16 تموز 2019 | 00:00

نواب المستقبل

البعريني: هل سنبقى نتلهى بالمناكفات والسجالات أو سنركز على انقاذ البلد؟

البعريني: هل سنبقى نتلهى بالمناكفات والسجالات أو سنركز على انقاذ البلد؟

ألقى عضو كنلة المستقبل النائب وليد البعريني كلمة خلال جلسات مناقشة مشروع الموازنة 2019، وقال: "الأحد الماضي، كنا كالعادة في جلسة تلقي مراجعات في عكار، سألني شاب من الحضور، ماذا ستقول خلال جلسات الموازنة؟ فأول ما خطر لي قول: "يطعمك الحجة والناس راجعة"... لأنه بين التكيلف، والتأليف، والبحث بالموازنة، مرّت السنة وما زلنا في مكاننا...



ضحك الشاب، مع انني كنت أتكلم من قلب موجوع... ففكرت مرة ثانية كيف أن الشباب يواجهون الحياة بضحكة، بالرغم من كل المصاعب والمشاكل؟ فكّرت بالشباب اللبناني عامة والعكاري خاصة، لان الوضع بعكار مزري، ولا أحد يسمعنا... وفعلاً لا أحد يسمعنا يا اخوان!



لذلك قررت أنت أتكلم اليوم بجلسة مصارحة، لإنقل الشكاوى التي نسمعها من الناس من دون أن نزايد بالمعارضة، ولا نزايد بالتأييد...



صوت الناس يجب أن يصل، صوت عكار يجب أن يصل... وإذا كان البعض نساها في بنود الموازنة، فنحنا سنفرض حضورها على منبر المجلس!



لما كان مشروع الموازنة يناقش، كنت كل يوم أرى الجرايد والأخبار أسئلة: هل سيرضى المجتمع الدَولي على الموازنة؟ هل ستوافق الدول المانحة... وهل وهل؟؟؟ يا أخوان، فعلاً غريب!



مع إحترامنا للخارج، ومع شكرنا الكبير للدول المانحة، لكن داخل البلد ثمة ناس تعاني و"ما معها تاكل"... هل تهتم كيف نعالج الوضع؟ هل نفكر كيف سنكمل؟ والذي لا يرى هذا الواقع فليأتِ إلى عكار...



مناطقنا اليوم بحاجة لرؤية متكاملة لا لمجرد أرقام وحسابات المداخيل والنفقات بالموازنة... ومن هنا نراهن على تطبيق مؤتمر "سيدر"، لأن ثمة مناطق شاسعة تحتاج للتنمية، على رأسها عكار، وجيرانا في الضنية وطرابلس والهرمل...



الموازنة عنوانها التقشف، ولكن: كيف تتقشفون علينا في عكار وأساساً حصتها بالإنماء شبه معدومة... بدل التقشف، كنا نتمنى وجود خطط بتشجع الإستثمار في عكار، وتدعم الناس لتفتح مشاريع، فتساعد بتنمية المنطقة وتأمين فرص عمل لأبنائها وخلق دورة إقتصادية متكاملة...



كنا نتمنى وجود رؤية لعكار تشمل كل القطاعات: الزراعة على رأسها، والصناعة التي تتكامل معها، والسياحة الممكن أن تزدهر خصوصاً السياحة البيئية....



عكار لا تحمتل تقشف:



عكار بحاجة لصيانة الطرقات، وهنا نسأل عن الاوتوستراد العربي: أين الإستملاكات لنباشر بالتنفيذ، إذ إن الأموال موجودة حسب رئيس مجلس الإنماء والإعمار...



عكار بحاجة تأهيل شبكات مياه الشرب ومياه الري، ولحل مشاكل الصرف الصحي...



عكار بحاجة للاهتمام بملفات الصحة والاستشفاء كي لا نبقى ننقل المرضى الى بيروت...



عكار بحاجة للكهرباء، وهنا نسأل عن تنفيذ القرار الخاص بإنشاء محطة تحويل 220 كيلو فولت، ومحطة ساحل ووسط القيطع، وتأهيل محطة البارد ومعمل دير عمار 2 وشبكة النقل، وعن انصاف الموظفين بهذا القطاع...



عكار بحاجة لجامعة وتأهيل المدارس الرسمية، وهنا نسأل أين أصبحت الجامعة اللبنانية؟



عكار بحاجة لمركز اقليمي للضمان الاجتماعي، ولأمانة للسجل العقاري، وبحاجة كي تعامل كمحافظة مثل باقي المحافظات...



عكار بحاجة للمباشرة بتشغيل مطار الرئيس رينيه معوض بالقليعات...



عكار بحاجة لتأهيل وتوسيع مرفأ العبدة وبناء حوض إضافي لمراكب سياحية...



عكار بحاجة للاهتمام ببيئتها، من الشاطئ للجرد وايجاد حل نهائي لموضوع النفايات...



عكار يا أخوان لا تتحمل التقشف، إنما بحاجة ماسة لمجلس انماء للمحافظة، ونطالب ايضاً بمجلس إنماء للهرمل، ليكون هناك تشارك بالإنماء المتوازن...



لنكون صادقين مع أنفسنا، ثمة من يسأل: "شو عم تعملوا كنواب، وتحديداً كنواب تيار المستقبل يلي رئاسة الحكومة معكم"... ولنكون صريحين بالجواب، نحنا منذ فترة حتى اليوم نراجع رئاسة الحكومة والوزارات ومجلس الانماء والاعمار بخصوص مشاريع كثيرة... نتلقى الوعود، ونقول اليون للوزراء والمعنيين: العبرة بالتنفيذ، ووعد الحر دين!



وبالمناسبة، اسمحوا لي بأن اتوجه بالتحية لدولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لسببين: الأول لمتابعته الدائمة معنا لأمور عكار، والثانية على إدارته بميزان الجوهرجي لجلسات مناقشة مشروع الموازنة بمجلس الوزراء، بظل تجاذبات وخلافات ومزايدات هددت الحكومة أكثر من مرة...



المواطنون لا يتحملون الضغط المعيشي، ولسان حالهم سؤال واحد: "وين صرتو بالوعود يلي انتخبناكم على أساسها؟" ونحن نضيف على سؤالهم سؤالاً آخر: هل  سنبقى نتلهى بالمناكفات والسجالات، أو سنركز على انقاذ البلد؟



أنا مع مصارحة المواطنين بحجم المشاكل، لكن للأسف نرى حملات تخويف وتهويل اقتصادي ومالي واشاعة جو سلبي... فلمصلحة من يصب هذا الأمر؟ هل يبعد المستثمرين أو يرغبهم؟ لماذا  لا نركز على الإيجابيات؟ خصوصاً أن العجز ينخفض حسب المشروع المقدم لأقل من 7 بالمئة... هذا اذا الكل سمح بالعمل حسب البنود والتزم بالتطبيق...



لن أطيل بالكلام عن موازنة 2019 التي مضى نصفها، انما أدعو للتركيز على موازنة 2020، فلنحضّر طروحاتنا لنقدمها في الوقت المناسب ومن دون تأخير مثل هذه السنة...



ثمة ملاحظات كثيرة على مشروع الموازنة طرحت في اللجان خلال المناقشة، وتناولوها بعض الزملاء في هذه الجلسات، ولذلك لن اكررها... ولكن أشدد على أن التوافق السياسي في لبنان هو الأهم، وكلنا يعرف المعادلة: "بيتفاهموا بيمشي البلد، بيتصارعو بيوقف البلد"... فبالله عليكم: "بكفي صراعات خلونا ننهض بالبلد سوا"...


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 تموز 2019 00:00