25 آذار 2019 | 00:00

تكنولوجيا

"فايسبوك" بين العمليات الإرهابية و"الصور العارية"!

المصدر: مونت كارلو

ما زالت الحملة مستمرة ضد شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا "فايسبوك"، بسبب فيديو القتل الذي بثه الإرهابي الأسترالي، بينما كان يطلق النار على المصلين في مسجدين في كرايس تشيرش في نيوزلندا.



وطرح البعض أخيرا أسئلة تبدو وجيهة، قائلين، كيف يتمكن "فايسبوك" من حذف أي صورة لامرأة عارية على الفور وبسرعة كبيرة، بينما تمكن القاتل الأسترالي من بث مقاطع فيديو عمليات القتل على مدى سبع عشرة دقيقة وظل الفيديو لنحو النصف ساعة على الشبكة قبل أن يرسل أحد المستخدمين تحذيرا للمسؤولين عنها، وبلغ عدد مشاهدات الفيديو مباشرة أثناء عملية القتل 200 مشاهدة، بالإضافة إلى نحو أربعة آلاف مشاهدة قبل أن يبدأ المسؤولون عن الشبكة في حذف الفيديو، ذلك إن أول بلاغ وصلهم من أحد المستخدمين جاء بعد سبعة وعشرين دقيقة من بث الفيديو.



لماذا لم تتمكن "فايسبوك" من قطع بث الفيديو فورا، أو من حذفه نهائيا بعد ذلك، بالرغم من أنها تقوم بذلك بصورة فورية بالنسبة لصور أخرى؟



للإجابة على هذه الأسئلة، ينبغي أن نتعرف على الآليات التي تستخدمها الشبكة لمراقبة ما ينشر على الصفحات وحذف المواد التي تتجاوز الحدود، ومن المعروف أن "فايسبوك" تتمتع بأفضل مبرمجي تقنيات الذكاء الاصطناعي في العالم، وأن هذه البرمجيات هي التي تراقب الصور ومقاطع الفيديو التي يتم بثها، وفيما يتعلق بالمواد التي تروج للإرهاب فإنها إما تتعلق بعمليات القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية، وأغلب هذه المقاطع محفوظة في قاعدة معطيات ضخمة تستخدمها فايسبوك وشبكات تواصل اجتماعي أخرى مثل تويتر، حيث تقوم برمجيات الذكاء الاصطناعي بمقارنة الصورة أو مقطع الفيديو من خلال مقارنة كل بيكسل من الفيديو الذي ينبغي نشره والمقاطع المتواجدة في قاعدة المعطيات المذكورة، وفي حال العثور على مقطع الفيديو يتم اعتراضه، ولكن يجب أن ندرك أن البرمجية لا تحلل الصور وما يحدث فيها، وإنما تقارن البيكسل فقط.



ولم يكن هناك، حتى الآن، في قاعدة المعطيات هذه، مقاطع فيديو لعمليات إرهابية وعمليات قتل يقوم بها أفراد اليمين المتطرف ضد المهاجرين، ويمكن بالتأكيد برمجتها لاعتراض فيديو يتضمن مشاهد قتل أو هجوم بالأسلحة على مكان ما، ولكن هذا سيؤدي لمنع كافة مقاطع الفيديو الآتية من أفلام المغامرات أو ألعاب الفيديو، والسؤال الأكبر هو كيف يمكن لهذه البرمجيات أن تعترض الدعوات للقتل، إذا تخيلنا، على سبيل المثال، شخصا يطلقها وقد وضع صورة لقوس النصر أو الإمباير ستات؟



على العكس، يمكن برمجة الجهاز لرصد البيكسل في صور أومقاطع الفيديو الأخرى بسهولة.



وهذه هي حدود الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي بواسطة الذكاء الاصطناعي.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 آذار 2019 00:00