تحت عنوان " ويبقى لبنان " وضمن أنشطة نهاية العام الدراسي 2025 ، قدم طلاب ناديي الدراما والرقص في ثانوية رفيق الحريري على مسرحها في صيدا عرضاً خاصاً مسرحياً استعراضياً هادفاً يجسد تعلق اللبناني بأرضه ووطنه مهما قست عليه الظروف والحروب والأزمات. وحضر العرض رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري والسيدة نجلاء سعد ومديرة الثانوية السيدة نادين زيدان واسرة المدرسة ولجنة الأهل وأهالي الطلاب ورفاقهم .
نادين زيدان
وافتتح العرض بالنشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة من المديرة زيدان قالت فيها : خلال عام استثنائي مررنا فيه بتحديات لا تخفى على أحد برزت في الوقت ذاته فرص لتحقيق إنجازات مميزة، لأن قلوبنا لا تعرف الإستسلام. انها سنة تمزج بين الألم والأمل ، بين الذكريات التي نود تخليدها، والفرص التي نبني عليها مستقبلنا الذي نتمناه واعداً ومتجدداً بإذن الله . هذه السنة تحمل في طياتها معان تاريخية عميقة ، اذ تصادف مرور عشرين عاماً على استشهاد الرئيس رفيق الحريري رمز القيادة والتفاني في خدمة الوطن . كما نحتفي بعيد المؤسسة الذي يجسد قيم الوحدة والعطاء والإبداع ، انها محطة نستلهم منها العبر لننظر الى المستقبل بثقة وإصرار .
ورأت زيدان أن "نشاط اليوم ليس مجرد استعراض لمواهب طلابنا وطالباتنا ، بل هو رسالة أمل تجمع بين التعبير الدرامي ، والإيقاع الراقص لتكون اثباتاً على قدرة الفن على تجاوز الألم واضاءة شعلة الأمل التفاؤل في قلوبنا" .
ملك نسب
بعد ذلك، قامت السيدة الحريري بمشاركة المديرة زيدان ومدربة الرقص السيدة ألبينا يقطين بتسليم شهادة تخرج بإسم نادي الرقص في الثانوية للطالبة ملك نسب على "سنوات من العطاء والتميز ". وتحدثت الطالبة نسب حيث روت للحضور حكاية شغفها بالرقص منذ صغرها ، وما مرت به من تجربة مع إصابة خلال تمرين ابعدتها الى حين عن الهواية الأحب الى قلبها فقالت: كان الرقص بالنسبة لي ليس كأي هواية ، كانت الطريقة التي اعبر بها عن نفسي، عن حزني، عن فرحي وحتى عن غضبي . وخلال فترة الإصابة ، كانت الحرب الحقيقية ليس فقط مع الوجع ، كانت مع الخوف ومع الألم مع الصوت الذي كان دائما يقول لي "ما رح أوصل" ، فصرت أحاول المشي حيناً والتمرن حيناً آخر ، حتى وصلت الى هنا . وأنا اليوم لا أحتفل فقط بما وصلت اليه الآن ، بل احتفل بالقوة التي في داخلي وهي المثابرة ، هي فعل يومي، هي أنك تجد الأمر صعباً ورغم ذلك تصل اليه .. نصيحة لكم .. اكيد لدى كل منكم حلم يريد أن يصل اليه فلا تستسلمو لأول مشكلة تواجهكم .
مشهدية ولوحات راقصة
بعد ذلك ، قدم طلاب ناديي الدراما والرقص العرض "بحكاية جسدوا شخصياتها بأداء هو مزيج من الموهبة والإتقان والثقة بالنفس والحضور المبهر ، بعفويتهم وبراءتهم، وبلوحات تعبيرية راقصة ، رسم طلاب الناديين مسرحاً لا يشبه سواه " فتوزعوا على 3 مجموعات توالت او تشاركت اللوحات التمثيلية والراقصة ، التي افتتحت بكلمات للرئيس الشهيد رفيق الحريري وبصوته ترافق مع صور له توثق بعض ابرز محطات مسيرته الإنسانية والوطنية في حب لبنان وتعليم أجيال من أبنائه وإزالة اثار الحرب وإعادة بناء واعمار ما دمرته ، واستعادة دور لبنان وموقعه ومكانته في الشرق والعالم .
وبعد رقصة "stand up for a shampion " ، توزع الطلاب المشاركون على ثلاث مجموعات فقدموا تباعاً مشهدية من ثلاث فصول قصيرة ( مشهد الضيعة ومشهد المطار ومشهد العودة ) ، تحكي قصة تعلق اللبناني بأرضه ووطنه ، رغم حيرته وتردده تحت وطأة الحروب والأوضاع الأمنية بين البقاء فيه والهجرة، حيث ما يكاد يغادره حتى يعود اليه.
ويمر حوار الشخصيات الرئيسية الذين يؤدي الطلاب أدوارهم في المشاهد الثلاثة على ما يتميز به لبنان من طبيعة خلابة ومقومات سياحية ، لما يراكمه من تاريخ ويختزنه من حضارات وتراث وما يتسم به اهله من حب للحياة وتمسك بالقيم وانفتاح على الثقافات، وما يتحلى به انسانه من عزيمة وقدرة على الإبداع والإبتكار وترك بصمة مميزة حيثما حل ، كما يمر على ما عاناه لبنان من حروب وما يعانيه من أزمات اقتصادية واجتماعية وبيئية ، وتطلع شبابه لغد افضل ، مؤكدين انه مهما مر على اللبنانيين وما كابده وطنهم من ويلات .. "يبقى لبنان " .
وتلا ذلك رقصات على وقع اغنيات "بغنيلك يا وطني" ، " Warriors " ، "قومي تانرقص يا صبية "، "حلوة يا بلدي " ، اغنية "بيقولو بلدي زغير " ، رقصة الدبكة ، والرقصة الختامية مع اغنية "بلد التناقض" قدمها الطلاب مجتمعين.
كتب فكرة المسرحية كل من ألبينا يقطين (التي صمّمت الرقصات)، ونادين الكردي (التي أخرجت العمل واعدت السيناريو)، واشرفت الكردي مع مايا حداد على الديكور ، وتولى هاني البوبو هندسة الإضاءة ، و"طلال السوسي ومحمد حوشو " هندسة الصوت.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.