أمضى رئيس الحكومة نواف سلام نهاراً صيداوياً حافلاً بالجولات والللقاءات ، اطل خلاله على عدد من المرافق الإستشفائية والحيوية والبيئية ، وكانت له محطة في سراي صيدا الحكومي قبل أن يختتم زيارته بإطلالة على المجتمع الصيداوي في لقاءين في بلدية صيدا وثانوية المقاصد الإسلامية في المدينة .
المستشفى التركي
استهل الرئيس سلام جولته صباحاً من المستشفى التركي الحكومي يرافقه كل من وزراء : البيئة تمارا الزين، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الطاقة والمياه جوزف صدي. وكان في استقباله والوزراء رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري والنواب "الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن والدكتور شربل مسعد" وعضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الدكتور ناصر حمود ومنسق عام التيار في صيدا والجنوب الأستاذ مازن حشيشو ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود ورئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي ورئيسة مجلس ادارة المستشفى التركي السيدة منى الترياقي وأعضاء المجلس وفاعليات.
وألقت الترياقي كلمة للمناسبة رحبت فيها بالرئيس سلام والوزراء واستعرضت مراحل تطور العمل في المستشفى التركي منذ تأسيسه والخدمات الصحية التي يقدمها ورؤية المستشفى ومتطلباته. وتوجهت إلى الرئيس سلام: دولة الرئيس، يمثل المستشفى التركي الحكومي في صيدا نموذجا حيا للتعاون الدولي البناء، ورمزا للإصرار على البناء والعطاء في مواجهة التحديات. دعمكم الكريم ليس مجرد مساعدة مالية أو إدارية، بل هو استثمار حقيقي في صحة الإنسان وحياة المجتمع، وفرصة لترك أثر إنساني دائم في قلوب الآلاف من المرضى وعائلاتهم.
بعد ذلك، جال الرئيس سلام والوزراء والحاضرون على أقسام المستشفى حيث قدمت الترياقي شرحا عن عمل كل قسم واحتياجاته وعاينوا عن قرب هموم وشجون الموظفين حيث استمع سلام إلى مطالب عدد منهم بضرورة إيلاء القطاع الصحي الرسمي في لبنان الاهتمام اللازم.
سوق السمك والمرفأ
ثم توجه الرئيس سلام والوزراء ونواب وفاعليات المدينة الى سوق السمك الجديد( الميرة) بالقرب من المرفأ القديم واستمع بحضور اعضاء نقابة صيادي الأسماك إلى عدد منهم ومن اصجاب المزادات واطلع على سير عملية بيع السمك . انتقل بعدها سلام والحضور الى مرفأ صيدا الجديد وتوقفوا لبعض الوقت امام حوض السفن ، واستمع الى شرح حول عمل المرفأ ، ومن ثم عقد والوزراء والنواب والحريري ورئيس البلدية اجتماعا في مبنى المرفأ بحضور المدير العام للنقل البري والبحري أحمد تامر، المدير الاقليمي لوزارة الأشغال في الجنوب المهندس هيثم بزي ، مدير المرفأ مالك حسامي، رئيس الضابطة الجمركية في الجنوب المقدم عمر غاريوس، ومراقب الجمارك كرم حجار ورئيسة مرفأ صيدا ميريام سليمان. حيث استمع سلام منهم إلى واقع المرفأ وما يحتاجه من استكمال بعض المرافق وخطة تطويره باعتباره مشروعا ومرفقا حيويا للمدينة ليكون مرفأ لوجستيا من خلال الاستثمار بالمساحات الخلفية وضرورة تعيين مجلس ادارة جديد له.
وكانت مداخلة للمدير العام للنقل البري والبحري أحمد تامر، اشار فيها الى أن مشروع المرفأ مؤلف من ثلاث مراحل : بحسب اول مرحلة انفقت الدولة 16 مليون دولار والمرحلة الثانية ستة ملايين ونصف مليون دولار ، ويبقى المرحلة الثالثة حيث نحن بحاجة إلى 27 مليون دولار لإستكمال الميناء البحري وبالتالي لا بد ان نكلف احد الاستشاريين الكبار بوضع مخطط توجيهي العام للمرفأ مع المنطقة اللوجستية التي من شأنها تأمين فرص عمل وان تدرس بحسب حاجات منطقة الجنوب وان تتكامل مع المرافىء الاخرى.
معمل النفايات ومحطة الصرف الصحي
ومن هناك توجه الرئيس سلام والوفد المرافق إلى معمل معالجة النفايات الصلبة الذي تملكه وتشغله شركة IBC في سينيق جنوبي المدينة وعاين عن قرب منشآته وجال برفقة مدير الشركة الأستاذ أحمد السيد والمهندسين المشرفين على أقسامه مطلعاً على آلية ومراحل المعالجة والتقى عند مدخله بعدد من المواطنين استمع منهم إلى ملاحظاتهم حول اداء المعمل. عقد بعدها سلام والوفد اجتماعا مع السيد ومهندسي المعمل ، في حضور رئيس البلدية حجازي وعدد من اعضاء المجلس البلدي حيث تم عرض فيديو حول المعمل واستمع إلى شرح مفصل حول آلية عمل المعمل واحتياجاته. كما استمع من اعضاء لجنة متابعة عمل المعمل إلى عدد من الملاحظات حول أدائه. ثم توجه سلام والوفد المرافق إلى محطة الصرف الصحي وعاين عن قرب أقسامها واستمع من كل مهندسي التشغيل والإشراف وديع قصب وطه عبد النبي إلى آلية عمل المحطة.
مستشفى صيدا الحكومي
المحطة التالية من جولة الرئيس سلام الصيداوية كانت في مستشفى صيدا الحكومي يرافقه الوفد الوزاري ونائبا المدينة سعد والبزري ورئيس البلدية حجازي، وكان في استقبالهم مدير عام المستشفى الدكتور احمد الصمدي والطاقمان الطبي والاداري، حيث جال سلام على اقسام المستشفى واطلع والحضور من الصمدي على آلية عملها واحتياجاتها الطبية والاستشفائية والمالية، واهمية دعمها وتمكينها كمستشفى حكومي من القيام بدورها وتطوير خدماتها تجاه المواطنين على صعيد مدينة صيدا والجنوب. ثم عقد لقاء عرض خلاله الصمدي للإنجازات التي حققتها المستشفى، وقال:"دولة الرئيس هناك حاجة كبيرة لدى أكثر المستشفيات الحكومية لتأمين إستمرارية الرواتب للعاملين وذلك عبر إيجاد عملية واضحة لقبض الرواتب دون تأخير. ومن منطلق موقعنا الجغرافي، نواجه تحديات عديدة والعامل الأمني هو جزء منها، نتمنى أن تتوفق حكومتكم بترسيخ الأمن، اذ تعرض المستشفى مرات عديدة للتوقف عن العمل ولكن عدنا ونهضنا وتابعنا العمل على الرغم من كل الصعوبات والخسائر التي لحقت بنا".
من جهته قال سلام: هناك حاجات كبيرة لمدينة صيدا وجوارها استمعت إليها اليوم، لذلك لن أعطي وعودا لسنا قادرين على تحقيقها, بل سنعمل ضمن قدراتنا المتاحة لتلبيتها كما في كل المناطق اللبنانية. وتحدث البزري فطالب بـ"تأمين مركز شعاعي لأمراض السرطان في المستشفيات الحكومية.
وخلال زيارته المستشفى تسلم سلام من منسق للهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومية في لبنان خليل كاعين كتاباً بمطالبهم.
سراي صيدا
بعد ذلك انتقل سلام والوفد المرافق الى مركز محافظة لبنان الجنوبي في سراي صيدا الحكومي حيث استقبله المحافظ منصور ضو ، وعقد لقاء موسع في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في السراي ضم أيضاً النائبان البزري وسعد ومدعي عام الجنوب القاضي زاهر حمادة ورئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر ووقادة ورؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية ، والادارات العاملة في المحافظة وفاعليات . واستهل المحافظ ضو اللقاء بالترحيب بالرئيس سلام والحضور وقال " نرحب بكم في محافظة لبنان الجنوبي حيث تعمل الإدارة باللحم الحي وهي بحالة استنزاف منذ سنوات وما زالت تنتظر جرعة الدعم قبل الانهيار التام . نرحب بكم في إدارة تشتاق إلى الدولة كاشتياق المريض للدواء، نرحب بكم في إدارة تدين بالولاء للوطن والوطن فقط، نرحب بكم بمحافظة تسعى لتصالح الناس مع الدولة وتعمل كي يصبح الانتماء للوطن هو الهدف والغاية. نرحب بكم آملين أن تصبح محافظتنا بكل اركانهاومقوماتها محط اهتمامكم الكبير بحيث تشكل الركيزة الأساسية بإعادة بناء وطننا الحبيب.
سلام
وتحدث الرئيس سلام فقال: أن الدولة حاضرة وجاءت لتستمع إلى مجمل الاحتياجات في صيدا، ولقد اطلعنا خلال جولتنا اليوم على هموم المدينة وجوارها مؤكداً " نحن مشروع بسيط بهذه الحكومة لاستعادة الدولة مشيرا الى أنه لا أمن ولا أمان في غياب الدولة . اننا نسعى لعقد مؤتمرين الأول لدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية والثاني لعملية إعادة الإعمار التي تتطلب إمكانيات ليست موجودة لدى الدولة وامل بانجاح هذين المؤتمرين وصولاً إلى التعافي الاقتصادي. مشروعنا هو استعادة الدولة وثقة الناس التي نريد الحفاظ عليها متمنيين أن نكون عند حسن ظن الجميع.
ورداً على سؤال عن الشكوى المقدمة من قبل الحكومة إلى مجلس الأمن المتعلقة بالاعتداءات الاسرائيلية أكد سلام " أن هناك صعوبة في الشكاوى التي تقدم إلى مجلس الأمن نتيجة تركيبته لناحية الفيتوات ولكن نحن قدمناها جراء الاعتداء الكبير الذي وقع في المصيلح، وشكوانا الهدف منها خلق جو من الضغط السياسي الدولي لردع العدو.
وحول قضية الأسرى اللبنانيين لدى العدو الإسرائيلي، قال: على اسرائيل الانسحاب الكامل من النقاط الخمس في الجنوب وثانياً الوقف الفوري للعمليات العسكرية وضرورة العودة الفورية للأسرى. .وأكد أنه في حديث دائم عن هذا الموضوع مع سفراء الدول الكبرى.
وحول إعادة الإعمار أكد الرئيس سلام التزام الحكومة اللبنانية بها إلا أن إمكاناتها ضئيلة وقال: كنا نأمل وصول مساعدات ولكن للأسف ما وصلنا كان بالقطارة ، كاشفاً عن أن هناك 250 مليون دولار من البنك الدولي أمام مجلس النواب وأتمنى أن تكون جلستة التشريعية قريبة لإقرارها.
بلدية صيدا
ثم أطل الرئيس سلام ترافقه عقيلته ( ابنة صيدا) السيدة سحر بعاصيري على المجتمع الصيداوي وقطاعاته المختلفة في لقاء نظمته بلدية صيدا في مبنى القصر البلدي حيث استقبله رئيسها رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني المهندس مصطفى حجازي ونائب رئيس البلدية الدكتور أحمد عكره وأعضاء المجلس البلدي والمستشارون ، وشارك في اللقاء : الرئيس فؤاد السنيورة والوزراء تمارا الزين وجو صدي وفايز رسامني ، والنواب"عبدالرحمن البزري، أسامة سعد، ميشال موسى، علي عسيران وشربل مسعد" وممثل النائب غادة ايوب زوجها إيلي بوفاضل،، والنائب السابق سليم خوري، وممثل رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري يوسف النقيب، والمفتيان الشيخ سليم سوسان والشيخ محمد عسيران، والمطارنة" الياس كفوري، مارون العمار، وإيلي حداد" ، ونائب المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود, ومنسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، ورؤساء عدد من بلديات إتحاد صيدا الزهراني، الرئيس السابق لبلدية صيدا حازم بديع، رئيس غرفة الصناعة والتجارة محمد صالح ونائبه عمر دندشلي، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، السفير عبد المولى الصلح، ورجال أعمال ورؤساء وممثلو جمعيات ومؤسسات أهلية وتربوية وصحية ومخاتير وشخصيات .
حجازي
بعد النشيد الوطني اللبناني ، رحب عضو المجلس البلدي هشام جرادي بالحضور ، ثم تحدث رئيس البلدية مصطفى حجازي الذي توجه الى الرئيس سلام بالقول : زيارتكم اليوم تحمل رمزية كبيرة لأهل صيدا والجوار، ولذلك نغتنم هذه الزيارة لإطلاعكم على أولويات المدينة بمشاركة شريحة واسعة من القطاعات والمؤسسات التي تمثّل النسيج الاجتماعي الصيداوي.
وأضاف: منذ تسلّم المجلس البلدي مهامه، وضعنا استراتيجية واضحة للنهوض بالمدينة استلهاماً من البرامج التنموية المتنوعة والخطط الإنمائية التراكمية للمجالس المتعاقبة، وانطلاقاً من آمالنا الكبيرة بالبيان الوزاري لحكومة الإصلاح والإنقاذ، والذي كانت صيدا رائدة في مناقشته وترجمته إلى أولويات محلية. وترتكز استراتيجية المدينة لست سنوات على عشرة محاور هي : الإدارة البلدية، التنظيم المدني ، التجديد الحضري ، الخدمات والبنية التحتية، الإستدامة البيئية، الصحة والشؤون الاجتماعية، الثقافة والسياحة تنشيط المواسم الثقافية والسياحية وتأهيل التراث والفضاءات العامة، التنمية الاقتصادية، التخطيط والبحث والتطوير، المشاركة العامة، من خلال تعزيز الحوار المجتمعي مع الشركاء في المجتمع الأهلي والأكاديمي والنقابات والتجمعات والشبكات القطاعية، والتواصل الدائم مع المغتربين، وتوسيع المشاركة الشبابية والتفاعل الرقمي.هذه المحاور تشكّل خارطة طريق عملية تُترجم رؤية متكاملة لصيدا كمدينة مستدامة، وذكية، ومنتجة.
ولفت حجازي الى أن صيدا، كباقي المدن في لبنان، تعاني من أزماتٍ متراكمة ليست وليدة اليوم، بل نتيجة تراكماتٍ تفوق قدرة البلديات وحدها، ما يتطلّب خطة وطنية شاملة تُعيد الاعتبار لدور البلديات كخط الدفاع الأول عن المواطن. وقال: صيدا تملك الرؤية والخطط، وبإرادة أهلها ومجلسها ومؤسساتها، تواصل عملها، ومبادراتها، وتقدّم اليوم نموذجًا للعمل المحلي التشاركي والانتماء الوطني. صيدا تحتاج إلى الدعم المباشر من الحكومة لتحويل الرؤى إلى مشاريع ملموسة تعيد الثقة بالعمل البلدي وتخفّف عن المواطن الأعباء والمخاطر اليومية. صيدا لا تطلب المستحيل، بل تطلب شراكة حقيقية في التنفيذ، انطلاقاً من إيماننا بأنّ عملية الإصلاح تبدأ من البلديات، وأنّ عملية الإنقاذ تتجسّد أولاً في المدن. ونعرب عن ثقتنا بكم وبمتابعتكم لشؤون المدينة والجوار.
الحريري
ثم كان عرض موجز من المهندس محمد الحريري من المكتب الفني للبلدية حول الإنجاز الذي حققته المدينة من خلال الشراكات المحلية والوطنية والدولية، وبدعم الحكومات المتعاقبة، وتتضمن:
* استراتيجية التنمية الحضرية المستدامة USUDS. : إشراك مئات الجهات المعنية في تطوير إطار استراتيجي للمستقبل التنموي للمدينة والجوار.
*المشاريع الإنمائية: التجديد الحضري للأحياء والشوارع والساحات والأسواق التجارية والحدائق العامة والمنتزهات والبنى التحتية في المدينة.
*إزالة جبل النفايات وإنشاء مطمر صحّي مؤقت مكانه بالتعاون مع وزارة البيئة، إضافةً إلى إنشاء حديقة عامّة بمساحة 35000 متر مربع على الواجهة البحرية الجنوبية للمدينة.
*المرفأ التجاري: وبالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والنقل، استُكمل العمل بالواجهة البحرية من خلال إنشاء حاجز بحري يسمح بإضافة نحو 505000 متر مربع إلى مساحة المدينة، ليؤسّس لإنشاء مرفأ تجاري جديد ، تمّ إنجاز رصيفه الأول وعدد من المنشآت الإدارية واللوجستية وانطلق العمل به ةهو بانتظار استكماله وفق الدراسات الهندسية ودراسة الجدوى.
*مرفأ الصيادين: تمّ تطوير دراسة شاملة له. وتمّ تأهيل الأرصفة وتزويد المرفأ بمرافق وخدمات جديدة تعالج عدد من تحديات قطاع الصيد البحري وتعزّز دوره الاقتصادي والثقافي.
*تعمير عين الحلوة: إفراز وتمليك الأقسام المختلفة في منطقة التعمير، وتسوية أوضاع العقارات ومنح الإعفاءات الضريبية للأملاك المبنية. وانجاز جميع السندات وبدء تسليمها لأصحابها. وتمّ وضع دراسة حول واقع المنطقة وتأهيل عدد من الأبنية المتهالكة فيها.
*البرامج المستدامة والخطة السياحية: تجسدت في تطوير المسارات السياحية للمدينة، وتنظيم فعاليات صيدا السياحية والرياضية وتتابع بلدية صيدا مختلف المشاريع في إطار تعزيز المرونة المجتمعية.
*منع التطرف العنيف: بالتنسيق مع وحدة التنسيق الوطني لمنع التطرف العنيف في رئاسة مجلس الوزراء، وبالتعاون مع مختلف الجهات الدولية، أنجزت البلدية مشروع شبكة المدن القوية،وتعمل على تنظيم مشروع نظام الإنذار المبكر لمنع التطرف العنيف، والتي تقدّمه كنموذج لسائر المدن في لبنان.
*مكافحة الإدمان: لمواجهة الآفات الاجتماعية بالشراكة مع المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا والجوار وغيره من المؤسسات والهيئات المعنية.
*إدارة الأزمات: وأطلقت بلدية صيدا جملة من البرامج لمواجهة تداعيات الأزمات والكوارث التي واجهها لبنان. فكان لا بد من إنشاء وحدتي إدارة مخاطر الكوارث والأزمات على مستوى بلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا-الزهراني.
*مواجهة أزمة كورونا: من خلال فرض الرقابة الصحية وإجراء حملات توعية واسعة النطاق، والمساهمة في متابعة حاجات البلديات وتخفيف الأعباء عن المواطنين جراء الإغلاق العام. وتمّ تنظيم عملية متكاملة لإنجاز التلقيح في المراكز المعتمدة بشكل سريع وواسع النطاق. وتبع ذلك جملة من التدخلات لمواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتتالية.
*إدارة النزوح خلال عدوان أيلول: توحيد لجهود المجتمع الأهلي والقطاع الخاص والمراكز التعليمية بالتنسيق مع غرفة عمليات إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في بلدية صيدا، والتي قدّمت نموذجاً نوعياً في إدارة استقبال النازحين في مراكز الإيواء وفي المنازل وفق عملية شفافة وبالغة الفعالية.
*الأطر التشاركية: وعملت البلديات المتعاقبة على تعزيز الشراكات والآليات التشاركية التي عكست تطوّر الأجندة الحضرية للمدينة، وساهمت في تعزيز الرأسمال الاجتماعي فيها. نذكر منها الشراكة مع الشبكات القطاعية، من أجل الحوكمة التشاركية القطاعية، وأبرزها الشبكة المدرسية لصيدا والجوار والشبكة الصحية لصيدا والجوار ومتابعة البلدية المتواصلة لشؤون الشبكة الرياضية، والجمعيات الكشفية، وتجمّع المؤسسات الأهلية، والتعاون الدائم مع الجمعيات الكبرى في المدينة ومع الوزارات المختصة .
*واكبت البلدية عدداً من المنصات التشاركية الجامعة لمقاربة الحاجات المحلية والتحولات الوطنية، منها منتدى قطاعي بتنظيم شبابي وبالشراكة مع البلدية، ومنها أيضاً مبادرة صيدا تواجه التي جمعت كافة الأطراف الاجتماعية والسياسية ، إطلاق خارطة الطريق نحو الاستدامة البيئية . وكان من آخر الأطر مشروع آليات الاستقرار والتنمية المحلية (MSLD) للتخطيط والإدارة الحضرية.
*وتعمل البلدية على التحضير لإطلاق مرصد حضري لصيدا والجوار في المستقبل القريب.
وختم بالقول : برغم كل التحديات الوطنية والمحلية، لا زالت صيدا تقدّم نفسها، من خلال بلديتها وشركائها، نموذجاً وطنياً يحتذى به بالعمل المحلي التشاركي.
سلام
ثم ألقى الرئيس سلام كلمة قال فيها: زيارتي اليوم الى صيدا ليست زيارة رمزية، بل جئت لأطّلع على واقع المدينة الاقتصادي والاجتماعي، من أوضاع مرفئها والحاجة الى توسعته كما الى حماية مرفأ الصيادين التراثي، الى أهمية تطوير مرافق المدينة السياحية والاثرية، كما اطلعت على ضرورة تحسين الخدمات الاستشفائية في المدينة ما يعانيه أهلها من أزمةٍ مزمنة في ملف النفايات تحتاج إلى حلّ مستدام يحترم البيئة والإنسان معًا. صيدا تستحق الأفضل، وهي قادرة على أن تكون نموذجًا للمدينة اللبنانية التي تجمع بين التجارة والصناعة، بين التراث والتنمية، بين القطاع الخاص والدولة. ولطالما كان في هذه المدينة مجتمع مدني نشِط، مبادر، مسؤول، حمل على عاتقه الكثير في غياب الدولة أحيانًا، وحان الوقت اليوم لتتكامل طاقات هذا المجتمع والدولة معًا. إنّ دعم صيدا إنمائيًا ليس تفضّلًا من أحد، بل واجب وطني، وزيارتي اليوم هي للتأكيد أن التنمية ليست شعارًا بل التزامًا فعليًا ستعمل الحكومة عليه خطوةً خطوة.
وأضاف: زيارتي إلى صيدا هي أيضًا امتداد طبيعي لاهتمامنا بالجنوب.فأوّل زيارة لي بعد تشكيلي هذه الحكومة كانت إلى صور والخيام والنبطية. يومها قلت، واكرر اليوم متوجها من صيدا الى كل أهلنا في الجنوب، إنّ العودة والإعمار توأمان لا يفترقان. وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة. لكن الصراحة تقتضي الاعتراف ان ما كنا ننتظره من مساعدات لإعادة الاعمار قد تأخر لاسباب لم تعد تخفى على القاصي والداني، ولكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في السعي الدؤوب مع اشقائنا واصدقائنا لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار والعودة الآمنة والمستدامة لأهلنا إلى قراهم وبلداتهم الجنوبية المدمّرة.
وتابع : أمام غطرسة إسرائيل، واستمرار احتلالها لمواقع في جنوبنا، وانتهاكها لسيادتنا، وتملّصها من التزاماتها، تواصل الحكومة حشد الدعم السياسي والدبلوماسي، الإقليمي والدولي، لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات، ووقف اعتداءاتها المتكررة على أراضينا وأجوائنا ومياهنا، والانسحاب الكامل من جنوبنا والافراج عن اسرانا. كونوا على ثقة ان حكومتنا مصرة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني.
وقال: المنطقة تعيش على وقع تحوّلاتٍ تاريخيةٍ كبرى، تتجاوز حدود الجغرافيا، اذ انها تبدّل موازين القوى وتعيد رسم خرائط المصالح. هذه التحوّلات تفتح آفاقًا جديدة للاستقرار كما تنذر بمخاطر وتحدّيات لا تقلّ جسامة. في ضوء هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، ولا سيّما ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة — ومنها مؤتمر شرم الشيخ — من مؤشراتٍ على مرحلةٍ جديدة، يؤكد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات. فالمصلحة الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل مبدأٌ سياسي وأخلاقيّ يرشد الموقف ويضبط الخيارات: في الداخل، فهي تعني تغليب منطق الدولة وسيادة القانون على منطق الفئويات والانقسامات، وفي الخارج، فهي تعني اعتماد كل ما يصون سيادتنا واستقلالنا ويحفظ دورنا العربي وانفتاحنا على العالم. فلبنان لا يعيش بالعزلة ولا يحيا بالتبعية بل بالتوازن وبقدرته على أن يكون مساحة التقاءٍ لا ساحة تنازع. وما أظهرته هذه المرحلة يؤكّد أنّ الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها. فوحده لبنان القويّ بدولته، بمؤسساتها وبجيشه الواحد، هو لبنان القادر على الدفاع عن ارضه وصون امن ابنائه. فبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً، كما نص عليه اتفاق الطائف، ليس مطلبًا سياسيًا فحسب، بل هو شرط وجودها كدولة.
واضاف: كما نحن ملتزمون حصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومتنا، فنحن ملتزمون ايضاً بمسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلَح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب ان يبقى فوق القانون، والدستور هو الكتاب، على حد قول الرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي نحتكم إليه في حلّ خلافاتنا. فبه وحده نحمي الحريّات العامة، نصون المساواة المواطنية، نحفظ وحدة الدولة ونحمي امن البلاد. فلنكمل مسيرة الإصلاح معاً، ولنعمل ايضاً على التمسك بديمقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية فنجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل باي تأجيل لها .
واكد سلام أنّ لبنان لا ينهض إلا باستعادة دولته، وان لا مناعة للدولة إلا بعدالتها، ولا عدالة من دون قانون واحد يطبق على الجميع بالتساوي. وقال: من صيدا، نوجّه التحية إلى كل الجنوب، إلى صور والنبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا والعرقوب وقرى الحافة الأمامية، وإلى كل قرية تنتظر العودة والإعمار. فلنتمسك معًا بما يجمعنا، ولنجعل من صيدا، من هذه المدينة الصامدة الابيّة، منطلقًا للبنانٍ جديدٍ، متصالحٍ مع ذاته، مؤمنٍ بدولته، واثقٍ بشعبه ومستقبله.
المقاصد
واختتم سلام زيارته لعاصمة الجنوب بتلبية دعوة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا إلى مأدبة غداء تكريمية أُقيمت على شرفه في باحة ثانوية المقاصد الإسلامية - ضهر المير بحضور الوزراء المرافقين ونواب وفاعليات المدينة والجوار .وكان في استقبالهم رئيس الجمعية محمد فايز البزري، وأعضاء المجلس الإداري.
البزري
واستهل اللقاء بالنشيدين اللبناني والمقاصدي، وتلاوة من القرآن الكريم، وتحدث فايز البزري مرحباً بسلام والحضور وقال: دولة الرئيس... أهلاً بك في "المقاصد"، منارة العلم والمعرفة، وشعلة المبادئ والقيم. هذه الجمعية التي لم تحد على مدى تاريخها الطويل، عن الأسس التي أرساها المؤسسون الأوائل، وسار عليها من جاء بعدهم ممن تعاقب على إدارة الجمعية والقيام بشؤونها، الذين أرادوها -وستبقى المقاصد بإذن الله- الحصن المنيع في ترسيخ التعاليم والقيم الإسلامية؛ قيم الاعتدال والتسامح والمحبة والتعاون مع كل أبناء هذا الوطن. قيمٌ كان لها على مدى التاريخ الدور الأساسي في صون الاستقرار، والحفاظ على هذا الوطن وكيانه..قيمٌ يُحافظ فيها المسلم على هويته، دون أن يقطع صلته بشريكه في الوطن، وأخيه في الإنسانية. قيمٌ تبحث عن كلمة سواء، وقواسم مشتركة، ومساحات تلاقي .
وأضاف: أهلا بك بين أهلك ومحبيك وداعميك لإكمال مسيرة إعادة النهوض والإصلاح لهذا الوطن. فلبنان وُجِد ليبقى رمزا فريداً في تعايش أبنائه، رمزا للحرية والديمقراطية... رغم كيد الكائدين.نحن في جمعية المقاصد -صيدا نقول لك دولة الرئيس بكل ثقة وثبات: "نحن معك لبناء دولة نطمئن فيها إلى مستقبل أبنائنا. لبناء دولة العدالة والمساواة والإنماء المتوازن. وما هذه الزيارة لمدينة صيدا، بدعوة ورعاية نوابها وحضور فعالياتها، إلا تعبيرًا عن دعم صيدا بكل أطيافها للدولة ومشروع الدولة الذين تمثله
سلام
وتحدث الرئيس سلام فأعرب عن سعادته لزيارة مدينة صيدا لأنها "عزيزة على قلبي"، واعتبر أن "المقاصد هي بيتي مع أنني لم اتعلم فيها ولست من خريجيها وهذا لأكثر من سبب. هناك توأمها في بيروت. وبالنسبة لي المقاصد ليست جمعية أو مدرسة بل هي عنوان للنهوض المجتمعي والاسلام المتنوع. أنا اليوم في بيتي وبين اهلي. وهناك العديد من الاصدقاء معي اليوم هنا وهم من خريجي المقاصد. وقال: يوجد تحديات كبيرة اليوم أمامنا ولكني واثق اذا استمرينا بمسيرة الاصلاح التي بدأناها، إن كان بالاصلاحات المالية أو الادارية او القضائية، سنكون قادرين على انقاذ البلاد، وهذا وحده لا يكفي. نحن نريد بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما جاء في اتفاق الطائف، ولا علاقة لهذا بالقرارات الدولية أو القرار 1701، بل هذا ما تعاهدنا عليه، وتعهدنا في حينها ولا خيار آخر لنا".
واضاف : اليوم التحديات للأسف أكبر وليست متوقفة فقط على عملية الاصلاح او على بسط سيادة الدولة بقواها الذاتية، فاليوم لدينا حاجة للإنماء واعادة الاعمار، وأنا أعرف ما هي الصعاب التي تواجهنا في مسألة الإعمار ومسألة عودة أهلنا الى قراهم، لأن امكانياتنا ضئيلة جداً، وكنا نأمل ان تأتينا الاموال، ولكن للأسف لم تأت ، وهذا لن يثينيا عن إستمرار العمل من أجل تأمين الأموال المطلوبة للإعمار حتى نمكن أهلنا من ان يعودوا بكرامة الى منازلهم في الجنوب، وسننجح وكلي ثقة من اعادة الاعمار خلال الاشهر المقبلة ودعم الجيش والاجهزة الامنية، مشروعنا هو اعادة بناء الدولة ولن نتراجع، وسنستمر بمسيرة الاصلاح للنهوض بالبلد وإعادة الاعمار والانماء,
بعدها، قدم فايز البزري درعاً مُذهبة بإسم الجمعية الى الرئيس سلام عربون محبة وتقدير.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.