يبدو ان تحرك اصحاب المطاحن لتحصيل مستحقاتهم لدى الدولة والبالغة 8 ملايين دولار، قد تم تأجيله لكن الى أجل ليس ببعيد، افساحا بالمجال امام الجهود التي بذلها وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال نقولا نحاس لتسريع عملية الدفع من قبل وزارة المالية، التي وعدت على لسان وزيرها محمد الصفدي ان هذا الموضوع بات شبه منته.
ورغم ان هذه الاموال انقضى على استحقاقها نحو التسعة اشهر، الا ان الوزير نحاس أكد لـالمستقبل الا مشكلة في الموضوع، فالمبالغ ستدفع قريبا كما وعد وزير المالية اصحاب المطاحن.
وقال ان الاجتماع الذي عقدته اليوم (أمس) مع اصحاب المطاحن كان ايجابيا جدا، وتم التفاهم على كل الامور المطروحة، خصوصا موضوع المستحقات.
وفي سياق آخر، كشف نحاس ان وزارة الاقتصاد ستبدأ بدعم القمح المسلم للمطاحن اعتبارا من مطلع كانون الاول المقبل، بعدما ارتفعت اسعاره عالميا، حفاظا على سعر الخبز، الذي لا نقبل بان يمسّ.
سنو
وفي السياق نفسه، أكد رئيس نقابة تجار مال القبان أحد اصحاب المطاحن ارسلان سنو لـالمستقبل ان الاجتماع مع الوزير نحاس كان جيدا، ولفت الى ان المطاحن موعودة بالحصول على اموالها في غضون اسبوعين على ابعد تقدير، وقال انتظرنا نحو السنة، ولن نتوقف عند اسبوع او اسبوعين، خصوصا ان الوزيرين الصفدي ونحاس أكدا لنا الا مشكلة في الموضوع، وان عملية الدفع باتت تسلك طريقها بحسب الآليات المعتمدة.
وإذ اكد سنبقى نتعاطى مع هذا الملف بشكل ايجابي حتى النهاية، لانه لا يمكننا مواجهة هذا الجو الايجابي باي موقف سلبي، قال المهم بالنسبة لنا ان الدولة اعترفت بمستحقاتنا، والآن تتخذ وزارة المالية كل الاجرءات المطلوبة وفقا للآليات المعتمدة لسداد المبالغ.
ولفت سنو الى ان لا اجتماع لاصحاب المطاحن اليوم، فنحن سنفسح المجال للوزارتين، وبحسب وعودهما، لانهاء القضية في اسرع وقت ممكن.
وبالنسبة لموضوع الدعم، قال سنو إذا ارادت الدولة ان يبقى سعر الخبز على حاله، فليس امامها سوى توفير الدعم، خصوصا بعدما ارتفعت اسعار القمح عالميا الى مستويات تجبر المطاحن على تسليم الطحين للافران بسعر اعلى من 480 الف للطن، وهو السعر الاعلى المتفق عليه لبيع ربطة الخبز (900 غرام) بـ1500 ليرة.
ولفت الى ان كلفة دعم كل طن قمح حاليا بحدود 35 دولارا، ما يعني ان الدولة تتكبد نحو مليون دولار شهريا في هذا الاطار.
واشار سنو الى ان وزارة الاقتصاد اشترت باخرتين من القمح، حمولة كل واحدة منها 20 الف طن، على ان تصل الباخرة الاولى مطلع كانون الاول، والثانية بعد اسبوعين، ما يعني ان الوزارة باتت جاهزة لمد المطاحن بالقمح المدعوم.
ولفت الى ان جانبا من الاجتماع مع الوزير نحاس تناول وضع آليات الدعم التي سيتم اعتمادها، لا سيما الحصص التي ستحصل عليها كل مطحنة وكل فرن.
وإذ اشار الى مشاكل عدة واجهت هذا الامر في السابق لجهة اعتراض بعض المطاحن والافران على حصصها، لفت الى اجتماع قريب سيعقده الوزير نحاس مع اصحاب الافران في هذا الاطار، للخروج بآلية دعم جديدة.
ورأى سنو ان الخروج من سياسة الدعم وتحرير سعر ربطة الخبز، سيكون الافضل بالنسبة للجميع، لا سيما الدولة والمواطن. وقال إذا كانت الدولة تريد ان تدعم المواطنين الاكثر حاجة، فبإمكانها وضع الآلية المناسبة لذلك، أما ان تستمر في دعم الخبز فهذا يعني ان الدعم سيصل الى شريحة واسعة من اللبنانيين ليسوا بحاجة للدعم، وكذلك سيستفيد من هذا الامر ايضا كل الاجانب والسياح والنازحين المتواجدين على الاراضي اللبنانية. واضاف اعتقد ان هذا الامر مكلف وفي غير محله.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.