بدات في مثل هذا اليوم قبل سبعة عشر عاما حربا استمرت لثلاثة وثلاثين يوما كانت اطلقت شرارتها الاولى مع هجوم نفذه حزب الله على دورية معادية في خلة وردة غرب عيتا الشعب الحدودية واسر خلالها جنديين كما قتل خمسة جنود اخرين .
خلفت هذه الحرب التي رصدها الكثير من المتابعين من شتى المآرب والمشارب ندوبا في الجسد اللبناني حسب قول المتابعين ليس اقلها المجازر التي اودت بحياة اكثر من الف قتيل والاف الجرحى اضافة الى الدمار الذي زنر بنى لبنان التحتية من كهرباء وماء وطرقات .
واذا كانت المقاومة قد تمكنت من الصمود طوال تلك الفترة بالرغم من حالة الانهاك التي اصابتها مع وهن قدرتها الصاروخية في ايام الحرب الاخيرة فان الاحتلال نفسه اصيب اصابات مباشرة في قدراته ومعنوياته لياتي قرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١ لوقف الاعمال العدائية ليحفظ ماء وجه الطرفين.
واذا كان لدى العدو من المقدرات والدعم ما يجعله يمسح اثار الحرب بسرعة فان لبنان كان سينتظر طويلا جدا لولا مسارعة الدولة اللبنانية عبر مجلس الجنوب والدول العربية وتحديدا الخليجية في اعادة بناء ما هدمه العدوان من قرى وبنى تحتية وتقديمه لمساعدات عينية ومادية اضافة الى تحريك حزب الله ماكينته المالية و"فت" الاموال النقدية للمتضررين بالدولار واكبته ايران في اعادة فتح الطرقات وشق اخرى .
اما النتيجة الاهم لتلك الحرب فتمثلت بالاهتمام الدولي بهذه الرقعة من خلال نشر القوات الدولية حيث بلغ عدد الدول المشاركة فيها ٤٦ دولة بعدد جنود يتجاوز الاحد عشر الف جندي معظمهم من الدول الاوربية وتحديدا "فرنسا واسبانيا وايطاليا " برا والمانيا بحرا .
هذا الانتشار الدولي اسهم في ترسيخ الهدوء والاستقرار في المنطقة كما اسهم في ترسيم اجزاء واسعة من الحدود الدولية بشكلٍ مباشر والمساعدة ولو الرمزية في ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية .
ويشير المراقبون الى ان معادلة الردع على جانبي الحدود بعد ١٧ عاما قد تآكلت اجزاء منها بفعل حالة الانقسام الداخلي حول سلاح حزب الله وقرار الحرب والسلم وحالة الشروخ في الجسد اللبناني وليس اقلها اهتراء الوضع الاقتصادي والاداري والاستشفائي والتربوي .
فادي البردان




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.