أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان سلامة الطيران المدني أولوية لا يمكن الاستهانة بها، ليستعيد لبنان مكانته في قطاع الطيران والذي تأثر سلبا نتيجة الاحداث التي جرت خلال الأعوام الماضية، مشيرا الى ان تطوير مطار رفيق الحريري الدولي وجعل مطار رينيه معوض في القليعات، من المشاريع التي التزمت الحكومة تنفيذها، بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط حركة الانتقال والتنقل، والشحن ومكافحة التهريب على انواعه والتي تتولاها الأجهزة الأمنية المختصة.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني وأعضاء الهيئة العامة للطيران المدني برئاسة الكابتن محمد عبد العزيز عزيز، وربيع الخطيب ومازن حداد وانجيل عواد، في حضور مستشاري وزير الاشغال الدكتور جلال حيدر والمحامي هادي موسى.
وخلال اللقاء أشار الوزير رسامني الى ان رئيس وأعضاء الهيئة عينوا في هذه المهمة من خلال الالية التي اعتمدتها الحكومة ومن أصحاب الكفاءات والخبرة الذين سيعملون على تطوير قطاع الطيران المدني بكافة اقسامه ومؤسساته بهدف مواكبة التقدم في هذا المجال والحرص على توفير سلامة الطيران المدني في لبنان.
وعرض رئيس الهيئة الكابتن عزيز للخطوط العريضة لخطة عمل الهيئة مؤكدا انه والأعضاء يشكلون فريقا واحدا سوف يعمل لمصلحة لبنان من دون الاخذ بأي اعتبارات أخرى ساهمت في الماضي في عدم تطوير هذا القطاع.
ورد الرئيس عون مرحبا برئيس وأعضاء الهيئة ومهنئا إياهم على الثقة التي اولاهم إياها مجلس الوزراء، وقال:" أمامكم مسؤوليات كبيرة لإعادة تفعيل قطاع الطيران المدني وتوفير كل الجهود اللازمة لتطويره لا سيما وان سنوات عدة مرت لم يُلحظ خلالها أي تقدم نتيجة الظروف الصعبة التي عاشها لبنان. ودعا الرئيس عون أعضاء الهيئة الى العمل وفق مصلحة لبنان بعيدا عن التدخلات الخارجية من أي جهة أتت."
يذكر انه غاب عن اللقاء العضو الخامس للهيئة السيد حاتم ذبيان لوجوده خارج لبنان.
وبعد اللقاء تحدث الوزير رسامني والكابتن عزيز الى الصحافيين فقال:" قدمنا اليوم الى فخامة الرئيس عون الهيئة الناظمة للطيران المدني، والتي وضع قانون تعيين اعضائها عام 2002، وقد تم ذلك بعد 23 عاماً علماً أن الطيران المدني كان بأوجّه خلال الستينات والسبعينات، والسبّاق على مستوى المنطقة. واليوم، مع وجود هذه الهيئة الناظمة، علينا استعادة امجاد الطيران المدني اللبناني والمسؤولية الأساسية الملقاة على عاتق هذه الهيئة إعادة النظر بالقوانين وتحديثها، خصوصًا ان معظمها لم يتغير منذ أكتر من 30 عاما. وقد تشكلت اليوم هذه الهيئة وتعيّنت بشكل رسمي وفقاً لآلية مجلس الخدمة المدنية، ووزارة التنمية الادارية، وتعتبر هذه الآلية ناجحة جداً لأنها اعتمدت على المقابلات والكفاءات بعدما ترشح 300 شخص على عضوية الهيئة الناظمة وتم اختيار الاشخاص ذوي الكفاءة والذين يتمتعون بالخبرة التقنية ليتمكنوا من ادارتها وتحديثها."
اضاف: "اتشرف لأكون معهم اليوم وتقديمهم الى فخامة الرئيس. ويقع على عاتقهم الكثير من المسؤوليات والواجبات،واهمها، اضافة الى تحديث القوانين، العمل على تأهيل مطار القليعات. وقد سلمنا اليوم للطيران المدني المهمة لاستكمال تطوير هذا المطار ووعدنا بتلزيمه خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام المقبل. وبعد تسليمهم هذه المسؤولية سأتمكن من التركيز على انجاز مهام اخرى. واليوم نقف نحن وفخامة الرئيس الى جانبهم وسنساعدهم، ومطمئنون لأن قطاع الطيران المدني ومطار رفيق الحريري الدولي واي مشروع آخر اصبحوا بأيد امينة."
رئيس الهيئة الناظمة
ثم تحدث رئيس الهيئة الناظمة الكابتن عزيز فقال:" تشرفنا بزيارة فخامة رئيس الجمهورية ووضعناه بالصورة الكاملة لتشكيلة الهيئة الجديدة وما تملكه من قدرات، إضافة الى التحديات التي ستواجهها في المستقبل. وإن شاء الله مع وجود هذه التشكيلة والارادة سننفذ كل المشاريع المطلوبة لتحسين قطاع الطيران المدني في لبنان من ناحية السلامة والامن ومن ناحية جذب السياح الى بلدنا وهو امر اساسي لاستمرارية اقتصاد بلادنا."
اضاف:" وكما نعلم جميعاً، إن المطارات هي بوابة الوطن امام العالم، واول ما يراه الزائر عند وصوله الى بلد ما. فإذا كان الاستقبال في المطار لائقاً وجيداً سينعكس ذلك مباشرة بصورة جيدة عن البلد، أما إذا لم يكن على المستوى المطلوب فسينعكس ذلك سلباَ منذ اللحظة الاولى. وهذا الامر يعتبر من اهم التحديات التي تواجهنا، فلدينا المقدرة التقنية، وإن شاء الله ستتوفر المقدرة المالية ايضاً، وأنا على ثقة انها ستتوفر لنتمكن من تنفيذ كل المشاريع بالتعاون مع مختلف المعنيين الذين يعملون في هذا الاطار كالهيئة العامة للطيران المدني ووزارة الاشغال العامة وشركات الطيران مثل شركة طيران الشرق الاوسط وشركات الطيران الاجنبية وغيرها وكل من يعمل في المجال السياحي، فدورهم ومن مصالحهم أن يتطور هذا القطاع في لبنان . وكما تفضل وأوضح معالي الوزير اننا نعمل على تطوير وتهيئة مطار القليعات وكذلك نعمل على توسعة مطار رفيق الحريري الدولي كي يتمكن من استقبال الكم الهائل من السياح الذين يزورون لبنان."
وزير الاعلام "والملتقى الإعلامي العربي"
واستقبل الرئيس عون وزير الاعلام المحامي بول مرقص والأمين العام لـــ " الملتقى الإعلامي العربي" السيد ماضي عبد الله الخميس ومدير العلاقات الخارجية في هيئة الملتقى السيد يوسف جاسر عبد الحسن والمسؤول عن التواصل في لبنان المحامي جوزف يزبك. وقد وجه الوزير مرقص والسيد الخميس دعوة للرئيس عون لرعاية فعاليات "الملتقى الإعلامي العربي"في دورته الـــ 21 تحت عنوان " الاعلام والتنمية المستدامة... شراكة الحاضر وتحالف المستقبل" والذي سيقام في بيروت خلال شهر تشرين الأول المقبل. وأشار الوزير مرقص والسيد الخميس الى انه سيشارك في "الملتقى عدد من وزراء الاعلام العرب، وكوكبة من رؤساء التحرير ومسؤولي المحطات الفضائية والمسؤولين الإعلاميين، وحشد من الأكاديميين والصحفيين والمذيعين والفنانين والمهتمين بشؤون الاعلام. و"الملتقى" عضو مراقب في اللجنة الدائمة للاعلام، ومجلس وزراء الاعلام العرب في جامعة الدول العربية.
ورحب الرئيس عون بانعقاد "الملتقى" في بيروت، معتبرا انه سيكون مناسبة تؤكد ان لبنان كان وسيعود مركزا إعلاميا عربيا ودوليا رائدا، والمكان الذي يلتقي فيه من يشهد للحرية المسؤولة التي تحفظ الدول وتصون كرامة شعوبها.
وزير الاعلام
وبعد اللقاء، تحدث وزير الاعلام الى الصحافيين فقال:"زرنا اليوم فخامة الرئيس برفقة وفد من الملتقى العربي للاعلام، برئاسة الامين العام للملتقى الاستاذ عبد الله الخميس وعدد من الاعضاء الذين نعمل معهم لإقامة ملتقى الاعلام العربي في بيروت، وهي المرة الاولى التي يعقد فيها هذا المؤتمر بدورته الـ 21 خارج الكويت، لأنه يعقد عادة على مستوى قطاعي في جامعة الدول العربية. ولكنه هذه المرة سيعقد برعاية فخامة رئيس جمهورية العماد جوزاف عون في بيروت في شهر تشرين الاول القادم. ولذلك استأذنا فخامته لأخذ هذه الرعاية الكريمة وشُكر الوفد الكويتي الكريم على هذه المبادرة الطيبة لإقامة الملتقى السنوي في ربوع لبنان."
الامين العام للملتقى
ثم تحدث الامين العام للملتقى فقال:"تشرفنا هذا الصباح بلقاء فخامة الرئيس جوزاف عون وطلبنا من فخامته بأن يعقد ملتقى الاعلام العربي بدورته الـ21 في بيروت تحت رعايته وقد قبل مشكوراً ورحب بتنظيم هذا الملتقى في لبنان وأن يستضيف لبنان الاعلاميين العرب. فملتقى الاعلام العربي تأسس عام 2003 ويعقد انشطة اعلامية على مدار العام وإننا نفتخر اليوم وللمرة الاولى ان يعقد في لبنان، ومن المؤكد ولا يخفى على احد مكانة لبنان الاعلامية والثقافية والفكرية، وهو اشعاع الثقافة والاعلام والفكر في الوطن العربي وكان منبعاً للكثير من افكار الابداع الاعلامية في كل المجالات، وهو شعلة مضيئة اضاءت طريقنا كإعلاميين لسنوات ولا زالت تشع بالامل والتقدم الاعلامي الممتاز. ونحن نفتخر ان يقام هذا الملتقى في بيروت وتحت رعاية فخامة الرئيس وبالتعاون مع وزارة الاعلام في لبنان بقيادة الاخ العزيز معالي الوزير مرقص الذي قدم كل الدعم والتسهيلات لإنجاح هذه الفكرة، وإن شاء الله ان يكون هذا النشاط عند حسن ظن الجميع. وما اود ان اقوله بشكل مختصر هو رسالة الى زميلاتي وزملائي الاعلاميين في لبنان بأن هذا الملتقى هو منكم واليكم ويحتضنه لبنان ولا نستغني عن جهودكم وافكاركم ووجودكم وعن اي ملاحظات من الممكن ان تقدموها لنا. ونوجه اليوم دعوة الى جميع الاعلاميين ليشاركوا في هذا الملتقى ولا سيما طلاب الاعلام والاساتذة. وادعو الجامعات، خصوصاً كليات الاعلام للمشاركة ، وسنوجه لهم الدعوات لأن طلاب كلية الاعلام سيستفيدون من هذا الحضور الاعلامي وإن شاء الله يكون الملتقى عند حسن ظن الجميع."
ثم سئل وزير الاعلام: هل ستعقدون مؤتمرا صحافياً للاعلان عن تفاصيل هذا الملتقى خصوصاً وان الفترة المتبقية لانعقاده قصيرة جداً؟
اجاب: " ان سعادة الامين العام طمأن وأكد بما لديه من امكانات تحضيرية وخبرة في اعداد هذا المؤتمر، بأن التحضيرات له سهلة لانه مؤتمر سنوي ويجري التحضير له كل عام. ومن جهتنا اجرينا التحضيرات اللازمة التمهيدية للملتقى وسنعلن عن كل التفاصيل المتعلقة به في مؤتمر صحافي سنعقده في السراي الكبير الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم."
ولفت الامين العام من جهته، الى أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً قبل انعقاد الملتقى للشرح بشكل مفصل عنه وعن المحاور التي سيعالجها.
النائب سامي الجميل
نيابيًا، استقبل الرئيس عون رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة.
وبعد اللقاء تحدث النائب الجميل الى الصحافيين فقال: "نحن دائما نُسرّ باللقاء مع فخامة الرئيس الذي يبرهن يوميا انه الرجل المناسب في الوقت المناسب. ولقد اتينا لشكره على الكلام الذي إنتظرناه مدة 35 سنة من قبل رئيس جمهورية في مناسبة ذكرى الشيخ بشير. وسواء كان فخامة الرئيس او دولة الرئيس نواف سلام، فإن التحية التي وجَّهاها الى بشير في 14 أيلول لها دلالة كبيرة جدا، ومفادها اننا إنتقلنا الى مرحلة جديدة في تاريخ لبنان، ويمكننا إعتبار ان القيادة في لبنان أصبحت بأكملها في موقع سيادي واضح، وأن مشروع بشير في دولة سيدة موحَّدة، وال10452، اصبح قضية الدولة بأكملها من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة واكثرية المجلس النيابي."
أضاف: "في هذه المناسبة، أكدنا لفخامة الرئيس دعمنا الكامل له، مرة جديدة. وحزب الكتائب يقف الى جانب العهد لكي يستمر في الدفاع عن لبنان وحمايته والعمل بحكمة كبيرة. وانا اشهد لفخامة الرئيس لجهة تعاطيه بحكمة عالية جدا خلال الأزمة الكبيرة التي إجتازها لبنان. هناك وضوح وثبات في الموقف، وإصرار على تطبيق خطاب القسم، وقرارات مجلس الوزراء في ما يتعلق بحصرية السلاح. وهذا الأمر مستمر وقيد التنفيذ، الى جانب التروي وعدم إستفزاز الآخر. وهذا بيت القصيد. ومن هنا فإننا ندعم بشكل كامل، طريقة فخامة الرئيس في التعاطي مع هذا الملف، لأن ما يهمنا في النهاية هو ان نحقق الهدف لا ان نقوم ببهورات يمكن ان تعرقل الوصول الى النتيجة المرجوَّة. ومن هذا المنطلق، لدينا ملء الثقة بما يقوم به فخامته. والدعم الدولي الذي يحظى به لبنان لم نشهده منذ زمن. ونحن نسمع اليوم بدعم كبير للجيش اللبناني قريبا، وكذلك هناك مؤتمرات دعم مرتبطة بنا وليس بأحد آخر. كما أننا ندعم فخامة الرئيس على الكلمة التي القاها أمس خلال القمة. وعلى الرغم من الانتقادات التي نسمعها ، فإن لدى فخامة الرئيس همًا واحدا هو حماية لبنان والشعب اللبناني. وكل الأدوات الأخرى برهنت فشلها في الدفاع عن لبنان. اليوم، نريد ان نعطي فرصة لفخامة الرئيس لكي يتمكن من حماية لبنان والشعب اللبناني بطريقة أخرى. وكما تمكنت كل الدول العربية من ان تنعم بالإستقرار، وما من احد يعتدي عليها ولا يعتدي على حدودها، ولا تتعرض لا الى قصف ولا الى إحتلال، فذلك مرده الى انها عرفت كيف تحمي نفسها بالدبلوماسية. نحن في لبنان، علينا ان نتعلم حماية أنفسنا بالطريقة المختلفة، بعدما جرّبنا أدوات أخرى وفشلنا. وكانت النتيجة ان بلدنا كان محررا فأصبح محتلا بسبب الطريقة التي قررنا العمل بموجبها. واصبحنا كبلد صغير، بإمكاناته المحدودة نلعب لعبة سباق التسلح وموازين القوى. لا. علينا ان نكون اذكياء أكثر من ذلك، عبر حماية لبنان بطريقة مختلفة، عن طريق الدبلوماسية، كما فعل غيرنا. وأحيانا، تُضطر الحكومة والدولة اللبنانية الى حماية اللبنانيين غصبا عنهم. وهذا دور الأب الذي يفرض أحيانا على أبنائه القيام بأمور غصبا عنهم من أجل مصلحتهم ولحمايتهم. واليوم الدولة تريد ان تحمي كل اللبنانيين، وهدفها حمايتهم جميعا وبناء مؤسسات وإقتصاد قوي ومستقبل أفضل لكل أبنائنا من الشمال الى الجنوب، من كل الطوائف والمناطق. هذا ما يقوم به فخامة الرئيس اليوم. وبدل التهجم والحملات الإلكترونية التي نشهدها منذ صباح اليوم بحق فخامة الرئيس، بالعكس فإن المطلوب هو التعاون مع فخامته لأنني متأكد ان ما يقوم به قادر على حماية الجميع وتأمين سلامة لبنان أكثر بكثير من الأداء الذي شهدناه في ال40 سنة الأخيرة والذي دمَّر ما دمَّره، وادّى الى إحتلال جديد للبنان."
سئل عن موقف حزب الكتائب من قانون الانتخابات النيابية، لا سيما مع إقتراب نفاد بعض المهل، فأجاب: نحن اول ما أُقِّر هذا القانون صوَّتنا ضده لأنه يتضمن مشاكل كبرى واهمها انه يكرِّس 6 نواب للإغتراب ويفصل الإغتراب عن الداخل اللبناني. وبعد التصويت ضده، تقدمنا بإقتراح تعديله، على الأقل للسماح للمغتربين بالتصويت ل128 نائبا ونلغي المقاعد الست للإغتراب. هذا ما تقدمنا به في العام 2018، وحينها وصمونا بالخونة والسيئين. الآن أصبحت أكثرية المجلس النيابي تريد إلغاء المقاعد الست للإغتراب، والعودة الى ما كنا طرحناه في العام 2018. لا إِشكال في ذلك. نحن من جهتنا تقدمنا بإقتراح الدوائر الفردية، ولا أعتقد ان هناك وقتا امامنا لتغيير بنيوي في قانون الإنتخاب. ما يمكننا القيام به من الآن الى العام 2026 هو إزالة الأمور السيئة في القانون الحالي وأهمها إلغاء المقاعد الست والعودة الى ال128 نائبا يصوت لهم المغتربون. هذا امر سهل يمكن ان يحصل في جلسة واحدة. نحن بحاجة الى الإرادة، والى تجاوب الرئيس بري مع أكثرية المجلس النيابي لإقرار هذا الأمر.
وسئل عما إذا كانت المساعدات للبنان لا تزال مشروطة بحصرية السلاح بيد الدولة، فأجاب: صراحة، يجب ان يكون الدعم مشروطا بأن تصبح الدولة دولة. ما من أحد يعطي أموالا للادولة، او لدولة متفلتة وغير قادرة ان تضمن عدم تكرار الحرب والدمار. ليست شغلة المانحين ان يمنحونا مساعدات لإعادة الإعمار، لنعيد فندمر بعد سنتين. وبعد سنتين يعيدوا إعطاءنا مساعدات لإعادة الإعمار من جديد لما سبق واعدنا بناءه وأعيد تدميره، وهكذا دواليك. برأينا ان ما طرحه فخامة الرئيس والقائم على السير بالتوازي هو امر جيد. يجب ان تكون هناك إشارة واضحة من حزب الله. يجب ان يبدأ الأمر من هنا. حصرية السلاح بحسب كل ما يحكى، بحاجة الى 12 شهرا و15 شهرا...؟ لماذا؟ لأن حزب الله يرفض تسليم السلاح، فيُضطر الجيش للتفتيش عن السلاح. موضوع حصرية السلاح يمكن ان يحصل خلال شهر إذا قرر حزب الله ان يسلمه. والمشكلة ان الحزب لا يزال الى الآن يعرقل هذا الموضوع، مع العلم انه لا يقف بوجهه. فإذا كنت لا تقف بوجهه، وفي هذا الوقت بالذات هناك مخازن يتم إستلامها من قبل الجيش اللبناني ولا تحصل مقاومة وبالتالي فإن الأمور ماشية، لماذا لا تبادر الى تسليم السلاح بملء إرادتك وتخرج من هذا الموضوع كبيرا، عوض ان تأخذ المسالة 12 او 15 شهرا او تنفجر الذخائر بعناصر الجيش ويستشهد عناصره؟ إذ ذاك، عوض ان يتطلب حصر السلاح 12 او 15 شهرا، نحصره خلال شهر. الموضوع يحتاج أيضا الى إرادة من الجهة المقابلة. وكذلك فأن تأتي أموال الى لبنان في الوقت الذي لم يقف فيه بعد النظام المصرفي على رجليه، الأمر ليس سهلا. هناك عمل علينا القيام به، والفجوة المالية علينا ان ننتهي منها، وكذلك هنالك قوانين إصلاحية علينا إقرارها لطمأنة من يريد التبرع للبنان من القيام بذلك.
الوزير السابق وديع الخازن
سياسيًا أيضا، استقبل الرئيس عون عميد المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء:" تشرفت بلقاء فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون حيث عبرت عن تقديري العميق لما تميزت به كلمته خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة من وضوح في الرؤية ودقة في التعبير عن ثوابت لبنان القومية، ولا سيما لجهة دعوته إلى رصّ الصف العربي دفاعاً عن القضية الفلسطينية ورفض كل أشكال العدوان على لبنان والدول العربية .
لقد عكست هذه الكلمة صورة لبنان الحريص على وحدته الوطنية ودوره العربي الفاعل، وأثبتت أن لبنان، رغم التحديات، ما زال منبراً للحق وصوتا للسلام والعدالة.
وإذ يستعد فخامة الرئيس للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أتوجه بالدعاء أن يوفقه الله في إلقاء كلمة تعبر عن تطلعات اللبنانيين وتسمع العالم رسالة لبنان الحقيقية كبلد للسلام والانفتاح، وأن يمده بالعزم والحكمة ليحمل صوت وطنه عالياً في هذا المحفل الدولي.
كما جرى خلال اللقاء عرض للأوضاع الداخلية الدقيقة التي يمر بها بلدنا، وأكدت لفخامته أن الأولوية تبقى في حماية الاستقرار الأمني والاقتصادي، وتعزيز الحوار بين جميع المكونات اللبنانية بما يصون وحدة الدولة ومؤسساتها. وشددت على ضرورة اغتنام أي فرصة للتلاقي بين القوى السياسية من أجل إطلاق عجلة الإصلاحات واستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي.
وقد قدرت عالياً الجهود الحثيثة التي يبذلها فخامته لتنظيف إدارات الدولة من الفساد المستشري فيها، وإصراره على ملاحقة كل من يعبث بالمال العام أو يسيء إلى المصلحة الوطنية. كما ثمّنت سعيه الدؤوب لإيجاد الحلول العملية الكفيلة بإعادة الودائع إلى أصحابها في المصارف، بما يرسخ العدالة المالية ويحفظ حقوق المودعين وكرامتهم.
إن فخامة الرئيس يقود في هذه المرحلة مفاوضات ومساع شاقة لتجنيب لبنان تداعيات الصراعات الإقليمية والدولية، ويعمل بثبات من أجل تحصين السلم الأهلي وتثبيت دعائم الدولة. وقد لمست لديه حرصاً صادقاً على إبقاء لبنان بعيداً عن أي مغامرات قد تعكر صفو الأمن الداخلي أو تهدد مصلحة أبنائه.
اجدد دعمي لهذه الجهود الوطنية الجامعة، وادعو جميع القوى السياسية والروحية الى التجاوب مع مبادرات فخامته، فلبنان يستحق ان نلتقي جميعا على كلمة سواء، لنحمي ارضه وشعبه ودوره الحضاري.
السفيرة كلود الحجل
وفي قصر بعبدا، سفيرة لبنان السابقة في قبرص السيدة كلود الحجل لمناسبة انتهاء مهامها في قبرص.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.