في إطار الجهود المستمرة لدعم صغار المزارعين وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية، رعى وزير الزراعة في لبنان الدكتور نزار يوسف هاني، حفل توقيع 34 اتفاقية منح مطابقة بين مزارعين ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وذلك ضمن مشروع تنموي يهدف إلى تحسين سبل العيش في المناطق الريفية اللبنانية، بدعم من "الفاو" وسفارة الدنمارك في بيروت.
وحضر مراسم التوقيع المستشارة الوزارية ونائبة رئيس البعثة في سفارة الدنمارك السيدة دورته شورتسن (Dorte Chortsen)، وممثلة منظمة "الفاو" في لبنان بالإنابة السيدة فيرونيكا كواترولا، إلى جانب عدد من الشخصيات والجهات الزراعية، منهم رئيس الهيئة الإدارية للمشروع الأخضر المهندس ريمون الخوري، رئيس المصلحة الفنية في المشروع الأخضر المهندس وليد الرشماني، ورئيس منطقة جبل لبنان الأولى في وزارة الزراعة المهندس جورج الشمالي.
وفي كلمته خلال المناسبة، شدد الوزير هاني على التزام وزارة الزراعة بتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية لتأمين الدعم المباشر والفعال لصغار المزارعين، مؤكدًا أن "المشروع الأخضر" يمثل الذراع التنفيذية الأساسية للوزارة في تنفيذ رؤيتها نحو تنمية زراعية مستدامة.
كما أثنى على دور منظمة "الفاو" وسفارة الدنمارك في دعم القطاع الزراعي، معبرًا عن تقديره للتعاون الوثيق والمثمر مع الوزارة، والذي يترجم إلى مبادرات واقعية تُحدث تأثيرًا ملموسًا في حياة المزارعين.
وتطرق الوزير إلى أهمية الزراعة التعاقدية كخيار استراتيجي للنهوض بالإنتاج الزراعي وتسويقه، مشيرًا إلى أن المشروع الأخضر، إلى جانب مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، ومديرية التعاونيات، والمديرية العامة للزراعة، يشكلون منظومة متكاملة تعمل بتناغم لتطوير هذا القطاع الحيوي.
وأكد أن الوزارة تعمل على بلورة خطط إصلاحية ومشاريع استراتيجية تهدف إلى تنظيم القطاع وتحسين فعالية الدعم، مشيرًا إلى أن التسجيل في "السجل الزراعي" سيصبح قريبًا شرطًا أساسيًا للاستفادة من برامج الدعم والمشاريع المستقبلية، ما من شأنه رفع كفاءة تنفيذ المبادرات وضمان وصولها إلى الفئات المستحقة.
وخلال اللقاء، استمع الوزير إلى مداخلات عدد من المزارعين الذين عرضوا أبرز التحديات التي يواجهونها، لا سيما في قطاع زراعة التفاح في منطقة بلاد جبيل، وتحديدًا في العاقورة والمناطق المجاورة، حيث تم التأكيد على أهمية تطوير آليات التسويق وحماية الإنتاج الوطني.
واختتم الوزير بالتأكيد على أن السياسات الزراعية التي تتبناها الوزارة تنطلق من واقع المزارعين الميداني، وتعكس احتياجاتهم الفعلية، مشيرًا إلى أن إشراكهم في النقاشات والخطط يشكل أساسًا لأي تطور مستدام.
وتندرج هذه الاتفاقيات ضمن رؤية شاملة تتبناها وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة "الفاو"، تهدف إلى بناء قطاع زراعي متماسك ومرِن، قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية والمناخية، من خلال تدخلات مدروسة وشراكات فعالة مع الجهات المحلية والدولية، بما يُعزّز الأمن الغذائي ويسهم في تطوير المجتمعات الريفية في لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.