2 آب 2025 | 13:01

أخبار لبنان

المدير العام للثقافة: نتمسك بالتنوُّعُ وحريةُ التفكيرِ والتعبيرِ والإبداعِ

المدير العام للثقافة: نتمسك بالتنوُّعُ وحريةُ التفكيرِ والتعبيرِ والإبداعِ

 شدد المدير العام للثقافة الدكتور علي الصمد على اننا وإذا كنا في لبنانَ، "هذا البلدِ الصغيرِ من حيث المساحةُ وعددُ السكانِ، غيرَ قادرينَ على تغييرِ التوازناتِ الإقليميةِ والتأثيرِ على ما يُرسمُ للمنطقةِ منْ مشاريعَ، فإننا حتماً نستطيعُ أنْ نتخذَ القراراتِ ونصيغَ السياساتِ اللازمةَ للنّأيِ ببلدِنا عما يجري منْ حروبٍ في المنطقةِ منْ جهةٍ، ولِحِفظِ السِّلمِ الأهليِّ والوحدةِ الوطنيةِ ولِتعزيزِ مفهومِ المواطنةِ بالتوازي معَ التمسك بالمبادئِ الأساسيةِ التي قامَ عليها لبنانُ وهي: التنوُّعُ، وحريةُ التفكيرِ، وحريةُ التعبيرِ، وحريةُ الإبداعِ" .

فقد رعى الدكتور الصمد باسم وزارة الثقافة، لقاء بدعوة من الرابطة الثقافية وكلية الآداب في جامعة الجنان والندوة الشمالية ومركز صلاح الدين للثقافة والانماء ودار المحبة البيضاء وجمعية الوفاق الثقافية لعرض ومناقشة موسوعة وطن الفتن والمنح للدكتور حسن قبيسي ، الذي اقيم في قاعة مؤتمرات الرابطة الثقافية طرابلس بحضور ممثل النائب اشرف ريفي محمد كمال زيادة ورئيس الرابطة الثقافية رامز الفري ورئيس اللجان الأهلية سمير الحج ورئيسة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض وحشد من الشخصيات .

النشيد الوطني ثم القت فرح صفوح منجد كلمة نوهت بالكتاب والمشاركين ثم القت قصيدة تناولت فيها المؤلف وقيمه الأدبية كما اشارت الى الكتاب قيمة ومضمونا ، و عرضت لمؤلفات الدكتور حسن ، ومشيرة الى رعاية وزارة الثقافة للمناسبة والكتاب ومشيرة الى حرص المدير العام الصمد الدائم المتعدد .

الصمد

والقى الصمد كلمة قال فيها: "نلتقي لنناقشَ كتابَ موسوعةٍ للدكتورِ ( حسن محمود قبيسي) يتصدى لدراسةِ المقوماتِ التاريخيةِ والجغرافيةِ للبنانَ بالإضافةِ الى خصائصِه الديموغرافيةِ، إلى سائرِ الموضوعاتِ المتعلقةِ بالفكرِ السياسيِّ والعلاقاتِ الدوليةِ. وبما انه بات معلوماً انَّ عدداً لا بأسَ به منَ الباحثينَ والمفكرينَ قدّمَ مساهماتٍ في هذا الكتابِ ، فإنني من ناحيتي سأتوقفُ عند سؤالٍ ما انفكَّ يشغلُني ويندرجُ بشكل مباشر أو غير مباشر من ضمنِ موضوعاتِ الكتاب، ألا وهو.: لماذا منذُ نشأةِ لبنانَ ما زالت تتكررُ حروبٌ ونزاعاتٌ وصراعاتٌ على امتدادِ الجغرافيةِ اللبنانيةِ؟ ما هي أسبابُ تلك الحروبِ؟ وهل ثمةَ سبيلٌ لبناءِ دولةٍ حيثُ يتمُّ نزعُ المسبباتِ الداخليةِ للحروبِ؟ وهل ممكنٌ تحييدُ لبنانَ عما يجري في الإقليمِ عامةً وما يحصلُ على أرضِ فلسطينَ منْ حربِ إبادةٍ مستمرةٍ منذُ قيامِ الكيان الإسرائيلي عامَ ١٩٤٨(ألفٍ وتسعِمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين)؟ لن اجيبَ على كلِّ هذهِ الأسئلةِ في مداخلتي هذه، لأن الوقتَ لا يسمحُ بذلك ولأنني أفترضُ بأنّ الكتابَ الذي بين يدينا قد قدمَ قراءاتٍ على ما سبقَ وطرحْتُه، غير أنني سأتوقفُ لاستعادةِ أبرزِ القراءاتِ للحربِ اللبنانيةِ عامَ ١٩٧٥ والتي ما زالت باعتقادي ضروريةً للاحاطة بما يجري اليومَ من انقساماتٍ وما نواجهُه من تحدياتٍ. لقد تمَّ تطويرُ نظريتينِ اساسيتين لقراءةِ وتحليلِ أسبابِ الحربِ اللبنانيةِ: النظريةُ الأولى تركّزُ بشكلٍ أساسيٍّ على العواملِ الداخليةِ المرتبطةِ بطبيعةِ النظامِ السياسيِّ اللبنانيِّ التوافقيِّ، الذي ينتجُ عنه تفاوتٌ أو لا مساواةٌ على الصعيدِ السياسيِّ بين المكوناتِ الطائفيةِ اللبنانيةِ، وفوارقُ اجتماعيةٌ واقتصاديةٌ لاسيما بين المركزِ والمناطقِ الطرفيةِ. أما النظريةُ الثانيةُ، فترى أن الحربَ اللبنانيةَ هي ترجمةٌ او امتدادٌ للصراعاتِ الإقليميةِ، مسلّطةً الضوءَ بشكلٍ خاصٍّ على العواملِ الخارجيةِ والإقليميةِ المرتبطةِ بالجيوبوليتيكِ على مستوى المنطقةِ وعلى تدخلِ اللاعبينَ الإقليميينَ أو الدوليينَ في الشؤونِ الداخليةِ للدولةِ اللبنانيةِ. إلى هاتينِ القراءتينِ ثمةَ نظريةٌ ثالثةٌ، دعمَها عددٌ كبيرٌ منَ الباحثينَ، وانا شخصياً أميل اليها، وتقومُ على التفاعلِ بين العواملِ الإقليميةِ والداخليةِ أو المحليةِ، وتندرجُ ضمنَ منطقٍ تاريخيٍّ مرتبطٍ بعدمِ اكتمالِ عمليةِ بناءِ الدولةِ اللبنانيةِ منْ جهةٍ، وبتداعياتِ الصراعِ العربيِّ-الاسرائيليِّ منْ جهةٍ اخرى".

وتابع: "اليومَ، وبعد مرورِ خمسين عاماً على اندلاعِ الحربِ اللبنانيةِ، مازالت البلادُ تواجهُ نفسَ التحدياتِ لا سيما على ضوءِ الحربِ الإسرائيليةِ الأخيرةِ المستمرةِ على لبنانَ، فثمة حاجةٌ حقيقيةٌ لقراءةٍ موضوعيةٍ للمرحلةِ بهدفِ تحديدِ الخياراتِ واتخاذِ القراراتِ التي تحفظُ السِّلمَ الأهليَّ في لبنانَ، وتُسهمُ في تعزيزِ قوةِ الدولةِ، الأمرُ الذي من دونِهِ لا يمكنُ تحقيقُ ايَّ نهوضٍ اقتصاديٍّ أو ماليٍّ. وإذا كنا في لبنانَ، هذا البلدِ الصغيرِ من حيث المساحةُ وعددُ السكانِ، غيرَ قادرينَ على تغييرِ التوازناتِ الإقليميةِ والتأثيرِ على ما يُرسمُ للمنطقةِ منْ مشاريعَ. فإننا حتماً نستطيعُ أنْ نتخذَ القراراتِ ونصيغَ السياساتِ اللازمةَ للنّأيِ ببلدِنا عما يجري منْ حروبٍ في المنطقةِ منْ جهةٍ، ولِحِفظِ السِّلمِ الأهليِّ والوحدةِ الوطنيةِ ولِتعزيزِ مفهومِ المواطنةِ بالتوازي معَ التمسك بالمبادئِ الأساسيةِ التي قامَ عليها لبنانُ وهي: التنوُّعُ، وحريةُ التفكيرِ، وحريةُ التعبيرِ، وحريةُ الإبداعِ".

الايوبي

عرض عميد كلية الاداب في جامعة الجنان الدكتور هاشم الايوبي، لالتزامات الكاتب ومعايشته محن الوطن الذي شاء ان يؤرخ ما عايش ، معتبرا ان المحنة تنتهي انا الفتن فلا تنتهي، واشار الى ان "المؤلف اتخذ صفة المؤرخ ، فغاص ممقصيا ، في مهمة أساسية مهمة ومعقدة في مرحلة تاريخية من مراحل الأمة".

ولفت الى انه "في عصرنا بعد تقسيم البلاد العربية وحياتنا في مرحلة خطرة ، الأمة تعيش صراعات فلسطين في قلبها مع حرب إبادة، ولبنان لا بد أن يتحمل وتحمل اكثر مما يتوقعون من المحن ساهم الكاتب في توثيقها بموضوعية".

كما استعرض الايوبي ما يجري في غزة وقيام لمؤرخ بدوره الملتزم ، كما يدون وقائع لبنان لإيصال رسالة التاريخ. وانه في التحليل اكتسب قيمة بحجج وبراهين موثوقة، وحيث استحضر الوقائع والمستندات والبراهين حول سعي العدو الى تقسيم الدول الغربية وسعيه الى تسييجنفسه بكيانات شبيهة له اي العدو في سياق كتابة تاريخية

وشدد على "أهمية دور المثقفين الكبير والمسؤولية على عاتق المؤرخين لتعميم ما يقوم به العدو".

عاصي

وتناول الشيخ أحمد عاصي في مداخلته واقع لبنان بلد الفتن والمحن، ملخصا تجربته بالمشاركة في كتابة هذه الموسوعة عن الطائفة الإسلامية العلوية، وتحدث عن لبنان هذا الوطن الغريب بتركيبته والنظرة للتاريخ وللمسألة وجهة النظر وكتابة التاريخ من خلال كل جزء من اجزاء هذا الوطن.

ولفت الى ان "اهمية الموسوعة انها نظرت الى هذه الاجزاء وخرجت منها بصورة الكل وانا كتابته كانت عن الطائفة الاسلامية العلوية وتوخى فيها الاحداث وتسلسل الوقائع بموضوعية بعيدا عن وجهة نظري" التي ربما تاخذني بعيدا عن الموضوعيه والشفافيه".

وفي الختام، تحدث المؤلف الدكتور حسن قبيسي، مشيرا الى ان "التاريخ تضمن تمويها للأحداث في المنطقة وتغيير أسباب الحروب التي كانت تقف وراءها أسباب كبيرة حاول السرد تاويلها وتسخيفها".

اكد ان "الانسان هو يصنع التاريخ وعليه ان يصنع في حاضره ما يخدم غده ، وأن يجب ان نعرف انفسنا لنعرف أسباب المتحولات".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 آب 2025 13:01