كتب ريكاردو كرم عبر منصّة X النص التالي:
حضرت في الأمس قدّاساً أقيم في كنيسة مار مارون في الجميزة، على نيّة صديقنا الراحل السفير خليل الخليل الذي غادرنا منذ أسبوع. خليل ابن صور، من الطائفة الشيعية، كان القدّاس منظّماً من أصدقائه الموارنة. وهذه بحدّ ذاتها رسالة.
كان الاحتفال مفعماً بالإنسانية وبالإيمان الذي يتجاوز كلّ الانقسامات. صلوات مؤثّرة، قراءات من الكتاب المقدّس، وشهادات صادقة من الأصدقاء والعائلة تروي مسيرته مع المرض ومع الإيمان. عندما أُصيب خليل بالسرطان زار سيّدة بشوات، شعر بأنّه شُفي. قد تكون معجزة روحية، وقد تكون طمأنينة داخلية … لكن خليل عاش بعدها بإيمان عميق لا يتزعزع.
في تلك اللحظات، تذكّرت صورة الإمام موسى الصدر وهو يعتلي منبر كنيسة الآباء الكبّوشيّين في بيروت في عظة الصوم عام ١٩٧٥، حين خاطب المؤمنين في قلب كنيسة مسيحيّة مؤكّداً أنّ الدين في خدمة الإنسان، وأنّ التعايش الإسلامي–المسيحي ثروة وطنية يجب التمسّك بها حتى النفس الأخير. كانت تلك اللحظة، كما هذا القدّاس درساً في معنى لبنان عندما يكون أكبر من طوائفه وأضيق حساباته.
الإيمان جميل. يتخطّى الحدود والهويّات الطائفية. والبارحة رأيت في ذلك القدّاس صورة لبنان الحقيقي: شعب واحد، إله واحد، طرق مختلفة، لكن قلب واحد.
الترانيم والصلوات والدفء الإنساني كانوا شهادة على المحبّة التي تجمعنا. هكذا أحبّ أن أرى لبنان: مجتمع يصلّي من أجل الإنسان، من أجل الرحمة، ومن أجل سلام يليق بهذا الوطن الذي يستحقّ الحياة والطمأنينة، ومجتمع قلبه مفتوح للجميع.
#لبنان




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.