لارا السيد
خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بحياته ومماته، حروف اسمه على امتداد مساحة الوطن، حيث يتردّد في كل محطة مفصلية يمر بها، ليعكس حجم فراغ لم ولن يملأه أي أحد، هو المتربع على عرش قلوب محبيه الذين يجددون منذ 20 عاماً عزف لحن الوفاء، كتحية اجلال واكبار، لمن كان هاجسه الأول الارتقاء بلبنان وشعبه الى بر الأمان.
بقي رفيق عصيّاً على أن يموت من ذاكرة اللبنانيين، فهو الخالد في كتاب وطن سطّر اسمه فيه كعلامة فارقة تسطع حباً وسلاماً، ونقش اسمه في تاريخ بلاد لا تزال تبكي رجلاً، حمل لبنان الى رحاب العالم، وطار به محلقاً مع حلمه الى أبعد الحدود، فكسر القيود وتجاوز المطبات ليعبر نحو حقيقة ساطعة بأنه، كما حلمه، لن ينكسرا.
مرت السنوات، دون أن تخلو يوماً من ذكره، فرفيق الحريري لم ولن يكون عادياً، هو الحاضر أبداً في يوميات اللبنانيين، كما هو الحال الآن، إذ تحل الذكرى العشرين والجميع يستحضرون فيها قيمة الرئيس الشهيد ويبكون فقدانهم لمن كان بيده خشبة خلاص لبنان من كبوته، التي أدخله فيها من سخروا الدولة خدمة لمصالحهم الخاصة، كما يتحسرون على من كان همه الأول رفع راية لبنان أولاً متسلحاً بشعار "ما في حدا أكبر من بلدو".
تزدان بيروت، كما كل المناطق اللبنانية، بصور وأقوال رفيق الوطن الأبدي، تكريماً لقائد نجح في أن يعبر حواجز التفرقة والكراهية، ونثر بذور حلمه القائم على االعطاء والسلام والإعمار، وهي تُزهر مع أجيال ترفض تسليم الراية الى العابثين برؤية الشهيد، وتؤكد هذا العام، كما في كل عام، تمسكها بمبادئه التي وضع أسسها وسعى بكل ما أوتي من قوة ونفوذ، من أجل أن يجعل منه واحة للعيش بأمان، إلا أنه جوبه من قبل الطامعين بتكبيل الوطن، خدمة لمآربهم الخاصة، مسخرين كل اساليبهم التدميرية من أجل عرقلة مشروعه وابقاء لبنان أسيراً لمشاريع لم تجلب له سوى الخراب.
الرفيق اختبره اللبنانيون في أحلك أيامهم، وتحديداً في الأشهر الأخيرة التي كان فيها اسم من "علّم وعمّر" يتردد وكان قادراً على تجنيب البلاد والعباد كل الويلات والدمار.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.