اقام الحزب التقدمي الإشتراكي لقاء سياسيا في دار آل البعيني - مزرعة الشوف، بمناسبة الذكرى الـ 48 لإستشهاد كمال جنبلاط، تحدث فيه الوزير السابق غازي العريضي، بحضور قيادات حزبية وفاعليات روحية وسياسية واجتماعية واهلية.
واشار العريضي إلى مسيرة صاحب الذكرى، وقال: "تطل إسرائيل من جنوب سوريا لتتوسّع، وتحتل وتصادر أراضٍ أكثر، وتذهب إلى إعلان مشروع الفتنة المذهبية والطائفية في سوريا، وهذا هو المشروع الذي حذّر منه كمال جنبلاط وكرّر التحذير ذاته منذ أيام وليد جنبلاط عندما قال: " لن تكون الدول العربية بمنأى عن تداعيات ما يجري في سوريا". هذا المشروع إذا اطّلعنا على خلفياته وأبعاده وخرائطه، لا يقف عند حدود سوريا. وعلى هذا الأساس نشهد ما نشهد هناك. هنا أودّ أن أقف عند مسألة يريد البعض أيضاً استغلالها ووضعها في المكان الذي يريد".
وتابع:"ماذا يريد وليد جنبلاط من السويداء وأهل السويداء؟ ويذهب الكثيرون إلى تحليلات وإلى أخبارٍ واتّهامات وتشكيك. كل ذلك ظاهر أمام الجميع، وكل إنسان يعبّر عن رأيه. لكن الحقيقة عندما ذهبنا برفقة وليد بك إلى سوريا، والكلام كان على الهواء، لم يتحدث إطلاقاً عن الطائفة الدرزية الكريمة في السويداء. أبداً، ولم يذهب قبل الزيارة إلى السويداء مع كل الاحترام للطائفة الكريمة وأبنائها في المنطقة، لكن ذهب لمناسبة سقوط النظام الذي بينه وبيننا تاريخٌ ومحطات مختلفة، ودم المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، إضافةً إلى أن وليد جنبلاط كان من أوائل القادة والرموز الذين أيدوا الثورة السورية، والذي أدرك تماماً أنّ سوريا ذاهبة إلى ما هي عليه اليوم. وأنا لا أذيع سراً هنا، وكل الكلام الذي سمعناه من هناك، أو من قِبل كل الذين ناقشناهم في تلك المرحلة بسبب خيارات التهور والذهاب الى استخدام القوة ضد أبناء الشعب السوري الذين يطالبون بالحرية والكرامة".
وأضاف: "توهم البعض ان وليد جنبلاط اخذ هذا الموقف لان لديه مصالح سياسية ويريد استغلاله في لبنان. في لبنان كان المسهل الأول والمبادر الأول لانتخاب الرئيس جوزف عون رئيساً للجمهورية ولتشكيل الحكومة والدعوة إلى الحوار، والانفتاح، وعدم الإقصاء آخذين بعين الاعتبار مسألتين أساسيتين اسرائيل خاضت حرباً غير مسبوقة في غزة وفلسطين كانت ولا تزال قضيّتنا المبدئية، الفكرية، الثقافية، السياسية، التي أعطاها المعلّم كمال جنبلاط حياته، وقدّمنا العديد من الشهداء في سياق الدفاع عنها. هل ما يجري هناك وما يُطرح على مستوى مصيرغزة، والضفة هو أمر فلسطيني داخلي أم أنّه يندرج في سياق مشروع كبير يستهدف المنطقة كلها؟ بكل بساطة هل يستطيع أحد أن يقول أنّ ثمة حالة شبيهة في التاريخ لما يجري الآن، من قبل الإدارة الأميركية، عندما يقول الرئيس الأميركي ترامب، أريد تملّك غزة، وإقامة مشروع الريفييرا فيها؟ غزة لأهلها، غزة أرض فلسطينية، ولكن هو الرئيس الذي قال أريد ضم كندا وأريد قناة "بنما"، وأريد "غرينلاند" والانتقام من أوروبا. هل هذه السياسة ستوفّر العرب والمنطقة العربية عندما يهجّر أهل فلسطين من غزة؟ وهل المسألة محصورة بغزة؟".
وأوضح "منذ أيام صدرت تعليمات في الخارجية الأميركية تطلب على المستوى الرسمي عدم استخدام اسم الضفة الغربية، ومطلوب استخدام كلمتَي "يهودا والسامرة" والتي تعني هذه الأرض هي للدولة اليهودية، وفي التاريخ بالنسبة إليهم هي أرض يهودية، أي ليس ثمة ضفة غربية، وليس ثمة غزة، وليس ثمة فلسطين، وبالتالي تعني تهجير الفلسطينيين بالكامل والمستهدف فيها مصر والأردن. خرجوا وقالوا أيضاً، لماذا لا تأخذون الدولة الفلسطينيين ال المملكة العربية السعودية وهم لم يغيّروا هذا المشروع بالرغم مما حصل في القمة العربية الأخيرة. وبالتالي المشروع كما يجب أن يُقرأ هو مشروع التفتيت والتقسيم، وتنظيم الفتن الطائفية والمذهبية في كل دولنا. ونحن لا نقول هذا الكلام حديثاً. نحن لدينا تاريخٌ في التحذير منه، ومن توسّع إسرائيل وقيام إسرائيل الكبرى".
وسأل: "أليس في ذلك خطر علينا؟ ولبنان مكسور مدمّر بسب الحرب التي جرت، وليس ثمة أحد في لبنان يستطيع أن يدّعي أنّه رابح. الخاسر هو لبنان. يُمكن أن يستمر النقاش الداخلي إلى ما لا نهاية، لكن لبنان في مأزق كبير. تمّ التوقيع على اتفاق، نحن منذ اللحظة الأولى ما زلنا على موقفنا. نحن مع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي تنفيذ القرار 1701، وأن يكون الجيش اللبناني هو القوة الأساسية الوحيدة التي تملك السلاح، وهذا سمعناه في خطاب القسم ثمّ وافقنا عليه في البيان الوزاري، وكانت القوى السياسية المعنيّة وافقت عليه. نحن مع تطبيق اتفاق الطائف، يعني لا فدرالية، ولا تقسيم، خصوصاً في هذه المرحلة التي بدأت الإشارة اليها".
وأشار الى انه "في الوقت ذاته خطاب التخوين والتشكيك في بلد تركيبته خاصة واستثنائية في تنوّعها في لبنان مسألة خطيرة، لذلك نقول لا للانتقام، ولا للثأر، ولا للإقصاء، ولا للإستقواء بالخارج، سيّما إذا كان هذا الخارج هو إسرائيل. فما هي مصلحة لبنان بذلك، وما هي مصلحة اللبنانيين في كل ذلك؟ هنا ينبغي التأكيد على ضرورة عودة النازحين والإعمار. الإعمار مربوط بالإصلاح، وأنا عن قصد أشرت في بداية الكلام إلى مشروع كمال جنبلاط الإصلاحي".
واردف: "الامر بالنسبة إلينا ليس أمراً جديداً. لكن للأسف أطرح أسئلة منذ فترة طويلة، لماذا لا نذهب إلى الإصلاح إلّا بالتهديد والوعيد من الخارج، وكأننا نلبي مطلباً خارجياً؟ وفي حياتنا اليومية كل واحدٍ منّا في بيته، في إدارته، في مؤسّسته، وفي عمله معني بالمتابعة، بالمراقبة، وبالتقييم. الإصلاح واجبٌ يومي. الإصلاح ليس مطلباً خارجياً. وما وصلنا إليه لألف سببٍ وسبب ليس ثمّة نقاش بشكل عام موضوعي وحقيقي للوصول إلى خطة نذهب على أساسها إلى محاولة إنقاذ البلد. نقطة ثانية، منذ سنوات أتحدّث عنها، وأعتقد أنّ الجميع معنيّون بها. الهموم المالية والاقتصادية والاجتماعية بكل أبعادها، واحدة في لبنان، ولا يستطيع أي فرد لأي حزبٍ انتمى، أو منطقة، أو طائفة، أو مذهب أن يقول إنّه بمنأى عن الهموم ، الكهرباء، الدَّين، الودائع، الأقساط، المخدرات، الفساد، وكل المشاكل التي نعاني منها. لماذا لا تكون الاهتمامات واحدة؟ التحدي الآن لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. والكل يقول، نعم إسرائيل تحتل هذه الأراضي أيضاً. هذا همٌ مشترك لتحرير الأرض".
وقال: "تعالوا لنذهب إلى طاولة حوار صادقة، شجاعة، واضحة، وصريحة نقول فيها كل شيء. هنا في هذه المناسبة أود أن أشير بإيجابية إلى ما قاله النائب سامي الجميّل في مجلس النواب في الحديث عن "المصارحة والمصالحة". الحوار هو للمصارحة، وهو ليس ليذهب أحد ويفرض رأيه على الآخر، ولا أحد يستطيع أن يفرض رأيه طالما الهموم واحدة. فلنذهب جميعاً إلى مصارحة ومصالحة، ونحن أبناء هذه المصالحة. وفيما يخصّ مصالحة الجبل ينبغي التذكير بأنّ أول اتفاق حصل كان مع الرئيس أمين الجميّل. في البداية هو ورقة مشتركة تمّ التأكيد فيها على المصالحة، ولذلك عندما نقول هذا الأمر نكون منسجمين مع تاريخنا، ومع كل ما جرى في السابق. بهذا المعنى إذا سأل البعض عن الانتصار نقول، الانتصار محصور في النقطة التي أشرنا اليها، أي في العلاقة مع هذا النظام الذي قتل كمال جنبلاط، ودمّر سوريا، ويحاول الآن إثارة الفتن المذهبية فيها. لكن "صبَرنا وصمدنا وانتصرنا " تحت هذه العناوين، لكننا في بداية مرحلة خطيرة نواجه فيها مشروع التفتيت والتقسيم الذي نبّه اليه كمال جنبلاط، ويحمل راية مواجهته وليد جنبلاط".
وختم: "سأقول أربع كلمات: الكلمة الأولى للمعلّم الشهيد، يا كمال جنبلاط، يا شمس حياتنا ونور عيوننا ودروبنا، أيّها المعلّم الشهيد، فخورون بالانتماء إلى مدرستك ، والعمل تحت قيادتك والوقوف أمام كلمتك ووصيتك. فخورون بكل ما قمنا به من التزام بهذه الأمانة. فخورون بأن نذهب إليك في السادس عشر من آذار لنقول، "سقط القاتل، واعتُقل القاتل، وانتصرت العدالة"، ونحن انتصرنا بك بفكرك، بمعرفتك، بحكمتك، بشهادتك، بقوتك. انتصرنا بما صنعت، وبما أسّست وبما أكمل الدرب على أساسه وليد جنبلاط".
وكانت القيت كلمات عدة من وحي ذكرى 16 آذار، منها كلمة أمين سر خلية مزرعة الشوف في منظمة الشباب التقدمي صابر البعيني ورئيس بلدية مزرعة الشوف المهندس يحيى أبو كروم ومدير فرع الحزب في مزرعة الشوف شوقي البعيني.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.