ثانوية السفير افتتحت "معرض الكتاب والألعاب الفكريّة 2025 " : "حيث تُزهر العقول"

احتفلت ثانوية السفير بافتتاح "معرض الكتاب والألعاب الفكريّة 2025 " تحت عنوان "حيث تُزهر العقول" برعاية الأديب الشّاعر محمّد حسين معلّم ، في حدث ثقافي تربوي يجمع عبر إصدارات كبرى وأهم دور النشر من الكتب والمؤلفات، نتاج مبدعين وكتاب وأدباء وعلماء وشعراء وباحثين، يضيء على تاريخ وثقافة وفكر وعلوم وصحة وترفيه ، ويقدم بما يضم من ألعاب فكرية ووسائط تعليمية ما يحفز الفكر والقدرة على اختبار دهشة الأسئلة والبحث عن إجابات وحلول، والاستمتاع بالمسلي والمفيد منها. هو الشغف لمداد دفّاق بالإبداع يقود إلى مساحة الحنين للكتاب الورقي، ومتعة الانغماس في طيات صفحاته، لتضيف إلى حكاياته ، حكاية شغف .

فقيه

حضر حفل افتتاح المعرض جمع كبير من الشخصيات الثقافية والتربوية والاجتماعية والهيئتين الإدارية والتعليمية في الثانوية ، واستهل بالنّشيد الوطني اللبناني ونشيد السّفير ، وتقديم من الدّكتورة رقيّة فقيه اعتبرت فيه أن " أروع أنواع التّربية تلك الّتي تجعل الحروف مطواعة لتتشكّل أفكارًا منيرة بعد انفجار السّحب، فينبت قمح الأرض كأنجم الثّريّا، ينبت نورًا يضيءُ عتمةَ ليلٍ داجٍ". وقالت: " ليس أنبل في عصرنا هذا، من عمل يحوّل الكتاب مادّة للوعي والمعرفة، لأنّنا نعلم أنّ الكتاب يجعل هذا الجيل يخترق حجب الخيال، ويملّكه سرّ تغيير خارطة العالم، بالكتاب يزهر الفكر فنعتلي صهوة المجد بنداء إقرأ ".

مطر

وبعد عرض فيديو بعنوان "ماذا يحدث داخل العقل عند القراءة؟"، ألقى كلمة الإدارة مدير الدروس الأستاذ أحمد مطر مستهلًّا بسؤال: " كيف تجعل حديقة عقلك تزهر؟" ، ثم مجيبًا : " إذا اعتبرنا العقل كحديقة، فإن كل فكرة جديدة هي بذرة تُزرع في العقل، تنمو وتتحول إلى معرفة راسخة، ثم تزهر. وكما تحتاج الحديقة إلى الماء والضوء والتربة الخصبة، يحتاج العقل إلى القراءة والتفكير والتجربة، ليزهر ويعطي ثمرًا. فكل فكرة جديدة هي بذرة، وكل تعلّم هو رعاية، وكل إبداع هو زهرة تتفتح. فالحدائق المزهرة تبعث على الراحة والجمال، والعقول المليئة بالأفكار تنشر شعورًا بالسعادة والرضا. وتنمية الحديقة العقلية هي تنمية لليقظة الذهنية ولقوة التركيز وترتيب الأفكار، وللمواقف الإيجابية وللتوازن الانفعالي وللعواطف، وهي سبيل لتحرير العقول وسمو الإدراك، ولتنوير الإنسانية. وما معرض الكتاب والألعاب الفكرية في ثانوية السفير إلا فناء رحب من فناءات السفير المتعددة، التي تضج بربيع الحياة، وتزهر بالفكر والإبداع، وتتميز بمناخ وبيئة تتيح للجميع إضافة الزهور والنباتات إلى حدائق العقول فيها".

نحّولي

تلا ذلك عرض فيديو بعنوان " الألعاب الفكريّة" . وتحت عنوان " أنا أقرأ " حاور مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدّين بمشاركة الأستاذة آمنة علّوش الطّالبة زهرة نحّولي عن حكاية وسرّ تعلقها بالكتاب وشغفها بالقراءة، فكانت رحلة أسئلة وإجابات حول بعض كتب وروايات قرأتها وحفظتها عن ظهر قلب وتوقّد ذاكرة، وعايشت أبطالها وتعمقت في أحداثها فأجادت وصفًا واستعادةً لبعض وقائعها وحللت واستنتجت وأبدعت فكانت هي الكتاب وجليسه!...

معلّم

ثم ألقى راعي الحفل الأديب والشّاعر الأستاذ محمّد حسين معلّم كلمة بدأها بتحية خاصة ومؤثرة لثانوية السفير فقال:"ليس غريبًا أن تُعرّش بين كروم الغازية وبساتينها وعلى كتف شاطئ هَرم،شاهدٍ وشهيدٍ،شجرةٌ عصماء طيّبة فرعها في السّماء وأصلها راسخٌ في الأرض،أرض الجنوب، هذه الأرض المنذورة للتّضحيات والعطاء اللامحدود فتزنّرت وتعلّقت بين شهيد وشهيد، لتصبح هذه الشجرة المباركة بسلطانها السّاهر على نمائها واخضرارها وإزهارِها سفيرًا دائمًا للإبداع أدبًا وعلمًا وتربيةً وإشعاعًا ثقافيًّا مُلهما، وها هي تؤتي أُكُلَها بكم وفيكم طلّابًا ومعلّمين وبيئةً حاضنة. فألف شكر ووردة لكم أخي الدكتور سلطان وأسرة الثانويّة إدارة ومعلمين وطلابًا على إتاحة الفرصة لي لأكون واحدًا منكم وبينكم في عُرسكم التّربويّ بالكتاب وأهل الكتاب. فحيثُ أنتم تزرعون الضوء ستولد أجنّة شموسنا ونهاراتنا، وحيثُ أنتم تُسرجون قناديل الحروف بين دفّتي كتابٍ تُزهر العقول والقلوب".

وتطرق معلم إلى أهمية الكتاب في حياة الأمم والشعوب ، فقال في ذلك: "الكتاب أمٌّ تحضن وأبٌ يُحفِّز ويحرّر، هو كائن حيٌّ مغسولٌ بعطرٍ إلهيّ لا يزول، أنفاسه كلمات و صور، وروحه وحيٌ وإلهام، وصوته دبيب حروفٍ على سجّادةٍ من معانٍ وإيحاءات،كلّما شعّت فكرةٌ أضاءت غرفةً في نفسٍ فتألّقت وتنفّست وتجدّدت ، وفُتحت نافذةُ لعقلٍ فأزهر ونما. والكتب كالنّاس، منها الغثُّ ومنها الثمين، فتخيّروها كما تتخيّرون أصدقاءكم، لا تقعوا في دهشةِ المظاهر وإغراءات العناوين،إنما غوصوا في أعماقها ودلالاتها ورسالاتها وإنسانيتها وهويّتها الفكريّة والعلميّة حتّى لا تستزلّكم شياطينُها فتخرجَكم من جنة الإغناء الفكري والإبداعيّ إلى جحيم الفوضى والفراغ والسّطحيّة".

وأضاف: : "جعل الله لكلِّ أُمّةٍ كتابًا ، ولكلَّ رسالةٍ سماويّةٍ كتابًا، وكلُّ منّا سيُعرفُ بكتابه ، لذلك، احرصوا على أن تكون كتبكم دليلكم ومصباحكم في الطريق إلى الله تعالى، فبها يُعرف، وبها نهتدي أو نضلُّ، وبها نرقى أو ننحدر، وبها نغنى أو نفتقر، وبها نسمو أو ننحط، حيثُ بالكتاب وحده تتراكم لدينا القيم والفضائل، و تنضبط المفاهيم وتتزاحم المسسؤوليات الوطنية والمواقف العالية و الطموحات العظيمة التي تبني ولا تدمِّر، والتي تجمع ولا تفرِّق، لنكونَ كما أرادنا اللّٰه تعالى خير أمّةٍ أُخرجت للناس من بوّابة (إقرأْ) وليس من أي باب آخر قد يشوّه أخلاقنا، ويحطّمُ أحلامنا، ويُمزّق أمّتنا ومجتمعاتنا، فوالله ما انتصرت أُمَّةٌ إلّا التي أعلت شأن الكتاب والكُتّاب، وما تقهقرت أخرى إلّا لأنها أحرقت الكتاب وغيّبت الكتّاب، فأعادت جاهليّتها بمسمّيات عصريّة برّاقة خدّاعة. صادقوا كتبكم، وجالسوها بأُنس كلَّ يومٍ ، ولا تبخسوها حقّها، ودلّلوها كألعابكم، فما لمست أجمل من صفحات كتاب، ولا شممت أزكى من عطره وحبره ولا شبعت أكثر ممّا أشبعني كتابٌ. بارك الله تعالى يَدًا كتبت، وعينًا قرأت".

افتتاح المعرض

بعد ذلك كرمت إدارة السفير راعي الاحتفال الأستاذ معلم حيث قدم له الدكتور ناصر الدين هدية بالمناسبة. قام بعدها معلم بمشاركة ناصر الدين بقص شريط افتتاح معرض الكتاب والألعاب الفكريّة " حيث تزهر العقول" وجالا والحضور على أجنحة دور النشر والمؤسسات المشاركة .

تجدر الإشارة إلى أن المعرض يستمر أسبوعًا ، وترافقه فعاليات ثقافية وفنية وتواقيع كتب .

رأفت نعيم