25 تموز 2025 | 18:15

أخبار لبنان

عون: يجب التنبه من الاخبار المفبركة وسأسير في ملف الفساد الى النهاية

عون: يجب التنبه من الاخبار المفبركة وسأسير في ملف الفساد الى النهاية

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقون على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على اكمل وجه، ويجب التنبه من الاخبار المفبركة التي تهدف الى اثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالاصل.

وكشف عن قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، وان المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال.

وشدد الرئيس عون على دعمه للقضاء في فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية. ولفت الى ان ملفات الفساد التي فتحت الى الآن، متعلقة بأشخاص من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية. وقال: "سأسير في ملف الفساد الى النهاية، شاء من شاء وابى من أبى".

وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح الرئيس عون ان هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وان الحكومة قامت بما عليها.

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفداً من نادي الصحافة برئاسة رئيسه بسام أبو زيد، الذي استهل اللقاء بكلمة جاء فيها:

"في شباط الماضي زرناكم فخامة الرئيس ونعود اليوم بعد ٥ أشهر إلى قصر بعبدا ولا زال الأمل يحدونا في أن المسيرة التي وضعتم خارطة الطريق لها في خطاب القسم ستتحقق .

في الاشهر الخمسة هذه ظهر أن التحديات كبيرة وان العوائق تأتي من كل حدب وصوب ولكنها تواجه من قبلكم بتصميم لبلوغ الهدف مهما كبرت الصعاب.

نأتي اليكم حاملين معنا أسئلة وتساؤلات من اللبنانيين، ناتي اليكم ونعلم جيدا أن الامور ليست كوني فكانت لا في حصرية السلاح ولا في الإصلاح وقيام الدولة ولا في مواجهة الفساد ولا في استقلالية القضاء وغيرها من التحديات.

نأتي اليكم وكلنا أمل وثقة في أن نجد لديكم من المعطيات ما يكفي لطمأنة كل اللبنانيين بأن مسار النهوض لن يتوقف وأن لبنان بمساعدة أبنائه وأشقائه والمجتمع الدولي سيكون خير مثال على ثبات الدولة والوطن وتقدمه وتطوره.

ونحن كسيدات ورجال نعمل في مهنة الإعلام والصحافة لن نقف أبدا مكتوفي الأيدي ولا نقف في عملية استعادة الدولة وإظهار الحقائق كاملة.

فخامة الرئيس شكرا على استقبالكم وكونوا على قناعة بأننا قوة دفع إلى جانبكم لن تتعب أبدا".


الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومشيراً الى اهمية الاعلام في هذه المرحلة حيث بامكانه ان يلعب دوراً معمرا او مدمراً وخصوصاً في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.

وأضاف: "هناك بعض الاعلام ينحو الى الإضاءة على السلبيات دون الإيجابيات، والتي هي ليست قليلة إلى الآن. فمنذ زيارتكم الأخيرة الى قصر بعبدا في شباط الماضي، تشكلت الحكومة، وتم تعيين حاكم لمصرف لبنان، ورؤساء الأجهزة الأمنية، ومجلس القضاء الأعلى، كما جرت الانتخابات البلدية، وغيرها من الأمور التي تحققت. ولا يجب ان نغفل ايضاً، إعادة العلاقات مع الدول العربية الى نصابها الصحيح".

وفي معرض رده على استيضاح الوضع على الحدود مع سوريا، شدد الرئيس عون على الرغبة في التنسيق والتعاون معها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، وانه في هذا الاطار جرت لقاءات بين مسؤولين امنيين من البلدين وبين وزيري الدفاع في السعودية، لتحديد سبل التعاون في ضبط الحدود وبسط الاستقرار بين البلدين. ونفى ما تردد من شائعات عن وقوع مواجهات في الهرمل بين الجيش اللبناني والسوريين، مؤكداً انه اتصل بقائد الجيش العماد رودولف هيكل للوقوف على حقيقة الموضوع، فتبيّن انه غير صحيح.

وأشار الرئيس عون الى وجود انتقادات وحملات غير مبررة تشوه الوقائع، وتلقي الاتهامات جزافاً، مشدداً على دعمه للقضاء في فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية. ولفت الى ان ملفات الفساد التي فتحت الى الآن، متعلقة بأشخاص من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية. وقال: "سأسير في ملف الفساد الى النهاية، شاء من شاء وابى من أبى".

على صعيد آخر، تطرق الرئيس عون الى مستجدات المطالب اللبنانية المقدمة الى السفير توماس براك، فقال:" ما زلنا ننتظر نتائج تحركات السفير باراك، والرد على الورقة اللبنانية المقدمة له. المطلب اللبناني واضح جداً، نريد التزام إسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس".

ورداً على سؤال حول توقع البعض تنفيذ مضمون خطاب القسم خلال فترة قصيرة، أوضح الرئيس عون انه يتفهم شعور الناس وتوقهم الى الوصول الى لبنان الذي يحلم به الجميع، ولكن المسألة تتطلب وقتاً وليس هناك "عصا سحرية" لتحقيق ذلك، ويجب النظر الى الإيجابيات لتعزيز الامل، وقد بدأت الدول الشقيقة والصديقة بتلمّس التغييرات الإيجابية التي حصلت، وهذا ما يجب البناء عليه.

وفي ما خص خطر امكان عودة التكفيريين والمنظمات الإرهابية الى لبنان، في ظل ما يحصل في المنطقة والدول المجاورة ومنها سوريا، شدد الرئيس عون على ان حماية لبنان تقوم على وحدته الداخلية، مجدداً الإشادة بالمواقف الصادرة من قبل المسؤولين السياسيين والروحيين إزاء ما شهدته السويداء اخيراً. وأشار الى انه عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقون على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على اكمل وجه، ويجب التنبه من الاخبار المفبركة التي تهدف الى اثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالاصل، على غرار ما قيل حول دخول إرهابيين الى القصير وطرابلس، اذ تبيّن ان الموضوع غير صحيح، ولا يمت الى الحقيقة بصلة. ولفت الى ان الخطاب المتطرف لا يفيد ولا يهدف سوى الى تحقيق مكاسب سياسية، ولو على حساب الوطن.

اما عن سلاح حزب الله والدعوات الى الغاء اللجنة الأمنية بين الجيش والحزب، فقد استغرب الرئيس عون الكلام عن وجود مثل هذه اللجنة الأمنية، مشيراً الى قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، وانه يمكن القول ان هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال. وشدد على ان احداً لا يرغب في الحرب، ولا احد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعية وروية مع هذا الملف.

اما عن الوضع في الجنوب وانتشار الجيش، فأكد الرئيس عون ان الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار. اما ما يحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر انها اخبار مضللة هدفها ضرب العهد من اجل كسب بعض النقاط السياسية، فقط لا غير.

وحذر رئيس الجمهورية، رداً على سؤال، من الدعوات التي ينادي بها البعض من اجل التسلح، معتبراً انها تعبّر عن عدم ثقة بالجيش اللبناني الذي يقوم بكل ما هو مطلوب منه بتفان وإخلاص وشجاعة، ان على صعيد محاربة الإرهاب، او مكافحة المخدرات، او الحفاظ على الامن والاستقرار، داعيًا الى التحقق من الاخبار قبل نشرها.

وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح الرئيس عون ان هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وان الحكومة قامت بما عليها حيث شكّلت لجنة برئاسة وزير الداخلية لدرس الافكار والمقترحات الواردة، قبل درسها من قبل مجلس الوزراء الذي قد يحيلها الى مجلس النواب لاجراء اللازم، وقال: ما يهمني هو اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري لافساح المجال امام المواطنين للتعبير عن رأيهم وانتخاب من يرونه مناسباً لتحقيق طموحاتهم.

وفي ما يتعلق بحقوق المودعين، اعتبر رئيس الجمهورية انه فور الانتهاء من مسألة الفجوة المالية، ستكون الأمور اكثر قابلية للحل، فيما استفاد عدد من المودعين من التعاميم المالية لسحب ودائعهم من المصارف بالعملة الأجنبية.

سفير فلسطين

إلى ذلك، استقبل الرئيس عون سفير دولة فلسطين في لبنان السفير أشرف دبور في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان وانتقاله إلى مهمة ديبلوماسية جديدة. وأوضح السفير دبور أنه قدم الشكر للرئيس عون على مواقفه من القضية الفلسطينية ودعمه الكامل لفلسطين في المحافل العربية والاقليمية والدولية، وعلى رعايته للاجئين الفلسطينيين في لبنان واهتمامه الدائم بهم. واضاف: "قلت لفخامة الرئيس أنه ليس لدي أي شك في أنكم كما رعيتم الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية، كذلك سوف تستمر هذه الرعاية والاحتضان لأشقائكم الفلسطينيين اللاجئين في لبنان".

وشكر الرئيس عون السفير دبور على الجهود التي بذلها خلال عمله الديبلوماسي في لبنان لتعزيز العلاقات اللبنانية-الفلسطينية، متمنياً له التوفيق في مهامه الجديدة.

رئيس مجلس القضاء الأعلى والمدعي العام المالي

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والمدير العام المالي الجديد القاضي ماهر شعيتو.

وتمنى الرئيس عون للقاضي شعيتو التوفيق في مهامه الجديدة، وأكد له على أن مسألة مكافحة الفساد هي من الأولويات ودور النيابة العامة المالية أساسي في هذا المجال.

السفير السابق سيمون كرم

وفي قصر بعبدا السفير السابق سيمون كرم الذي أجرى معه الرئيس عون جولة أفق في التطورات الراهنة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 تموز 2025 18:15