مفتي زحلة والبقاع: صلاح المجتمعات يبدأ من القول السديد وحسن الاختيار

شدّد سماحة مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد السلطان يعقوب التحتا، على أن صلاح المجتمعات لا يتحقق إلا من خلال الاستقامة في القول والعمل، داعيًا إلى تجاوز الحسابات الضيقة، وإعلاء المصلحة العامة على كل اعتبار.

وقال سماحته: "إن صلاح الحياة يبدأ من القول السديد، وإذا أردنا مجتمعًا متماسكاً وحكمًا رشيداً، فعلينا أن نراجع أنفسنا وأصواتنا، وننطلق من رؤية تنبع من ضمير الأمة، لا من مصالح العائلة أو الجاه أو الحزبية أو الطائفية"، مستشهدًا بقول الله تعالى: (اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا).

وأشاد المفتي الغزاوي بالتوافق الأهلي الذي شهدته بلدة السلطان يعقوب، معتبراً أن هذه الخطوة تعبّر عن وعي مجتمعي ناضج يجب أن يُحتذى، وأضاف: "إن من اختارهم أهل البلدة اليوم لتحمّل المسؤولية، أمامهم مهمة وطنية وأخلاقية، وأن يكونوا حصناً لمجتمعنا، وللتشبيك مع مؤسسات الدولة في الداخل والخارج".

وفي ظل اقتراب الاستحقاقات البلدية والاختيارية في مناطق البقاع، وجّه سماحته نداءً إلى كل القرى والبلدات، دعا فيه إلى تغليب روح التنافس الشريف، مشدداً: "لا تحفروا قبور الآباء، ولا تستذكروا السلبيات، بل ابنوا إدارة من خلال بناء الإيجابيات، وحصّنوا مجتمعنا من خلال حسن الاختيار".

وأضاف: "أخاطب أهلنا في بقاعنا العزيز، من خلال ما أولانا الله من المسؤولية، أن يتكاتفوا وأن يتعاونوا، وأن يكون الوفاق عنواناً، حتى وإن كان الوفاق تنافساً، أن يكون الوفاق عنواناً، وأن تكون إدارة مجتمعنا من خلال إرادة سويّة، وإخلاص للعمل، وقولٍ سديد".

وختم سماحته بالدعوة إلى إدارة المجتمعات المحلية بروح التلاقي والإخلاص، مشددًا على أن المغترب والمقيم، بل وحتى أصدقاء لبنان في الخارج، ينتظرون أن يروا مؤسسات تُدار بكفاءة، وتُبنى على النزاهة والشفافية، بعيداً عن الفساد والانقسام.