30 نيسان 2025 | 21:07

أخبار لبنان

المفتي زكريا زار صيدا بدعوة من علي العبد الله وجال على مرجعياتها الروحية : بوحدتنا نحطم كل المؤامرات

قام مفتي عكار الشيخ الدكتور زيد بكار زكريا على رأس وفد ، بجولة على المرجعيات الروحية في صيدا ضمن زيارة قام بها للمدينة بدعوة من رئيس مجموعة "أماكو" علي محمود العبد الله، الذي رافقه في الجولة حيث شملت : مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، ومفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران ومطرانية صيدا للموارنة.

عند المفتي سوسان

في دار الإفتاء في صيدا ، رحّب المفتي سوسان بالمفتي زكريا في مدينته وبين أهله في صيدا وبصاحب الدعوة علي العبد الله. وقال: هذه زيارة مباركة بالنسبة لمدينة صيدا، وهي تؤكد على أهمية التواصل بين عكار وصيدا من خلال هذا الموقع، موقع الإفتاء في المدينتين. أهلا" وسهلا" بسماحة المفتي وبالوفد المرافق الكريم". ومن جهته قال المفتي زكريا "تشرفنا اليوم بزيارة هذه الدار المُباركة العامرة بوجود راعيها وصاحبها صاحب السماحة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان. وقد زرنا سماحته بمعية أخي فضيلة الشيخ رئيس دائرة الأوقاف في عكار الشيخ مالك جديدة ورئيس صندوق الزكاة في عكار الأستاذ أسامة الزعبي والأخوة الذين شاركوا في الوفد، وذلك بدعوة كريمة من رجل الأعمال الأستاذ علي العبد الله. ومن خلال هذه الزيارة نستمر بتمتين جسور التواصل بين عكار وشمال لبنان من جهة وجنوبه من جهة أخرى، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من عمر لبنان".

والمطران حداد

وفي مطرانية صيدا للروم الكاثوليك رحب المطران حداد بالمفتي زكريا والوفد المرافق. وقال: لقد شرّفنا اليوم بزيارة بيته في صيدا حيث التقى أخوته الذين يحملون دائماً هم عكار وكل المناطق اللبنانية في قلوبهم. ونحن دائماً نذكرهم بصلاتنا وأدعيتنا كي يوفقهم الرب ويمنع كل الأحداث المؤلمة التي كانت تحدث في بعض الأحيان في عكار ومناطق أخرى من لبنان. طبعاً كل تلاقي في لبنان هو تلاقي الأخوة..".

من جهته قال المفتي زكريا: كانت فرصة للتداول في التجربة العكارية وفي العيش الواحد. واستمعنا إلى الهموم والشجون المشتركة التي نعاني منها في هذا الوطن، ونحن متفائلون بلا شك مع العهد الجديد والحكومة الجديدة، لأن اللبناني بحاجة لأن يرتاح من أزماته المتتابعة، خاصة بعد وقف العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان. نحن نشكرسيادته على استقباله وندعوه لزيارة عكار والاطلاع على طبيعتها ولقاء أهلها وناسها".

والمطران كفوري

وفي مطرانية الروم الأرثوذكس في صيدا القديمة ، كان ترحيب من المطران كفوري بالمفتي زكريا وقال:هذه الزيارة تقوّي الروابط الأخوية والمحبة الموجودة أصلاً بين صيدا والجنوب عموماً وبين عكار الأبية التي تجسّد مضرب مثل في الوحدة الوطنية. نتمنى أن تتكرر الزيارات المماثلة، لأن اللقاءات تقوّي العلاقات، لا شيء أقوى من اللقاء لأنه هو الأساس ويقوّي المحبة والروابط الأخوية.

وبدوره قال المفتي زكريا: عندما نلتقي، نؤكد أن لبنان مستمر بجناحيه، مسلمين ومسيحيين، إيمانا منا بأنه لا بد من هذه اللقاءات والتنسيق والاجتماع لتفويت الفرصة على كل متربص يريد بهذا الوطن سوءاً وكيداً ومكراً. يكفينا تمزقاً وتفتتاً، إن أعيننا تتركز على ما يجري في غزة والقدس والأرض المحتلة، وهذا كله يدعونا إلى التأكيد على أن هناك عدو واحد هو العدو الصهيوني.

والمفتي عسيران

وفي دار الإفتاء الجعفري، استقبل المفتي عسيران المفتي زكريا والوفد المرافق بكلمة ترحيب واضعا هذه الزيارة في اطار التأكيد على وحدة الصف الإسلامي ووحدة المدينة ووحدة لبنان، وقال: لأن لبنان كله دائرة واحدة، والحرب الإسرائيلية على لبنان أعطت للبنانيين قوة للتمسك ببلدهم وبأرضهم. نحن دائماً نتطلع إلى وحدة اللبنانيين، وليس لدى المسلمين في لبنان أي اشكالية مع الاخرين في وطنهم وفي المواطنة، نحن ندعو للمواطنة الحقّة ليعيش جميع أبناء الوطن في دائرة المواطنة.

ومن جهته قال المفتي زكريا : هذه الزيارة تأتي في السياق الطبيعي الذي يتمّم به ربنا جلّ وعلا تمام الأخوّة والإخاء.. نحن ندرك حقيقة العدو الصهيوني الذي يعوّل على التفكك والفتنة وعلى التحريض، وأننا بأخوّتنا ووحدتنا وتماسكنا نفوّت الفرص على هذا العدو الغاشم الذي نرى مجازره في غزة، كما رأيناها سابقا في الجنوب وكل لبنان. وأمام هذا العدو الذي لا يفرّق بين أحد وآخر في بلدنا، نؤكد أننا بوحدتنا وأخوّتنا وتلاقينا نحطم كل مشاريعه الاستعمارية والاستبدادية والتمددية.

المطرانية المارونية

وزار المفتي زكريا مطرانية صيدا للموارنة حيث استقبلهم الأب مدلج تامر ممثلاً رئيس أساقفة صيدا ودير القمر المطران مارون العمار، ناقلاً تحياته للمفتي زكريا والوفد المرافق ومعبراً عن تقديره للتلاقي والتعاون ولأهمية ودور عكار خصوصاً بظل التحديات التي تعاني منها، وشدّد على أهمية قيام الدولة ومؤسساتها لخدمة جميع المواطنين على كافة الأراضي اللبنانية. ونوّه المفتي زكريا بدور المطرانية المارونية وشدّد على أهمية الزيارات المتبادلة التي تتيح مناقشة القضايا المشتركة التي تهمّ جميع اللبنانيين.

مأدبة تكريمية على شرف المفتي زكريا

وفي ختام الجولة ، أقام علي العبد الله في دارته في مجدليون مأدبة تكريمية على شرف المفتي زكريا، شارك فيها مرجعيات روحية ودينية وفاعليات رسمية وبلدية وأكاديمية واجتماعية . ورحب العبد الله بالمفتي زكريا والحضور، معتبراً أننا " من خلال تعزيزنا الحوار الصادق والتواصل المستمر بين قياداتنا الروحية، نُرسل رسالة واضحة إلى كل اللبنانيين وإلى العالم أجمع بأن الوحدة في التنوّع ليست شعاراً بل واقع نعيشه ونسعى لتعزيزه جيلا بعد جيل". وقال :المفتي زكريا هو قامة روحية ووطنية استثنائية، وتأتي زيارته إلى صيدا في توقيت دقيق، إذ أننا جميعاً ننظر إلى العهد الجديد نظرة أمل، ونحن نتطلع إلى قيامة لبنان وإعادة الانتظام إلى كل مؤسساته الوطنية، وتوقف العدوان الإسرائيلي والبدء بالإعمار. وربما الموضوع الأهم اليوم هو إصلاح القطاع المصرفي وسائر المؤسسات المالية والاقتصادية، وتهيئة الأرضية لتعزيز التعاون مع البلدان العربية والمجتمع الدولي من أجل مساعدة وطننا على الخروج من الأزمة التي طالت. أنا متفائل، لأن لبنان الذي يواجه تحديات هائلة، قوي ويتمتع بوحدة وطنية وبمرجعيات روحية تضع الحوار والتلاقي على رأس أولوياتها".

المفتي زكريا

وألقى المفتي زكريا كلمة بالمناسبة فقال: صيدا هي مدينة صامدة ومعروفة بعيشها الواحد، تماماً كما هي عكار ولله الحمد، إذ أنها معروفة بالعيش الواحد. لمسنا اليوم في زيارتنا إلى الدار في صيدا وسيدها، وإلى المطرانيات بتنوعها وللمفتي الجعفري أيضا، كل المحبة والتقدير ورأينا الصورة الحقيقية لوطننا لبنان، في وقت يراهن فيه العدو على تفرّقنا وتمزيقنا. ولكن بالوحدة والإرادة والتصميم ستتحطم كل المؤامرات، خاصة بينما نشاهد العدوان على أهلنا في غزة وهتك المقدسات في فلسطين والقدس الشريف، وهذا يدفعنا جميعاً إلى الصمود والتعاون. ونؤكد على أهمية رجال الأعمال ووقوفهم إلى جانب مناطقهم، لأنه وللأسف تعاني الدولة من التقصير الكبير، وهي تركز على الإنماء في مناطق وتُهمل مناطق أخرى، وهذا ما نعرفه ونلمسه ونراه حق الرؤية كما هي الحال في عكار. ونحن ندعوكم لزيارة عكار، بإسمي واسم إخواني جميعا"، لكي نقوم بحقكم وواجب استقبالكم هناك إن شاء الله تعالى. ومن خلال هذه الزيارة يمكن أن تعاينوا الواقع المرير الذي تعيشه هذه المحافظة المحسوبة بالاسم على لبنان لكنها محرومة من الخدمات والإنماء. ونحن نعتزّ بأمثال الأستاذ علي العبد الله، رجل الأعمال الناجح الذي انطلق رجلاً عصامياً، وشكل جسراً للتلاقي وطنياً وروحياً. نسأل الله تعالى أن يديم وصالنا ومحبتنا وأخوّتنا وأن يُخرج لبنان من النفق المُظلم، خاصة مع العهد الجديد وانتخاب رئيس الجمهورية، والحكومة الجديدة التي تمت بمساعي دولة الرئيس، وأن نكون على قدر المسؤولية بإتمام كل الملفات العالقة رأفة بالشعب المُهاجر الذي يترك لبنان. نريد أن نُعيد الثقة إلى اللبناني ببلده، وأن يثق أهل الاغتراب ببلدنا".  

رأفت نعيم



يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 نيسان 2025 21:07