29 أيلول 2025 | 22:07

رياضة

إعادة بناء مدريد قيد العمل بقيادة ألونسو

إعادة بناء مدريد قيد العمل بقيادة ألونسو

ديرموت كورغان - نيويورك تايمز

قبل أول دربي لتشابي ألونسو كمدرب لريال مدريد أمام أتلتيكو مدريد، كان يواجه أسئلة عمّا إذا كان فريقه قادراً على الوصول إلى الرقم القياسي في «لاليغا»، البالغ 100 نقطة بعد فوزه في كل مبارياته الـ6 الأولى من الموسم.

بعدما تلقّى فريق ألونسو هزيمة قاسية بنتيجة 5-2 أمام أتلتيكو، بدأ يُسأل عمّا إذا كانت هذه الخسارة تُعدّ من بين أكثر الهزائم إحراجاً في تاريخ النادي.

كان الأداء والنتيجة بهذا السوء فعلاً. كانت هذه أول مرّة يتلقّى فيها ريال 5 أهداف من غريمه في المدينة منذ ما يقرب من 75 عاماً، وجاءت بمثابة صفعة على وجه ألونسو، الذي يُشرف على مشروع جديد في «برنابيو».

فريق مدريد المتردد والبطيء والناقص الخبرة، سُحِق من قبل أتلتيكو الأكثر كثافة واندفاعاً ونضجاً، فلخّصت النتيجة النهائية الفجوة بين الفريقَين على مدى 90 دقيقة.

التشكيلة الأساسية لألونسو في المباراة كانت من بين الأصغر سناً التي دفع بها مدريد في هذا الدربي في السنوات الأخيرة، وضمّت المدافعَين دين هويسين (20 عاماً) وألفارو كاريراس (22 عاماً)، القادمَين من بورنموث وبنفيكا مقابل أكثر من 120 مليون دولار.

شارك صانع اللعب أردا غولر (20 عاماً) في أول دربي له في خط الوسط الهجومي، والمدافع راؤول أسينسيو (22 عاماً) دخل بديلاً بين الشوطَين، بينما كان فرانكو ماستانتوونو (18 عاماً) من بين الذين أشركهم ألونسو في الشوط الثاني.

شكّلت الطاقة الشبابية جزءاً كبيراً من نهج ألونسو الجديد منذ أن خلف كارلو أنشيلوتي في نهاية الموسم الماضي. واحدة من الانتقادات التي وُجّهت لأنشيلوتي من بعض الجماهير والمحلّلين نحو نهاية فترته كانت تفضيله الظاهر للاعبين الأكبر سناً والأكثر خبرة، خصوصاً في المباريات الكبيرة.

بالنسبة إلى ألونسو، كان تبنّي الجديد والشباب جزءاً من فكرته في تجديد وتحديث مدريد. فكل من هويسين وكاريراس وغولر وماستانتوونو هم لاعبون ممتازون فنياً، مرنون تكتيكياً، يناسبون جيداً التنظيم المدمج، الضغط العكسي السريع، والأنماط المكرّرة للعب التي طبّقها ألونسو بشكل مثير للإعجاب في منصبه السابق مع باير ليفركوزن.

كان الأربعة جميعاً من بين أكثر لاعبي مدريد إبهاراً في المباريات الـ7 الأولى المثالية من الموسم، قبل هذه الصفعة. لم يكن فريق ألونسو قد منح خصومه الكثير من الفرص خلال تلك المباريات، إذ كان يسيطر على المساحات ويحافظ على الكرة بعيداً من مرمى تيبو كورتوا.

لكنّ الأمور كانت مختلفة وسط الأجواء النارية في «ميتروبوليتانو». النهج التحليلي والمنهجي الذي يُريد ألونسو غرسه في فريقه انهار تماماً أمام كثافة وعدوانية فريق دييغو سيميوني.

واعترف مصدر في الجهاز الفني لـ»ذا أثلتيك»، أنّ قلة الخبرة ربما لعبت دوراً في الهزيمة، إذ تتطلّب مواجهة كهذه قوة ذهنية. وأضاف آخر إنّه شعر أنّ الفريق يفتقر إلى القيادة.

بعد المباراة، كان سيميوني وعدة لاعبين من أتلتيكو واضحين، حين تحدّثوا عن كيفية استهدافهم لدفاع مدريد. التمرير المباشر والحركة الذكية جعلا هويسين وكاريراس (ومعهما المدافعان الأكثر خبرة داني كارفاخال (33 عاماً)، وإيدير ميليتاو (27 عاماً)) يجدون أنفسهم مراراً متراجعين إلى عمق منطقة الجزاء. وكان كاريراس نقطة محورية لهجوم أتلتيكو، فعانى الظهير الأيسر كثيراً.

كما اضطرّ لاعبو مدريد إلى الدخول في معارك بدنية أكثر بكثير ممّا واجهوه في المباريات السابقة. وجدوا أنفسهم يتراجعون نحو مرمى كورتوا، حيث كانوا أقل راحة بكثير. وتحدّث سيميوني بعد ذلك عن سلسلة من الركلات الركنية المبكرة التي تسبَّبت بـ «الدُوار» لدفاع الضيوف.

في الهدف الأول لأتلتيكو، لم يتمكن أوريلين تشواميني (25 عاماً) من منع روبن لو نورمان من القفز على بُعد 6 ياردات من المرمى وتسجيل هدف برأسية قوية تجاوزت كورتوا.

أمّا الهدف الثاني للمضيف، فكان بسبب ترك هويسين لألكسندر سورلوث من دون رقابة ليُسجّل برأسية، بعدما فاجأته عرضية رائعة من كوكي. أنهى هويسين المباراة بأرقام تمرير مثيرة للإعجاب، مشابهة لمبارياته السابقة مع مدريد، لكن هذا لم يُجدِ نفعاً بالنظر إلى مشكلاته مع أساسيات الدفاع.

أشار هدفَي الشوط الأول أيضاً إلى مشكلة جماعية في مدريد، إذ أُجبروا على لعب نوع مختلف من المباريات عمّا كانوا يتوقعون، ولم يَبدُ أنّهم مستعدّون له ذهنياً أو تكتيكياً. ولم تكن الأفكار الفنية لألونسو بشأن كيفية مقاربة المباراة ذات فائدة حين لم يتمكن لاعبوه من مجاراة كثافة وحماس خصمهم.

كان التباين بين النظرية والتطبيق أكثر وضوحاً في الشوط الثاني. قدّم غولر تمريرة رائعة لكيليان مبابي ليسجّل هدف التعادل، ثم سجّل بنفسه هدفاً رائعاً قبل الاستراحة. لكنّ افتقار التركي إلى الخبرة ظهر بوضوح بعد بداية الشوط الثاني، حين تسبّب خطؤه في إبعاد ركنية بمنح ركلة جزاء لنيكو غونزاليس بسبب رفع قدمه عالياً.

افتقار مدريد للتماسك والخبرة اللازمة لفرض أسلوبه ظهر أيضاً في أداء ماستانتوونو. لكنّه لم يُحدِث أثراً يُذكر بالكرة، ثم فقد أعصابه قرب النهاية حين ظهرت كرة ضالة على أرض الملعب - في ما بدا محاولة من أتلتيكو لإضاعة الوقت - فركلها إلى المدرجات، لينال بطاقة صفراء.

بحلول ذلك الوقت، كان مدريد متأخّراً 5-2 وفي طريقه إلى إحراج تاريخي. لم يتلقَّ هذا العدد من الأهداف في الدربي منذ الخسارة 6-3 في تشرين الثاني 1950.

كانت الـ 90 دقيقة بمثابة تذكير لألونسو بأنّ - خصوصاً في المباريات ضدّ فرق مثل أتلتيكو سيميوني - مجاراة الخصوم في الكثافة والروح القتالية هي الشرط الأول قبل أن تُحدِث الجودة الفنية والتطوّر التكتيكي الفارق.

أظهرت تصريحات ألونسو أنّه كان مدركاً لذلك تماماً. سُئل عمّا يُقلقه أكثر، فأجاب: «افتقرنا إلى تلك الكثافة المطلوبة في مثل هذه المباريات، أمام مثل هذا الخصم، لم ننافس بشكل كافٍ».

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 أيلول 2025 22:07