8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الأمين العام لمنظمة السياحة العربية: السياحة الخضراء رهان المستقبل في لبنان

أكد الأمين العام لتجمع القطاع الخاص العربي الأمين العام لمنظمة السياحة العربية وديع يوسف كنعان أن لبنان حقق إنجازات مهمة على صعيد السياحة البيئية، ولكنه لا يزال بحاجة الى مزيد من الجهود لتطوير هذا القطاع.
ونوه بإنشاء المحميات والمشاريع البيئية الأخرى وفي مقدمتها المشروع اللبناني ـ السوري المشترك لإدارة الساحل بين جبيل واللاذقية. واعتبر أن الوعي البيئي بات يعم مختلف شرائح المجتمع. ولفت الى أهمية سياحة السير على الاقدام في اكتشاف الوطن والمواطنين على السواء ورأى أن الدول العربية بدأت تعي أهمية السياحة البيئية وهي تعول كثيراً على سياحة الصحراء.
***
نلاحظ أن لبنان بقطاعيه العام والخاص، يركز في هذه المرحلة على السياحة البيئية. فما هو مفهوم هذه السياحة؟ وهل يتمتع لبنان بمقومات هذا النوع من السياحة؟
ـ السياحة البيئية تعني السفر في الطبيعة والاستمتاع بكل ما تختزنه من جمالات برية وبحرية وجوية، مع الحرص الشديد على عدم إلحاق الأذى والتشوه بهذه الجمالات من آثار وتراث وحيوانات وطيور وينابيع وأنهار وبحيرات ووديان ومنبسطات خضراء وصخور ورمال الى غير ذلك مما وهبه الله لنا. أما بالنسبة الى ما يختزنه لبنان من هذه الجمالات فهي الأكثر جذباً في المنطقة، وقد وعى لبنان أهمية التعرف اليها، ولو سبقه في ذلك الكثير من الدول في السنوات العشرين الماضية. حيث برز اهتمام عالمي واسع النطاق بالبيئة توج بحملة عالمية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة أعلنت خلالها عام 2002 عاماً للسياحة البيئية بهدف تنشيط وتطوير فكرة تحويل السياحة الى قطاع يحافظ على البيئة ويساندها بعكس المفهوم الذي ساد طويلاً والذي كان يعتبر السياحة على عداء مع البيئة.
هل بدأ لبنان يتبنى مشاريع بيئية تحرك هذا النوع من "السياحة الخضراء"، إذا جاز التعبير؟
ـ إذا كان لبنان لا يزال بحاجة الى المزيد من الجهود للحفاظ على بيئته من الملوثات والمشوهات والمعوقات، فانه حقق خطوات مهمة في هذا المجال. ونشير هنا الى مجموعة من المحميات التي أنشأها في مختلف المحافظات، كما نشير الى مشروع على قسط كبير من الأهمية ونعني به المشروع اللبناني السوري المشترك لإدارة الساحل بين جبيل واللاذقية والذي كان يفترض الانتهاء منه آخر هذه السنة. وقد نظمت وزارة البيئة بإشراف الوزير فارس بويز وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسفير الاتحاد الأوروبي في لبنان باتريك رينو (باعتبار أن الاتحاد هو الذي يمول هذا المشروع) رحلة سياحية الى أبرز منطقتين أثريتين في الجزء اللبناني من المشروع وهما انفه والبترون، حيث اطلع المشاركون في رحلة من ديبلوماسيين وكبار موظفين وإعلاميين على ما تحقق في إطار هذا المشروع إن لجهة المسح الزلزالي، والمسح النباتي، والمسح المائي، وإنشاء المطامر، ومعامل معالجة المياه المبتذلة. كما يهمنا أن نلفت الى مشروع سياحي بيئي نموذجي سيشهده سهل الدامور وشاطئها قريباً وهو يندرج تحت مظلة معاهدة برشلونة.
أي دور يلعبه القطاع الخاص في تشجيع السياحة البيئية؟
ـ لقد بات القطاع الخاص موجوداً بقوة في هذه القضية من خلال إنشاء الجمعيات والاتحادات، وإصدار المطبوعات وتنظيم المناسبات البيئية كالمهرجان الذي أقامه راعي أبرشية أنطلياس المطران يوسف بشاره لمناسبة اليوم العالمي للبيئة، والذي اعتبر خلاله السياحة البيئية "قطاعاً سياحياً وثقافياً وتراثياً يحتل باب الصدارة". كما أعلن النائب أكرم شهيب في مناسبة مماثلة عن ولادة "حزب الخضر"، وخصوصاً ان لبنان عرف بخضرته في هذه المنطقة السمراء الترابية. ويتعاون القطاع الخاص اللبناني تعاوناً واسعاً مع المنظمات والجمعيات البيئية العالمية. ومن المهم أن نلفت هنا الى الصرخة التي أطلقها سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان باتريك رينو خلال رحلة البترون وأنفه، إذ قال "ماذا سنترك لأولادنا وأحفادنا بعدنا؟" أنترك لهم المياه الملوثة والهواء الفاسد والتربة العفنة؟" ودعا الى "احترام القوانين الموجودة وكفانا اتخاذ موقف المستهلك الأحمق الذي يفكر أن من بعده الطوفان". كما دعا رماة الزجاجات الفارغة على الشاطئ الى الإحجام عن ذلك لأنها قد تعرض الابناء لجروح في يوم العطلة التالي.
من هم الذين يقومون بالسياحة البيئية؟
ـ لا توجد حالياً مبادرة عالمية لجمع البيانات الإحصائية الخاصة بالسياحة البيئية، لكن المتوافر من هذه الاحصاءات يشير الى أن الذين يقومون بالسياحة البيئية تراوح أعمارهم غالباً بين 35 و45 عاماً، باعتبار أنهم رافقوا الصحوة البيئية وهم ينقسمون بالتساوي بين الذكور والإناث بالرغم من وجود اختلافات في النشاطات. ودلت الإحصاءات أيضاً الى أن 82 في المئة من السياح البيئيين هم من طلاب الجامعات مع تزايد حصة الأقل تعلماً، مما يدل على مدى انتشار الوعي البيئي بين مختلف الفئات والشرائح. واعتبرت الاحصاءات أن 50 في المئة من السياح البيئيين يفضلون الرحلات بين 8 و14 يوماً، وأن المحترفين منهم يبدون استعداداً أكبر للإنفاق، وأن 26 في المئة منهم مستعدون لإنفاق ألف دولار الى 1500 دولار في كل رحلة.
كيف تنظر الى السياحة الداخلية الآخذة في الازدياد؟
ـ من الضروري جداً تشجيع هذه السياحة لعدة أسباب أولها تعريف اللبنانيين الى لبنان بأكمله والى تراثه وآثاره وبيئته بعدما حجبت الحرب عن الجيل الجديد أجزاء كبيرة من الوطن.
بوصفك الأمين العام لتجمع القطاع الخاص السياحي العربي، هل تعتبر أن الدول العربية وعت أهمية السياحة البيئية في برامجها؟
ـ من شواطئ الغرب الى شواطئ الخليج، يمتلك العرب كنوزاً سياحية متميزة تحتضنها الصحراء، التي تعتبر من أكثر صحارى العالم إثارة للسياح من مختلف أنحاء العالم، بدليل تزايد عدد السياح "الصحراويين" إذا جاز التعبير، بدافع المغامرة والاستكشاف، وتزايد عدد الشركات المتخصصة في تنظيم الرحلات الصحراوية. ونشير على سبيل المثال، الى المخيمات الصحراوية الدائمة في دولة الإمارات التي بلغ عددها 22 مخيماً العام الماضي، وزارها نحو 470 ألف سائح بمعدل 1288 سائح يومياً، كما نشير الى منتجع "مبرزة الخضراء" في الإمارات الذي كان في ما مضى أرضاً مهجورة ومجهولة، وهو اليوم مقصد آلاف السياح من مختلف أنحاء الإمارات ومن الدول المجاورة.
ولا يقل الأردن عن الإمارات اهتماماً بالسياحة البيئية. فهو أنشأ محمية "ضانا" الطبيعية، وأقام مخيمات سياحية دائمة في وادي فينان ووادي عربة، وتعتبر السياحة عبر "وادي الموجب" من أجمل المغامرات حيث الطيور على أنواعها بما فيها الكواسر، وحيث الحيوانات على أنواعها بما فيها المفترسة.
وفي مصر تشهد المدن داخل سيناء موجة من السياح الداخليين والخارجيين الذين يبدون اهتماماً بتجارة المشغولات اليدوية. وكان وزير السياحة المصري الدكتور ممدوح البلتاجي قد أعلن منطقة مرسى علم ـ رأس بناس في جنوب البحر الأحمر منطقة للسياحة البيئية وذلك في إطار الخطة المتكاملة التي وضعتها الهيئة العامة للتنمية السياحية لتنمية السياحة البيئية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00