اثبت الملتقى الدولي للتشغيل والصيانة في البلدان العربية نجاحه في الدورات السبع التي انعقد بها في السنوات التي خلت لأهمية المواضيع التخصصية والعلمية التي يناقشها والتي يحتاجها الوطن العربي في جميع تفاعلاته الهندسية التي تعد المدماك الاساس لكل القطاعات المركزية. وان كان لهذا الملتقى تكريس النجاح فهو يعود لمستوى التنظيم الراقي الذي تقوم به شركة اكزيكون للمؤتمرات الدولية بالتعاون مع المعهد العربي للتشغيل والصيانة. فضلا عن تخصيصها جائزة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتفعيل الثقافة وتشجيع المبدعين.
وقال رئيس اللجنة المنظمة لأعمال الملتقى رئيس شركة اكزيكون للمؤتمرات الدولية نزار زيتون في حديث لـالمستقبل ان الملتقى سينعقد في فندق الحبتور في لبنان من 6 الى 9 تموز الجاري، وانه يجب الأخذ بالحسبان بأن ملتقى التشغيل والصيانة هو المؤتمر الوحيد المتخصص بهذا القطاع الذي ينظم ليس فقط ضمن الدول العربية إنما ضمن دول حوض البحر المتوسط، ويوجد مؤتمر عالمي آخر ينظم مرة كل سنتين في لندن. من هنا، تكمن أهمية المؤتمر من الناحية العلمية بشكل خاص، حيث إن قطاع التشغيل والصيانة يتداخل ويتقاطع مع جميع القطاعات الهندسية، الصناعية، الإنمائية، الصحية والخدماتية، وعليه كانت المادة العلمية غنية منذ المؤتمر الأول في العام 2002 وكانت أيام المؤتمر أربعة وما زالت لغاية المؤتمر الثامن. أما القيمة المضافة كل عام فتتمثل بشكل أساسي بكمية ونوعية أوراق العمل، حيث يشهد المؤتمرمشاركة كبار الخبراء والمختصين من دول وجهات عالمية، وفي هذا العام على سبيل المثال لدينا 65 ورقة عمل يقدمها 72 متحدثا بينهم 28 متحدثا أجنبيا، إضافة الى 6 ورش عمل تقدم بالتوازي خلال اليوم الأخير. هذا من جهة البرنامج العلمي والمتحدثين، أما من جهة الهيئات الرسمية المتعاونة من الدول العربية والأجنبية، فأصبحت 8 جهات رسمية متعاونة، فإضافة الى وزارات الأشغال في لبنان والأردن ووزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية، نحن على تعاون كبير مع إتحاد نقابات الصيانة في الإتحاد الأوروبي ومع جامعة تورونتو في كندا، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين الجامعة والمعهد العربي للتشغيل والصيانة يمنح بموجبه المعهد شهادة الماجستير صادرة عن جامعة تورونتو للمهندسين من مختلف القطاعات بعد إستكمال برنامج دراسي متفق عليه.
ويشير الى ان قطاع التشغيل والصيانة يتداخل مع جميع القطاعات تقريبا، واليوم أدركت مختلف الحكومات والوزارات المختصة أهمية الصيانة الدورية لجميع المرافق، وأصبحت ترصد مخصصات لا بأس بها في ميزانياتها لهذا القطاع، وعليه أصبح الطلب كبيراً على الشركات التي تؤمن الطلب (الرسمي بشكل أساسي) إن من ناحية الدراسات أو من ناحية التنفيذ، وهذا يشكل فرص عمل لشرائح كبيرة من المجتمع، من الصناعي الى المهندس . ومع تزايد الطلب على الاختصاصيين من هذا المجال أصبح التجاوب مع فكرة المشاركة في أعمال هذا الملتقى تتنامى، طبعا ان استمرارية المشاركات يجب أن تكون مدعومة بشكل أساسي بالمادة العلمية المتطورة التي تقدم للمشاركين، وهذا ما يؤمنه الملتقى بكل فعالية، بناء عليه نجد أن النسبة الكبيرة من المشاركين منذ الملتقى الأول يشاركون كل عام. أما تزايد نسبة المشاركات الخليجية عن باقي الدول، فتعود بالأساس إلى سعي الوزارات والهيئات الرسمية المعنية الى تدريب كوادرها وتحديت معطياتهم، وعليه نجد عدداً كبير من المشاركين خبراء واختصاصيين من قبل هذه الوزارات والهيئات.
اضاف: من جهة أخرى، فإن أحد الأهداف الرئيسية للمعهد العربي للتشغيل والصيانة والتي أسس من أجلها هو نشر الوعي حول أهمية التشغيل والصيانة في الحياة اليومية لكل فرد في المجتمع، وكان الملتقى إحدى الوسائل الرئيسية المعتمدة للمساهمة في هذا النشر. وعليه، حرصنا على تنظيم ورش عمل متخصصة ليوم كامل من ضمن البرنامج العلمي للملتقى، وهذا العام لدينا ست ورش عمل متوازية، ويتم منح المشاركين الفعليين في كل منها شهادة حضور موقعة من قبل المعهد العربي والأستاذ المحاضر مستقلة عن شهادة حضور أعمال الملتقى، وهذه الشهادة تعتبر قيمة مضافة الى السيرة الذاتية للمشارك.
وعن جائزة الحريري قال إن جائزة الحريري العربية للتشغيل والصيانة هي إحدى الوسائل التي اعتمدها المعهد العربي لتفعيل ونشر ثقافة التشغيل والصيانة عند المعنيين، وكانت مقررا إطلاقها للمرة الأولى في العام 2005، وجاء للأسف استشهاد الرئيس الحريري لكي نعلن عن تقديمها بإسمه (بعد أخذ موافقة العائلة الكريمة) عربون وفاء وتقدير لهذا الرجل العظيم الذي كان أول من دعم أعمال الملتقى وشجع على تنظيمه. أما مصادر تمويل الجائزة، وخاصة وإن إحدى فئاتها تمنح مبلغا ماليا للفائزين بها، فإنها من المردود المادي للملتقى ومن الرعاية، وهنالك لجنة علمية متخصصة إضافة الى أعضاء مجلس إدارة المعهد تعمل على دراسة وتقييم الملفات التي ترسل للمشاركة بالجائزة من مختلف الفئات، وتحكم على هذه المشاريع وفق معايير عالمية موضوعة لكل فرع من فروع الجائزة. أما المشاركة في الجائزة، فيتم عبر تقديم ملفات وفق مواصفات معينة مشروحة بشكل كامل على الموقع الالكتروني للمعهد. وأود الإشارة هنا، بأنه في هذا العام تم تقديم 64 ملفا كاملا من عدة دول عربية، وهذا العدد يتزايد في كل عام.
وقال الأزمة المالية فرضت نفسها على جميع القطاعات، وهذه واقعة مؤكدة. ولكن اختصاصنا في المؤتمرات العلمية جنبنا أكثر من غيرنا التأثر المباشر بهذه الأزمة، حيث المشاركون في مؤتمراتنا في غالبيتهم من الخبراء والمعنيين بشكل مباشر بموضوع المؤتمر، ويشاركون للكسب والتواصل العلمي، هذا إضافة الى كون مؤتمراتنا تغطي أنواعاً وقطاعات علمية واقتصادية عديدة منها ما لم تطله الأزمة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.