مايز عبيد (*)
عندما تتحدث عن العلاقة التي تجمع عكّار بتيار المستقبل والحريرية الوطنية، فأنت لا تتحدث عن قضية محددة أو جزئية في مسار شامل وواسع، فالمسألة هنا هي مسألة مسار نضالي طويل خطّه الشهيد رفيق الحريري وسار الجميع عليه فيما بعد.
14 سنة مرّت على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا زالت ذكراه تنبض في قلوب العكاريين، ولا زال رفيق الحريري مُلهم الشباب والشابات، الحالمين ببناء وطن الشراكة والعدالة والمساواة.
يموت رفيق الحريري جسداً لكن نهجه وأفكاره تبقى في الوجدان لا تمحوها أية محاولات مهما عظمت، لأن رفيق الحريري قد أصبح تاريخاً من تاريخ الوطن والأمة، وتعاليمه مستمرة لا تموت، مترسخة ومتجذّرة ومتقدة مع دولة الرئيس سعد الحريري ومع تيار المستقبل الذي هو زهرة معتدلة في هذا الشرق لا يشبهها أي تشكيل سياسي على مستوى المنطقة، أسسه رفيق الحريري ليكون ضمانة لبنان التعددي، لبنان التنوع والإنفتاح، إذا ما عصفت به العواصف.
بين عكار و "المستقبل"
علاقة عكّار بتيار المستقبل وعلاقة تيار المستقبل بعكار ليست وليدة الساعة ولا تختصر ببعض الجمل، مهما تنمقت الإشارات. هي علاقة راسخة ومتجذّرة من أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مؤسس هذا التيار الذي حرص على أن تكون لعكار منسقيتها وأن تشمل خدمات التيار هذه المنطقة العزيزة من لبنان والعزيزة على قلب الرئيس الشهيد. أما الإستشهاد في 14 شباط 2005 فكان حلقة مفصلية، راهن عليها من نفذ هذه الجريمة بأن يجعل من رفيق الحريري شيئاً من الماضي وحتى شطبه من ذاكرة الماضي والحاضر والمستقبل. لقد سارت الرياح عكس ما اشتهى القتلة فالعلاقة ترسخت أكثر فأكثر بين دولة الرئيس سعد الحريري الذي حمل الأمانة بعد والده، وأهالي عكّار لتصبح علاقة أخوّة تخطت كل جوانب السياسة والمصالح المشتركة.
الإنماء عنوانه "المستقبل"
كانت عكّار مغيّبة عن خارطة الدولة الإنمائية لعقود، فقاد تيار المستقبل الجهود الحثيثة لتحصل عكار على حقوقها من الخدمات عبر الدولة. في هذا السياق يشدد عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني على أننا كعكاريين لا يمكن لنا أن ننسى من علّم الآلاف في أرقى جامعات العالم ومنهم كثيرون من أبناء عكّار.
ويضيف: "إن مسيرة البناء والإعمار واستعادة الدولة ونهج المؤسسات التي انطلقت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يستكملها نجله دولة الرئيس سعد الحريري اليوم، ونستكملها معه كعكاريين. نعلم كم أن الرئيس سعد الحريري حريص على عكّار ولها في قلبه مكانة خاصة، ونعلم أيضاً أن مسيرة التنمية التي تشهدها عكّار في السنوات الأخيرة، هي ثمرة العلاقة الراسخة والمتجذرة التي تربط عكّار بتيار المستقبل ودولة الرئيس سعد الحريري فهي علاقة حب ومودة متبادلة".
وأشار البعريني إلى أن عكّار "سوف تشهد في المرحلة المقبلة مفاجآت حقيقية في ملف التنمية فيها، بسلسلة مشاريع ستكون نقلة نوعية للمسار الإنمائي الخدماتي في محافظة عكّار".
وختم البعريني بالقول: بين أهل عكّار وسعد الحريري كلمة واحدة هي "المستقبل"، تحمل أبعاداً ودلالات وتختصر مسيرة طويلة تمتد وتستمر ليكون ما يجمعنا هو المستقبل الواحد والمصير الواحد.
في كل سنة تأتي ذكرى 14 شباط لتجدد العهد والوعد بأن عكّار ثابتة على نهج الحريرية الوطنية، وبأن الحريرية الوطنية المتمثلة اليوم بتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري تضع عكّار كما كل لبنان في قلب أولوياتها.
(*) مسؤول شؤون الإعلام في منسقية عكار
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.