في مشهد غير مسبوق، اجتمعت كل قوى الانتاج في البلد، عمال وأصحاب عمل، واطباء ومحامين ومهندسين ومواطنين من مختلف المهن والاعمال، ليقولوا كلمة واحدة: أوقفوا خلافاتكم.. انتخبوا رئيساً.. انقذوا الجمهورية.
أكثر من ألف شخص اجتمعوا أمس في مجمع البيال ليطلقوا صرخة موحدة في وجه القوى السياسية التي تعطل الاستحقاقات والمؤسسات الدستورية وتسد شرايين الدولة، وتضرب اقتصاده وتهجر شبابه، وتقضي على كل أمل بنهوض لبنان.
المشهد الذي رسمه المشاركون في لقاء البيال، كان شديد السواد حول اوضاع البلد على مختلف المستويات، وتحذيراتهم جاءت شديدة اللهجة، لكن في المقابل، كما كل مرة، فان الجميع اكد قدرة لبنان على النهوض من جديد بهمة رجالاته وابنائه، شرط توفير الاستقرار المستدام.
ورغم تشكيك البعض بعدم جدوى تحرك أمس، على قاعدة لا حياة لمن تنادي، لكن هذا اللقاء الحاشد والجامع والاستثنائي بكل ابعاده لا بد لصوته ان يسمع.
في الميدانيات، فقد بدأ المدعوون بالوصول الى البيال منذ العاشرة صباحاً، ولم تلبث أن امتلأت القاعة قبل نصف ساعة من الموعد المحدد للبدء بالكلمات، وبعدما أخذ أركان التحرك، أي قيادات الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وهيئات المجتمع المدني، صورة تذكارية، بدأ الاحتفال الرسمي.
لكن اللافت، هو الاجماع بين كل الشخصيات التي ألقت كلمات في اللقاء، حول رفض الواقع السياسي الحاصل، وتحميل أهل السياسة مسؤولية ما آلت اليه أوضاع البلد من تردٍ على المستويات كافة. كما كان الصوت واحداً بضرورة الإسراع بانتخاب رئيس الجمهورية، وإعادة الحياة للمؤسسات الدستورية، وتسيير أمور البلاد والعباد.
وحذّر كل المشاركين من التراجع الكبير الذي يصيب كل مفاصل الحياة في لبنان والتي تنذر بضياع البلد، في ظل العواصف الاقليمية الهوجاء التي تضرب الدول من حولنا من كل حدب وصوب.
القوى المجتمعة في البيال أطلقت: نداء 25 حزيران... لقرار ضد الانتحار، أعلنت فيه رفضها الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام للتلاشي والموت البطيء. وقالت: لانها المؤتمنة على لقمة العيش وعلى مفاصل الاقتصاد والنموّ فهي تعاهد الجميع على مقاومة سلوك النحر والانتحار والانتظار وتدعو اللبنانيين إلى مؤازرتها في الضغط لإعادة إحياء المؤسسات وفي مُقدِّمِها رئاسة الجمهورية وبالتالي دورة الحياة الطبيعية.
ووجّهت قوى الإنتاج دعوة إلى اللبنانيين للتوقيع على نداء 25 حزيران عبر الموقع الإلكتروني June25.org.
فاضل
بداية تحدث النائب روبير فاضل، فقال: للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث، ،جتمع اليوم كل شركاء المجتمع المنتج، برغم تنوّعنا السياسي والقطاعي وحتى المادي والطائفي، لنطلق صرخة في وجه الطبقة السياسية وهي: اوقفوا الانتحار الجماعي!. اضاف: إن خلافاتنا وارتباطاتنا وأنانياتنا أوصلت البلد إلى حال انتحار جماعي. عندما تمتنع حكومات عن إصلاح قطاع الكهرباء الذي كلّف المواطن والاجيال الجديدة أكثر من مليار دولار من دون محاسبة، وعندما يقدر مسؤول في قطاع الاتصالات أن يؤخّر على مدى عقد، تطور الانترنت ويضرب بالتالي أهم قطاع في الاقتصاد المعاصر من دون إمكان تغييره. وعندما تتردّد الدولة عن اعتماد مليون دولار لمساعدة وتعليم وتأهيل ألف لبناني يعيشون بأقل من دولارين في اليوم الواحد، من دون أن توقف الهدر بالمليارات، وعندما لا يشرّع النائب ولا يراقب الحكومة ويختصر دوره في الواجبات والخدمات التي جزء منها مخالفة القانون، من دون أن يدري أنه تحوّل من مشرّع إلى مخرِّب، وعندما تعِد الدولة وتتراجع مرات عدة، بزيادة الرتب والرواتب ولا تتردّد في افتعال مشكلة بين الموظفين وأصحاب العمل لتغطية جريمة ارتكبتها وهي التوظيف العشوائي، وعندما تتأخر الدولة في تنفيذ مشاريع حيوية مثل تنظيف الليطاني الذي نأكل من مُنتجاته، أو منع تلوّث الهواء من معامل الكهرباء المهترئة أو معالجة أزمة السير، عندما يتهرّب الزعماء من المحاسبة على سوء إدارتهم للمرافق العامة بخطابات رنانة وفئوية ومذهبية ولو حوّلوا لبنان إلى مجتمع قبائلي، أو باختصار عندما يكون الصراع على السلطة وأموالها أهم من كل المشاريع الانمائية والمعيشية إلى حدّ الاستهتار بمعاناة الناس، في هذا الوضع، أثبتت الدولة والطبقة السياسية أنها ساقطة بكل معايير الأخلاق والإخلاص والمصلحة العامة.
ولفت الى ان خلافاتنا وحصصنا ومَحاوِرنا أهم من الاهتمام بـ، مليون لاجئ أو بـ مليار دولار دين، أو مئات الآلاف مَن هم على طريق الهجرة حتى أصبحنا نسأل: مَن سيبقى في لبنان غير السياسيين، ملوك على وطن أشباح أفرغوه من طاقاته وطموحاته وقيَمه.
ونبه الى ان لبنان لن يبقى إذا لم نغيّر ثوابت من أدائنا السياسي والمالي، كما أن لبنان لا يعيش إذا بقي المجتمع يراعي أهل السياسة حتى على حسابه وحساب أولاده. لا نريد تغيير القيادات ولا أن ننتقل من حزب إلى آخر، بل نريد أن نحاسب فعلاً قياداتنا ونطالبها بتغيير أدائها وأولوياتها.
القصار
بعد تلاوة نداء 25 حزيران، القى رئيس الهيئات الاقتصاديّة اللبنانيّة عدنان القصّار كلمة قال فيها: مرّة جديدة نرى أنفسنا مضطرّين إلى رفع الصوت وإعلاء الكلمة، من أجل التحذير من الوضع السلبي الذي يمرّ به الاقتصاد منذ سنوات، من دون أن نجد إلى الآن أي آذان صاغية، خصوصاً في ظل الظروف التي يمرّ بها وطننا الحبيب، والأوضاع الملتهبة في البلدان المحيطة بنا وغيرها في الوطن العربي. أضاف: إنّ الصرخة التي نطلقها اليوم تتخذ بعداً وطنيّاً جامعاً هذه المرّة، خصوصاً في ظل المشاركة الفاعلة لكل من الهيئات الاقتصاديّة، والاتحاد العمّالي العام، اتحاد نقابات المهن الحرة، وممثلي المجتمع المدني. وهذا إن دلّ على شيء، فإنّما يدلّ على أن جميع اللبنانيين موحّدين في وجه الأخطار التي تتهدّد وطنهم، وفي مقدّمها مواجهة خطر التدهور الاقتصادي وتراجع النشاط التجاري والسياحي، وارتفاع معدّل البطالة، في ظل استمرار ارتفاع معدّل الدين العام، مؤكداً ان المطلوب اليوم هو تفعيل عمل المؤسسات الدستوريّة، وذلك يبدأ أولاً بالنزول إلى المجلس النيابي، وانتخاب رئيس للجمهورية بأقرب فرصة ممكنة. ومن ثمّ يستكمل بفتح مجلس النوّاب أمام العمل التشريعي، حيث للأسف خسر لبنان نتيجة غياب التشريع تمويلاً خارجيّاً في غاية الأهميّة. وبالطبع، من المهم جداً عودة التئام مجلس الوزراء بعد عدّة أسابيع من التوقّف بسبب الخلافات السياسية، التي مهما كانت مهمة للبعض، لكنها بالتأكيد أقل أهمية من الوطن ومن مصالح المواطنين.
شقير
والقى رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان، محمد شقير، كلمة قال فيها: القصر الجمهوري مقفل، والدولة بلا رأس منذ 13 شهراً، من دون أن يلوح في الأفق أي بارقة أمل لإنجاز هذا الاستحقاق المصيري، وهذا ما يجعل الخوف يدب في القلوب من وجود مخطط لالغاء الرئاسة من قاموسنا وبالتالي قتل الجمهورية. مجلس النواب مشلول، وانتاجيته معدومة، وحتى الكثير من القوانين المطلوبة لتسيير امور الدولة، لا تقر ويدار الظهر لها. أما الحكومة، فهي أيضاً تسير على الدرب نفسه، فالخلافات على أشدها بين أهل الحكم، وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من المواقع الحساسة لا سيما الأمنية منها، ما يطرح امكانية ضرب الاستقرار الامني الذي تغنينا به خلال الفترة الماضية. ومنقول الله يسترنا. واضاف: كل هذا يحدث، ونحن لسنا في ظروف طبيعية، انما في مرحلة يمكن وصفها بالمصيرية على لبنان والمنطقة برمتها. لذلك، قوى الانتاج تداعت لتلتقي في أصعب وأخطر الظروف على الاطلاق، تحت شعار: لقرار ضد الانتحار، اردناه هكذا، لأن كل ما يحصل هو انتحار بفعل ارادي. وإلا لماذا هذا السكوت عن كل ما يجري؟ هل هو بسيط وعادي؟ أو انه من الوزن الثقيل؟.
واذ لفت شقير الى التراجعات الكبيرة التي تضرب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، اكد ان الاقتصاد الوطني يترنح، والقطاعات تصرخ، وآلاف المؤسسات تقفل، فيما آلاف أخرى تصارع من أجل البقاء، كما ان مالية الدولة بخطر، مع دين عام بلغ 71 مليار دولار، وانعدام النمو، وتفاقم عجز الموازنة. وفوق هذا وذاك، تأتي أزمة النزوح السوري، لتزيد الطين بلة، وتفاقم اوضاع البلد بكل مفاصلها، نعم انها أزمة ولدت كبيرة ولا تزال تكبر يومياً.
وقال: حالة البلد طارئة، مؤسساتياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وخدماتياً وبيئياً، وهي تتطلّب إدخاله فوراً الى العناية الفائقة لإنقاذه من موت محتوم.
صالح
والقى رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، كلمة اشاد فيها بهذه المبادرة الوطنية، والتي نرى فيها صرخة وطنية صادقة تعبّر عن الإحساس الحقيقي لكل اللبنانيين حول الخطر الذي بات يهدّد لبنان ومصيره ومستقبله ومستقبل أبنائه ويقضي على كلّ مقوّمات الحياة فيه من خلال التدهوّر الاقتصادي الذي بدأ يصيب كلّ القطاعات المنتجة في لبنان من دون استثناء. وذلك جرّاء الإمعان في سياسة التعطيل للمؤسسات الدستورية والتشريعية، والاستمرار في حالة الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، معلناً تأييدنا وتضامننا مع أهداف هذا اللقاء طالما هو لقاء يهدف الى تحقيق الوحدة الوطنية ويتجاوز أي انقسام سياسي أو طائفي ويسعى لإنقاذ الوطن من المخاطر التي تحدق به على مختلف المستويات.
وطالب الجميع بـممارسة العمل السياسي من داخل المؤسسات الدستورية وليس الإمعان في تعطيل هذه المؤسسات، وبالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية بأقصى سرعة ممكنة، لأن الاستمرار بالواقع السياسي والاقتصادي القائم هو جريمة ترتكب بحق لبنان واللبنانيين.
البستاني
وألقى نقيب الأطباء أنطوان البستاني كلمة سأل فيها: تتكلمّون عن الفراغ وأيّ فراغ تعنون؟ أهو فراغ الكرسي أو فراغ الرؤية أو فراغ روح المسؤولية والواجب؟ دولة مقطوعة الرأس ومقطوعة الأوصال ونحن غير معنيين بها. لا يا سادة.
وأكد البستاني: مجتمعون اليوم لنصرخ بصوت عال وموحد: نريد رئيساً للجمهورية ورأساً لها اليوم قبل الغد، يجمع الأوصال ويرمم المؤسسات، رأس سوي، سليم، ثاقب الرؤية صلب الإرادة، نظيف الكف والأخلاق نختاره نحن ولا يفرض علينا هبوطاً في مظلة كما كاد العرف أن يقضي.
غصن
وألقى رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن كلمة قال فيها: منذ أكثر من عام ولبنان دون رئيس للجمهورية والمجلس النيابي في شبه عطلة يلتقي دون أن يجتمع ليشرّع وحكومة متعدّدة الرؤوس تدير الدولة بالتراضي وفي ظل هذا التعطيل المتمادي يتمّ خرق الدستور والانكفاء عن التشريع حتى ما هو عاجل وملحّ فتتعطّل مصالح المواطنين وتضيع حقوق الموظفين فضلاً عن غياب هيئات الرقابة فيما الفساد مستشرٍ في الإدارة ينهش اللبنانيين. وأكد ان نداءنا اليوم يتطلّب وقفة شعبية - وطنية جامعة للمطالبة باستعادة الحياة السياسية بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية رمز البلاد وضمان وحدتها ومعاودة اجتماعات المجلس النيابي للتشريع وإصدار القوانين ووقف تعطيل عمل الحكومة ورفع الصوت عالياً لدعم القطاعات الإنتاجية لخلق فرص عمل وبناء الثروة الوطنية وتحقيق العدالة الضريبية التي هي المدخل الأساس للعدالة الاجتماعية، وليكن لقاؤنا اليوم تعبيراً عن الوحدة الوطنية الجامعة لوطن عزيز، سيّد، حرّ، مزدهر يحافظ على مصالح جميع اللبنانيين بما يؤمّن مصلحة الوطن ودرء المخاطر الداهمة عنه.
جريج
وألقى نقيب المحامين جورج جريج كلمة قال فيها: المجتمع المنتج، التسمية تفضح كل ما هو معطل في الدولة، أو معتكف، أو مشلول، أو مغيّب. نحن هنا جماعة إنتاج، وهناك مجموعة استهلاك. نحن هنا مجتمع عمل، وهناك مجتمع مخملي اعتاد ملاعق الذهب. نحن هنا نتفق بالشراكة المتكافئة والمتوازنة، نضع خبراتنا وقدراتنا بتصرف الدولة. اضاف: دولتنا تحسن الضيافة وتكرم الوافد، لكنها دولة قاصرة في الحماية، حماية الأمن السياسي، وحماية الامن الاجتماعي. فالعمالة الأجنبية تنتشر كالفطر وخارج سقف القانون. قاصرة في حماية الاقتصاد اللبناني، فكان غزو غريب في كل القطاعات، وكان تراجع رهيب في الزراعة والصناعة والسياحة بنسب تتراوح بين 37 و44 بالمئة. فقط مرفق وحيد أصابه الارتفاع، هو مرفق الفقر والعوز والبطالة.
وأكد جريج أن الانسان ليس رقماً في لائحة انتخابية أو وظيفية، ليس للذكرى كل أربع سنوات، ليس للحشد والتصفيق في زمن الانتخابات، ولأكياس الرمل وقت المواجهات، بل هو ثقافة ذاتية، وقدرات ذاتية، واكتفاء ذاتي.
أرسلان
أما رئيسة طاولة حوار المجتمع المدني حياة أرسلان، فقالت: حراك اليوم هو إعلان أن مكونات الشعب اللبناني بكل أطيافه تؤسس منظومة المصلحة الوطنية. وباستطاعتنا القول أصبح للمصلحة الوطنية طريقاً نسلكها معاً بالتنسيق والتشاور والتكامل. وأضافت هنا نحن كمجتمع مدني ندعو النواب لاعتماد نموذج روبير فاضل بحمل راية المصالحة مع الوطن، بمباشرة الإنقاذ وذلك بانتخاب رئيس للجمهورية واستتباع الانتخاب بإقرار قانون انتخابات عصري عادل يعتمد النسبية. ورأت ان انتظام المؤسسات هو حجر الأساس فلنضعه معاً لأن الشغور الرئاسي تعطيل المؤسسات.
باسيل
وألقى رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل كلمة قال فيها: نحن أم الصبي، لسنا مسترزقين ولا طفيليّين، وواجبنا بل حقّنا أن نُعلي الصوت، وأن نطلق صرخةً مدوّية، تُضاف الى صرخات العديد من المقامات الروحية والجمعيات المهنية والهيئات النقابية والاقتصادية والإعلامية، لرفض استمرار التسيّب الحاصل في البلاد، والرضوخ للفراغ االمفروض على سدّة الرئاسة الأولى، ولاقتصار الأداء الحكومي على ما دون الحدّ الأدنى السليم والمقبول، وللكفّ عن التعاطي مع عجز القوى السياسية اللبنانية كأنه لعنة لا تُردّ أو قدَرٌ مشؤوم ومحتوم، مؤكداً انه علينا أن نتطلّع الى مصلحة لبنان العليا، متجاوزين كلَّ الاعتبارات الفئوية الضيِّقة، الحزبية والطائفية والمذهبية، التي كانت ولا تزال تشكِّل، مع الأسف، أبرز العقبات أمام تقدم لبنان وازدهاره ورسوخ سلمه الأهلي ورفاهية شعبه.
وبعدما تحدث باسيل عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والانمائية قال: من هنا نتطلَّع بأمل الى تحرّك المجتمع المنتج بمختلف فعاليّاته، من أجل إيقاظ القوى السياسية من سُباتها العميق، وإعادة تفعيل عمل السلطات الدستورية كافةً، وفي مقدّمها قيام مجلس النواب بواجب انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
شهاب
وألقى رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين خالد شهاب كلمة قال فيها: يعيش لبنان اليوم مرحلة صعبة على الصعد كافة، فهو أمام مفترق خطير، لا يتجاوزه الا بتضافر أبنائه والتفافهم حوله، وتحسسهم بالمسؤولية الوطنية. وطننا منذ أكثر من عام بلا رئيس للجمهورية، والكل يعرف مدى انعكاس ذلك السلبي على حياتنا السياسية والدستورية، ويؤثر على علاقتنا بالمجتمع الدولي وفقدان الثقة ببلدنا، فيما المسؤولون يفتشون عن جنس الملائكة، متناسين أننا في عين العاصفة وأننا وسط لهيب المنطقة، فاذا لم نحتمي منه ونتحسّب له، فإنه سيلتهمنا لأننا لسنا بمنأى عن الخطر.
وأكد ان واقع البلد الصعب يتناقض مع قدرة الاقتصاد اللبناني الذي يملك طاقات بشرية ومالية عالية تخوّله القيام بنهضة اقتصادية كبيرة، ينتج عنها تفعيل القطاعات الاقتصادية بمختلف اتجاهاتها، وخصوصاً قطاعات الانتاج، داعياً إلى المبادرة في تشكيل لجان طوارئ للعمل على كل المستويات، وفي كل المجالات والاختصاصات، تكون نواتها من أعضاء نقابات المهن الحرة والغرف الاقتصادية والتجارية والجمعيات الأهلية المتخصصة في المجتمع المدني للبدء بالعمل على وضع دراسات واقتراحات لكل المعضلات، تنبثق عنها توصيات عامة، ولجان متابعة تعمل على فتح كل الأفق التي تساعد على الخروج من هذه الأزمات.
الجميل
وتحدّث رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل، فقال: الواقع اليوم مرير، والازمات تصيب كل نواحي الحياة من دون استثناء، فعلاً اننا في مأزق وجودي. لقد تراجعت صادراتنا على مدى السنوات الاخيرة ولم نسلّط الضوء إلّا على قدراتنا، وأكدنا ان عدم انهيارها في ظل ما يحدث من اضطرابات في المنطقة هو دليل على قدرات الصناعيين. هل يريد منا المسؤولون ان نوهم الناس ان الامور بألف خير؟ كلا الامور ليست بخير، فانخفاض صادراتنا وتراجع اعمالنا، هو ضياع للفرص وتبديد للقدرات، هذه الحقيقة من دون مواربة.
ولفت الجميل الى ان ما شهدناه أخيراً، في إطار معالجة تكاليف تصدير القطاعات الزراعية والصناعية بعد إقفال معبر نصيب لهو خير برهان على أن مشكلاتنا ليست فقط من الخارج، انما نتيجة اختلاف أهل السياسة في الداخل على اتخاذ التدابير اللازمة. وحمل الطبقة السياسية مسؤولية اخراج البلد من عنق الزجاج.
شماس
وألقى رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شمـّاس كلمة قال فيها: لطالما سعَت الطبقة السياسية في لبنان، ونجحت في شـّرذمة وتقسيم اللبنانيين تحت عناوين متعدّدة مثل 8 و14، مسلم ومسيحي، سنـّي وشيعي، صاحب عمل وعامل. واضاف: أما اليوم فتمكّنـّا بهذه المشهدية الرائعة في استحداث حالة عابرة للاصطفافات، أكانت سياسية أم طائفية أم مذهبية أم اقتصادية أم اجّتماعية، معتبراً أن شهر رمضان الكريم، الشّهر الفضيل، يوحي لي: بالتأمّل والتنزّه والترفـّع ومراجعة الذات. وبعد هذه المصالحة مع الذات، يُصبح من الممكن الانفتاح على الآخر، كائِناً من كان، عمودياً أو أفقياً. وبعد تصفية الحسابات مع الذات ومع الآخرين، يمكن وضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة.
وأشار شماس الى أن القطاع التجاري مثلاً يفقد بشكل منتظم وبوتيرة متسارعة قواه الحيّة. والدليل على ذلك أن خلال الفتـّرة الممتدّة من آذار 2014 إلى آذار 2015، أقفل 14 في المئة من المحال التجارية في وسط العاصمة أبوابها، وهذه كارثة موصوفة. ولن يستقيم الوضع قبل أن تُكتب الغلبة للمجتمع المنتج على القِوى المعطـّلة والمُعرقلة.
حسونة
وألقى نقيب الصيادلة رئيس اتحاد نقابات المهن الحرة ربيع حسونة كلمة قال فيها: كفى استسلاماً للواقع المرير.. أن حالة المراوحة والسكوت تزيد من الانكفاء لدى قطاعاتنا وتؤدي بها الى الانحدار أو الى هجرة أصحابها، أي الامعان في تفريغ البلد من أصحاب العقول او الاختصاصات، مما يصب في مشروع تفريغ كل الوطن والمجتمع. وأكد: إننا أصبحنا على وشك الانتحار، نعم الانتحار، ذلك إننا شعب يوشك أن يرمى على قارعة اليأس والقنوت رغم كل ما يتمتع به من كفاءات وحيوية، بفضل التناحر السياسي والاوهام المتقابلة بيننا، وهذا الانتحار لا يفرّق بين طائفة وأخرى او حزب وتيار، كمن ينتظر موتاً رحيماً او معجزة تنشله من القهر اليومي، وانسداد الافق واحتضار أحلامه المشروعة بحياة تذخر بالكرامة والعمل الخلاّق وبنخب تعي أن السياسة هي في خدمة الناس وبناء الاوطان وتحقيق العدالة.
الأشقر
وتحدث رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الاشقر، فشكا من التراجعات الكبيرة التي أصابه القطاع السياحي بكل مفاصله، داعياً اهل السياسة الى ترك خلافاتهم جانباً والعمل على انقاذ البلد من أسوأ أزمة يمر فيها بتاريخه، محذراً من أن الاقتصاد بات على شفا الانهيار.
وإذ أعاد التأكيد على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت ممكن، ختم قائلا: لن نسكت بعد اليوم ولن نتخاذل ولن نتواطأ على انهيار القطاع السياحي ومؤسساته والوطن ومؤسساته. فنحن دعاة وطني دائماً على حق، أعطونا السلام والوفاق والاستقرار السياسي والأمني وخذوا ما يدهش العالم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.