لمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية، رعى الأديب والكاتب الدكتور سلطان ناصر الدين احتفالات مدارس "اللّبنانيّة الحديثة- حاصبيا، الإنجيليّة الوطنيّة– النّبطيّة، أجيال– الدّوير، الكوثر– بيروت، وثانويّة الشّهيد نعمة مروّة الرسمية – السّكسكيّة" ، فحضرت اللغة العربية في كلمات الطّلّاب وحواراتهم وفي أنشطتهم وإبداعاتهم ومهاراتهم في إتقانها وفهمها وإدراك قيمتها، وفي ما اختاروه من نصوص (بعضها من مؤلفات الدكتور ناصر الدين) وقصائد وصور شعرية وما قدموه من مشهديات حولها .
اللبنانية الحديثة
فقد حلّ الدكتور ناصر الدين ضيف شرف راعيًا لنهار احتفالي أقامته "المدرسة اللّبنانيّة الحديثة في حاصبيا"، حيث شارك أسرة المدرسة يتقدمهم مديرها الأستاذ سلام الكاخي، عددًا من الفعاليات والأنشطة التي تظهر مهارات الطلاب في اللغة والإبداع. وكانت له جولة على الصفوف ولقاءات تفاعلية مع التلامذة حاورهم خلالها حول تجربتهم مع سلسلة "لغتي فرحي" (من تأليفه). وقد تخللها نقاش مع المعلمات حول تطبيقات هذه السلسلة، وجلسات تشاورية وتبادل خبرات وتجارب تربوية لتطوير آليات التدريس. وتوج النهار الاحتفالي بمحاضرة تفاعلية لأهل الروضات قدمها الدكتور ناصر الدين حول دور الأهل في تعزيز فرح التعلم ، ثم كان تكريم خاص له من إدارة المدرسة.
الإنجيلية
ولبى الدكتور ناصر الدين دعوة المدرسة الإنجيليّة الوطنيّة في النّبطيّة لرعاية احتفالها بيوم اللغة العربية "لغةً للتراث والحياة وهوية تفكير وانفتاح" ، والذي نظمته دائرة اللغة العربية في المدرسة، بحضور مديرها الأستاذ شادي الحجار وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية وطلاب الصف الثامن والمرحلة الثانوية، وتضمن الاحتفال كلمات ومشاهد تمثيلية وسوق عكاظ ومسابقة ثقافية ونشرة أخبار التراث العربي، حيث كان البرنامج ثمرة جهد مشترك، للتلاميذ دور بارز فيه من خلال مشاركتهم الفاعلة، وإبداعاتهم اللغوية، وحرصهم على التعبير عن حبهم للغة العربية كتابةً وإلقاءً وتمثيلًا. وقد تخلله تكريم للدكتور ناصر الدين من أسرة المدرسة .
أجيال
ورعى الدكتور ناصر الدين احتفالًا أقامته ثانوية أجيال – الدوير بالتعاون مع ثانوية السفير – الغازية، تحت عنوان " نغنّي لغتنا "، تكريمًا للغة العربية بيومها العالمي، لغة تواصل ومساحة انتماء وجسرًا يصل حاضِرَنا بماضينا، وذلك بحضور مدير " أجيال" الأستاذ داوود حرب وهيئتيها الإدارية والتعليمية والمجموعة الثقافية اللبنانية . وتخلل الاحتفال نشيد اللغة العربية من أداء كورال "أجيال"، وكلمات ومشهديتا "حفنة تراب" و"الصّحيفة الحمراء" من روائع الدكتور ناصر الدين، ومشهد تمثيلي كوميديّ عن قواعد اللّغة العربيّة ، وقصائد من وحي المناسبة . وتلا ذلك تكريم لراعي الاحتفال وجولة في معرض عن اللّغة العربيّة.
ثانوية الكوثر
وبرعاية الدكتور ناصر الدين أقامت ثانويّة الكوثر – بيروت، احتفالها السنوي بالمناسبة تحت شعار "لغتي بيان وهوية " وفاءً للغة الضاد وما تحمله من بيان وهوية وأصالة حضارية ، وتقديرًا لمسيرة ناصر الدين الأكاديمية المميزة ومساهماته الثرية في خدمة اللغة العربية وتعزيز حضورها في الوجدان التربوي والثقافي . وتخلل الاحتفال الذي حضرته الهيئتان الإدارية والتعليمية وجمع كبير من طلاب المرحلة الثانوية ، كلمات وفقرات خاصة بالمناسبة، ولقاء للدكتور ناصر الدين مع الطلاب حول تجربته الملهمة تحت عنوان " لغة الضاد في عصر الذكاء الاصطناعي : ولادة قوة أم بداية أزمة "!، وفقرات ثقافية وشعرية وفنية. واختتم الاحتفال بتكريم الكاتب ناصر الدين والذي بدوره قدم كتبًا للحاضرين.
ثانوية الشهيد نعمة مروة
وشارك الدكتور ناصر الدين راعيًا وضيفًا محاورًا في الاحتفال الذي أقامته ثانوية الشهيد نعمة مروة الرسمية - السّكسكية باليوم العالمي للغة العربية ، تتويجًا لمجموعة من الأنشطة التي شهدتها الثانوية بالمناسبة، وذلك بحضور مديرها الأستاذ معين نصر الله وإدارييها ومعلميها، وتخللها كلمات بالمناسبة وعروض فنية وثقافية وقصائد وإعلان أسماء الفائزين بالأنشطة اللغوية والفنية، واختتمت بتكريم خاص للدكتور ناصر الدين الذي قدم لمكتبة الثانوية هبة من الكتب ناهزت 420 كتابًا .
ناصر الدين
وفي كلمات له خلال رعايته هذه الاحتفالات ، اعتبر الدكتور ناصر الدين أـن" العقول ، مثل الأراضي، إن لم نزرعها بأنفسنا صارت بورًا أو يزرعها غيرنا بما يشاء". ورأى أن "الدّماغ في جوهره ليس كتلة مكتملة، بل أرض قابلة للتّشكّل . قد تبقى بورًا إن أُهملت ، وقد تتحوّل إلى بستان خصيب إن أُحسن زرعها ورعايتها". وقال: "واللّغة ليست وساطة تواصل فحسب ، بل هي بذور الوعي . كلّ كلمة تُكتسب بذرة ، وكلّ مفهوم يُدرك شجرة. وكلّ معرفة جديدة أفق إضافيّ يتّسع فيه العقل . فالدّماغ لا يكبر بالحجم بل بالمعنى ؛ والمعنى لا يولد إلّا في تربة اللّغة . واللّغات كثيرة ، لكلّ لغة خصائصها . والعربيّة واحدة من اللّغات. وحين تتراكم المعارف لا تزداد المعلومات فقط ، بل تتشابك المسارات العصبيّة، وتقوى القدرة على التّحليل ، ويشتدّ عود التّفكير النّقديّ، ويصبح الإنسان أقدر على التّمييز بين العمق والسّطحيّة" .
واعتبر ناصر الدين أن " هذه الأرض مهدّدة اليوم بالتّسطيح . والتّسطيح يأتي من اللّهو المتواصل والمحتوى السّريع الّذي لا ينمّي فهمًا ولا تأمّلًا" . وقال: " المحتوى السّريع استهلاك بلا هضم ، واستهلاك بلا إنتاج. وإدمان الإنترنت، حين يتحوّل إلى سيّد، لا يقتل الذّكاء مباشرة ، بل يرهقه ، يفكّك الانتباه، ويُضعف الصّبر العقليّ، ويجعل الدّماغ يعتاد السّطح بدل الغوص، والتّسلية بدل المعنى" .
وخلص ناصر الدين إلى أن "حماية الدّماغ ليست ترفًا ثقافيًّا، بل واجب ، وهي حماية للانتباه ، وحماية للغة، ودفاع عن الحقّ في التّفكير العميق في زمن السّرعة" .
رأفت نعيم














يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.