أبو ظبي - جورج بكاسيني
ما أحلى مواكبة النجوم التي من لحمٍ ودم . هي تسطع من تحت الى فوق ، تماماً كذاك الذي غمرَ بريقه أمس ربوع الإمارات ، وغمر معها الملايين الذين تابعوه شرقاً وغرباً عبر وسائل التواصل التي اشتعلت منذ أن وطأت قدماه عتبة المسرح .
صوت "سلطان الطرب" صدح عالياً أمس في فضاء أبو ظبي ، وصدحت معه الأغنية الأحب الى قلب جمهوره "حِلِف القمر" كما لو أنها احتفاءُ بإطلاق الإمارات أول مركبة فضائية عربية الى سطح القمر بعد أسابيع .
لم يكد يُنهي محمد خيري الأصيل كقدوده الحلبية وملحم زين الظاهرة المستدامة إطلالتهما على خشبة "باب القصر" ، حتى بدأ الإستعداد لـ"مسك الختام". أطلق المايسترو الذهبي إيلي العليا صفّارة المعزوفة الأولى إيذاناً بوصول "السلطان ". سُمع صوت الأخير وهو يقول "يا رب"، فماجت رؤوس وتمايلت أخرى وارتفعت الأيدي ، حتى إذا أُزيحت الستارة وظهر "أبو وديع" أصيب الجمهور بحال من الهستيريا واشتعلت حناجره بلازمة واحدة "أبو وديع .. أبو وديع" قبل أن يقرع جرس "السلطان"، كما لو أننا في مهرجان إنتخابي .
مشهدية "باب القصر" التي أرادتها وزارة السياحة الإماراتية بالشراكة مع شركة "سبوت لايت" فسحة من فرح ، كشفت سرّ علاقة جورج وسوف بجمهوره . تبادلا الأدوار . هم أدّوا أغانيه كما لو أنهم المطرب ، وهو تفاعل معهم ،وقد جاؤوه من كل حدب وصوب ، كما لو أنه الجمهور . هم لم يجدوا داعياً لوجود مقاعد يرتادونها خلال إطلالته وقد تسمّروا وقوفاً منذ وصوله الى المسرح الى حين خروجه منه . وهو أطاح كل الحواجز التي تفصله عنهم حتى صارت الباحة كلها مسرحاً ، يرقص كلُّ منهم في مكانه ، بما في ذلك "المايسترو "الذي شوهد مراراً وهو يتمايل أو يصفّق .. مثله مثل الجمهور .
جورج وسوف كاريزما عابرة للحدود والأجيال والطبقات . يحب الأصوات الحقيقية ، لأنه حقيقي ، كصوت محمد خيري الذي أدى معه أغنية وهو يشعر بنشوة غير مسبوقة ، شاكراً "التاريخ الذي سيسجّل أنني اجتمعت مع معلّمي جورج وسوف فوق خشبة واحدة ".
لم أتمالك نفسي أمس عندما هتف الجمهور "أبو وديع .. أبو وديع " ، فهتفت معه كما تهتف الجماهير في حضرة "الزعيم".
"أبو وديع" زعيم .. وأكثر ، مع فارق أن الكثير من الزعماء السياسيين غالباً ما يخذلون جمهورهم، أما "زعماء" الفن، و"السلطان" في طليعتهم، فيملأون الأرض فرحاً وأملاً .
حمى الله "أبو وديع".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.