1 تشرين الثاني 2021 | 15:36

عرب وعالم

تأثير تغيّر المناخ على البحار والمحيطات.. سيناريوهات مرعبة

تأثير تغيُّر المناخ على البحار والمحيطات قد يؤدي لاختفاء دول وظهور أخرى، ‏فالأمر لن يقتصر على ما هو على سطح الأرض، بل سيصل إلى ما تحت البحر‎.‎

وعلى الرغم من انعقاد قمة غلاسكو، التي انطلقت اليوم الاثنين، لمناقشة تأثير ‏تغيُّرات المناخ؛ إلا أنّه من "المستبعد" مناقشة تأثير تغير المناخ على البحار ‏والمحيطات‎.‎

أين تكمن المشكلة؟

وتشير دراسات عديدة إلى أنَّ الأزمة تكمن في أنّ المحيطات تمتص كميّات هائلة ‏من الحرارة، نتيجة لزيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف ‏الجوّي‎.‎

وتقول دراسة نشرتها الهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغير المناخ في 2013 إلى أنّ ‏المحيط امتص أكثر من 93 في المئة من الحرارة الزائدة من انبعاثات غازات ‏الاحتباس الحراري منذ السبعينيات‎.‎

وفي عام 2012؛ نُشرت ورقة بحثية في مجلة "رسائل البحث الجيوفيزيائي" تؤكد ‏أنَّ أعماق المحيط تتأثر أيضًا، حيث تمتص ثلث الحرارة الزائدة 700 متر تحت ‏سطح البحر، وسط توقعات بزيادة درجة حرارة المحيطات العالمية من 1 لـ4 ‏درجة مئوية بحلول عام 2100‏‎.‎

حماية البشر

قدرة المحيطات على امتصاص الحرارة الزائدة أدت لحماية البشر من التغيُّرات ‏المناخية الأكثر سرعة، ولولا هذا لكانت درجات الحرارة العالمية سترتفع أكثر ‏بكثير مما عليه الآن‎.‎

وقدّر تقرير التقييم الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي نُشر في ‏عام 2007 أن الأرض قد شهدت ارتفاعًا في درجة حرارة الأرض بمقدار 0.55 ‏درجة مئوية منذ السبعينيات‎.‎

ووفقًا لتحليل أجراه معهد غرانثام لتغيُّر المناخ، إذا كانت نفس كمية الحرارة التي ‏وصلت إلى أعلى 2000 متر من المحيط بين عامي 1955 و2010 قد انتقلت إلى ‏أدنى 10 كيلومترات من الغلاف الجوي، فإن الأرض ستشهد ارتفاعًا في درجة ‏حرارة الأرض بمقدار 36 درجة مئوية‎.‎

الأمن الغذائي

تواجه جميع الأسماك البحرية مخاطر عالية جدًا من ارتفاع درجات الحرارة، بما ‏في ذلك المستويات العالية من الوفيات وفقدان مناطق التكاثر والتحركات الجماعية ‏حيث تبحث الأنواع عن ظروف بيئية مواتية‎.‎

وتتأثر الشعاب المرجانية أيضًا بارتفاع درجات الحرارة مما يتسبب في أبيضاض ‏المرجان ويزيد من خطر تعرضها للوفاة‎.‎

ولن يكون البشر أيضًا بمنأى عن هذه المخاطر؛ ففي تقرير صدر عام 2012، من ‏منظمة "فاو" أن مصايد الأسماك البحرية والمياه العذبة وتربية الأحياء المائية تزود ‏‏4.3 مليار شخص بحوالي 15٪ من البروتين الحيواني‎.‎

واحترار المحيطات سيؤثر، حتمًا، على الأمن الغذائي، وسبل عيش الناس على ‏مستوى العالم، بسبب تغيير توزيع الأرصدة السمكية وزيادة تعرض الأنواع ‏السمكية للأمراض‎.‎

وسيؤثر ارتفاع مستويات سطح البحر والتعرية بشكل خاص على البلدان الجزرية ‏المنخفضة في المحيط الهادئ، مما يؤدي لتدمير المساكن والبنية التحتية وإجبار ‏الناس على الانتقال‎.‎

ويرتبط ارتفاع درجات حرارة المحيط بزيادة وانتشار الأمراض في الأنواع ‏البحرية، ويخاطر البشر بالانتقال المباشر لهذه الأمراض عند تناول الأنواع ‏البحرية‎.‎

ويقول أستاذ العلوم بجامعة عين شمس، نور الدين أحمد، إنَّ هناك حاجة ملحة ‏لتحقيق أهداف التخفيف التي حددتها اتفاقية باريس بشأن تغيُّر المناخ والإبقاء على ‏الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق ‏مستويات ما قبل العصر الصناعي‎.‎

ويشير في تصريحات خاصّة لموقع "سكاي نيوز عربيّة" إلى أن تأثير تغير المناخ ‏على البحار والمحيطات سيؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض‎.‎

سيناريوهات مرعبة

ويتابع: "مع انخفاض مستوى الجليد في القطب الشمالي والجنوبي سيؤدي لارتفاع ‏مستوى البحار، وهو ما سيؤدي لغرق أي أرضٍ منخفضة عن مستوى البحار‎".‎

ويضيف: "الأمر الثاني الذي يهدد البحار والمحيطات هو التلوُّث خاصّةً وأنّ 3 ‏أرباع المواد الملوُّثة يتم إلقاءها في المياه"‏‎.‎

ويستشهد أستاذ العلوم بأنَّ البحر الأبيض المتوسط من أكبر البحار المُلوّثة في ‏العالم، ومعدل تغيير المياه تقريبًا يحدث مرة واحدة كل 80 عامًا".‏

وعن تأثير ذلك يقول: "يحدث انقراض لأنواع كثيرة من الكائنات الحيّة؛ فإذا كانت ‏سمكة تعتاد الحياة على درجة حرارة 5 درجة مئوية، وتلوُّث بدرجة محددة في ‏المياه، حين ترتفع تلك المستويات تنقرض هذه الأنواع"، مشددًا على أنَّ "درجة ‏حرارة المحيطات تختلف من زمنٍ لزمنٍ"‏‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 تشرين الثاني 2021 15:36