8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

10120 وحدة سكنية في "أليسار" محرومة من الخدمات

أزمة السكن والوضع السكاني في منطقة اليسار من المعضلات الرئيسة التي يواجهها المشروع المركزي للمنطقة، ومعالجتها تعني حل نصف المعضلة ان لم نقل كلها، ولا سيما ان البلديات، والفاعليات والجمعيات، وحتى الأحزاب المعنية، تطالب بإيجاد الحل العادل للسكان من خلال بناء مجمعات سكنية لهم، او اعطاء البدائل التي تحفظ لهم كرامتهم، فضلاً عن ان سلطة الوصاية ترى هذا الأمر من الأولويات، وانه المدخل الرئيس لمعالجة الأزمة الاجتماعية والمعيشية التي تطال هذه المنطقة.
والتجمعات السكنية التي تتركز في نطاق عمل اليسار تتوزع على ستة مواقع أساسية هي: المرامل، الأوزاعي، الرمل العالي، حرش القتيل، صبرا وحي الزهراء. يبلغ مجمل عدد الوحدات السكنية 10120 مسكناً، معظم من يقطنها هم من ذوي الدخل المتدني والمحدود وضمن مناطق التعديات على املاك الغير، وتبلغ المساحة الاجمالية لهذه المجمعات نحو 502000 متر مربع.
وتتوزع الوحدات السكنية على النحو الآتي: المرامل 2415 وحدة ـ الرمل العالي 860 ـ صبرا وشاتيلا 2320 ـ حرش القتيل 3200 ـ الأوزاعي 925 ـ حي الزهراء 400 وحدة.
ويتضح مما تقدم مدى أهمية عملية تنظيم السكن لشاغلي المنطقة، اذ سيساهم هذا التنظيم في صنع وتشكيل مستقبل السكان والمكان الذي يعيشون عليه. ولن يتأمن هذا المستقبل ولا يمكن ضمان نجاحه ونجاح العملية التنموية معه، الا من خلال مشروع يستند الى معايير فنية تتفق مع الواقع والطموح.
ويشير تقرير اعدته اللجنة المختصة في أليسار الى أن البيئة الصحية والاجتماعية والخدمات قد وصلت الى مرحلة متدنية جداً، وباتت تؤثر في الأوضاع الصحية والمعيشية للقاطنين فيها. ويؤكد التقرير ان تنظيم الخدمات، والبنى التحتية من الأمور الملحة خصوصاً خدمات المجاري وتصريف مياه الأمطار، وضغط حركة المرور الضخمة.
ويمكن القول ان سكان المنطقة يعيشون في حالة فقر وحرمان شديدين نتيجة ضغط النمو السريع غير المنظم من جهة، وتجاهل المنطقة لفترات طويلة دون برنامج تنموي أو تخطيط عمراني من جهة أخرى.
ويلفت التقرير الى ان ازمة السكن هي المسألة الأهم، والتي تحتل حيزاً كبيراً من المناقشات في الأوساط الرسمية والشعبية، وايجاد الحلول لهذه الأزمة سيؤمن الاستقرار لكل أسرة، اضافة الى التأثيرات الايجابية على الانماء الحقيقي والتوازن الاقتصادي والاجتماعي لهذه الشرائح الاجتماعية، التي كانت ولا تزال جزءاً من حزام البؤس، الذي تكوّن حول العاصمة بيروت نتيجة الهجرة الداخلية طلباً للقمة العيش، او تحت تأثير موجات النزوح التي سببتها الاعتداءات الاسرائيلية على قرى الجنوب.
وقد حددت أليسار الحاجات السكنية للمنطقة، من خلال الدراسات التي أعدتها والتصميم التوجيهي العام للمنطقة. وتتمثل هذه الحاجات في نقص الوحدات السكنية التي تلبي حاجة ذوي الدخل المتدني والمحدود، ومعالجة تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في المساكن القديمة والمرتجلة، وازالة المشاركة في السكن.
ان التجاوزات القانونية في أكثر من مجال، تستوجب الاسراع في المعالجة بإعادة ترتيب المنطقة على أسس تحافظ على البيئة المستدامة وعلى حقوق المالكين والمستثمرين، واعادة ما للدولة من حقوق ليتسنى لها اقامة المشاريع العامة التي يستفيد منها ابناء هذا الوطن الواحد وفي مقدمهم سكان المنطقة.
ويشير التقرير الى ان نظرة اليسار الى التخطيط لم تعد مجرد إحداث شوارع وتقسيم الأراضي الى قطع متجانسة، بل اصبحت نظرتها تهدف الى تنسيق استعمالات الأراضي من خلال التطور الحضاري، ومن ثم ترتيب نوعية المباني لمختلف الغايات، وتوجيه تطور العمران لمصلحة الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للانسان، وهذا التخطيط يشمل ايضاً اماكن العمل، والتنزه والترفيه، ووسائل النقل والخدمات التعليمية والصحية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00