفيذ المطلوب وبالتالي حصل التجديد لكن املنا او تطلعنا الى عقد يكون متوسط او طويل الامد ان لم يكن خصخصة، فأي اتفاق قصير المدى لن يسمح لنا بتحقيق كامل تطلّعاتنا من أجل تنمية قطاع الاتصالات في لبنان.
ويتابع: لو تطلعنا الى القطاع بنظرة أشمل، فمن ناحية المنافسة يمكن زيادة عدد المشتركين، كما يمكن خلق فرص عمل جديدة للشباب اللبناني الكفوء. فقطاع الاتصالات قطاع افقي يخدم كل القطاعات الاقتصادية الاخرى، ومن الطبيعي أن أي تطوير في العقد من شأنه أن يزيد الناتج المحلي عامة وهذا ما حصل في دول كثيرة، وبالتالي سينعكس ذلك إيجابياً على الاقتصاد اللبناني. ولكن طبعا القرار لا يعود لنا، فهو منوط اولا واخيرا بقرار الدولة اللبنانية، فإذا أتيحت لنا الفرصة بتطبيق خطّة متوسطة او طويلة الامد، فكل ذلك سيساعدنا ان نثبت الفرق بين أوراسكوم تيلكوم ومشغلين اخرين. فأوراسكوم تيلكوم هو المشغل الوحيد في العالم العربي الذي لديه امتداد الى السوق الاوروبية. وكما كتب عنا في الصحف الاوروبية، نحن نتمتّع بأفضل توزيع وانتشار مقارنة مع باقي المشغلين الاوروبيين.
لقد اثبتنا خلال السنوات الخمس الفائتة اننا لسنا قادرين فقط على الادارة في العالم العربي، بل ايضا في اوروبا، ونحن نريد ان نوظف هذه القدرات والمهارات في لبنان. لكن نحن نتفهّم وضع قطاع الاتصالات الحالي في لبنان الذي هو في وضع تحولي، ولذلك نحن نقبل بالعمل على أساس 3 أو 6 أشهر، لكن على المدى الطويل ليس هذا ما نتمناه.
ويؤكد ان أوراسكوم تيلكوم تضم أكثر من 12 لبناني في مناصب عليا في المجموعة وذلك يعود لريادة لبنان في قطاع الاتصالات وقد كان سباقا في دخول هذا العالم، الا ان ظروفا معينة أخرته ليصبح دون الوسط. ومن أمثلة الكوادر اللبنانية الناجحة على سبيل المثال لا الحصرالاستاذ مروان الحايك الذي انضم إلى مجموعة أوراسكوم تيلكوم في العام 1999 وشغل مراكز مهمّة وآخرها منصب رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة ألفا في بيروت.
ويتابع: ان التطوير مرتبط ارتباطا مباشرا بمدة وشروط العقد فكلما كانت مدة العقد اطول كلما أصبح التطوير ممكناً او اجدى. لا ينفع اصدار رزمة جديدة من الخدمات التي تجتاح العالم العربي ولبنان بعيد عنها، فقد أصبح لبنان بحاجة ماسة الى خدمات جديدة على الشبكة ليلحق بركب التطور الحاصل في هذا القطاع في المنطقة.
ويشير بشارة الى ان العقد الطويل الامد يساعد كثيرا في ان تنمو الشركات التي لها علاقة مباشرة بالمشغلين الحاليين.
وختم بالقول: ان المشترك في ألفا قد شعر بالتغيير منذ ان تسلمنا ادارة الشركة، والتحسن واضح في التقارير التقنية التي تأتينا شهريا. وما نستطيع ان نوعد به الدولة اللبنانية ومشتركي ألفا هو ان يكون لدينا في لبنان التقديمات نفسها والخدمات التي تقدمها أوراسكوم تيلكوم في كندا وايطاليا واليونان ومصر.
ويلفت الى ان المنافسة اثبتت نجاحها ليس فقط في لبنان انما في كل مكان من العالم. فالمنافسة هي لاثبات النوعية ولخفض التعرفة، لكن قبل المنافسة يجب ان يكون آداء المشغل جيداً ومتطوراً كي يستطيع الاستمرار وتقديم أفضل الخدمات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.