5 أيار 2025 | 07:43

إقتصاد

كي لا يصير الاقتصاد قاتلاً

مازن عبّود-النهار

"اليوم يجب أن نقول 'لا' لاقتصاد الإقصاء وعدم المساواة. فمثل هذا الاقتصاد يقتل."

البابا فرنسيس (2013)

كشف السيناتور بيرني اندرز في رسالة الى الرئيس ترامب، عن عمق التفاوت الطبقي في أميركا، حيث تسيطر ثلاث شركات على 95% من الشركات الكبرى، بينما يعيش 60% من الأميركيين الفقر النسبي. فالفقراء يعيشون اقل بسبع سنوات من الأغنياء. اعتبر بانّ النظام مكرّس للربح لا الإنسان. فالديمقراطية تتطلب تمويلا سياسيا خاضع للأثرياء. حذّر ساندرز من أوليغارشية جشعة تسعى لتفكيك الدولة، ودعا الى إنقاذ الديمقراطية والاقتصاد. سلوان مطران جبيل والبترون الأرثوذكسي استفاض في الكتابة عن البابا فرنسيس وعن فقره وبساطته وحبه للغريب. عرفه في الارجنتين وعلى سدة بطرس، قال انّ أهميته تكمن في نقله الفقراء كنسيا من الهامش الى رتبة العقائد.

نعم بدأ الاقتصاد يتحوّل الى قاتل. ثمة اتجاه لإخضاع العمل الخيري للقيود أمريكيا. الكاردينال رادكليف (Project Syndicate 2025) اعتبر بانه بذلك ستضمحلّ قدرة الجمعيات الخيرية، والممولين، على تقديم الدعم. مثل السامري الصالح الذي يشكل انموذجا للسلوك الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية للأفراد والدول يصبح من الماضي. بوكانان (1975) جعل منه مأزقا اقتصاديا. الا انّ الازمة ليست في المساعدات بل في أهدافها. بخاصة إذا ما امست حوافزا معكوسة تُثبط الاعتماد على الذات، وتُثني الأفراد عن السعي للعمل أو التعلم، او حتى العودة الى بلادهم في حال صار العائد الهامشي من العمل أقل من فقدان المساعدة. وهذا حاصل لبنانية في ملف اخوتنا النازحين السوريين.

لا يتوجب إيقاف المساعدات للدول بل شرطنتها بالخير، بجعلها تفعّل إصلاحات وأداء. فتصير للتحرر لا للارتهان والتبعية والفساد. وهذا يتطلب ترشيدا للنيات. كما انّ الاعمال الخيرية لا يجب ان تقيّد او تشرطن، فيهلك الفقير الذي يترك. اميركا عقيدة السامري الصالح لا يجي ان تزول فتنمحي أسباب عظمتها. ما قاله ساندرز دستور قيام لها ويتكامل مع رسالة البابا الراحل. عالمنا تنقصه الرحمة والإحسان المسؤول وسامري صالح وحسن توزيع ثروات. يلزمه دول تصنع عدالة اجتماعية وديمقراطية يلزمه الكثير ممن هم على شاكلة ساندرز وفرنسيس.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 أيار 2025 07:43