12 شباط 2021 | 20:24

خاص

رئيس "مؤسسة صفير" لـ"مستقبل ويب": البطريرك الراحل اجتمع مع الرئيس الشهيد على حب الوطن

خاص "مستقبل ويب"


تشارك الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع البطريرك الماروني الراحل مار نصر ﷲ صفير بالإيمان الوطني الواحد، والتقيا سوياً من أجل العمل لإعادة لبنان الى مكانته الطبيعية كوطن حر سيد مستقل يؤدي دوره الريادي المتعارف عليه.

لا يغيب فى ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد عن رئيس مؤسسة البطريرك نصرﷲ صفير الدكتور الياس سعيد صفير إلا أن يسلط الضوء على التلاقي الذي جمع بين شخصين لن يكررهما التاريخ ، فأكد لـ"مستقبل ويب" أنه "بين الكبيرين، البطريرك الماروني الراحل مار نصر ﷲ صفير والرئيس الشهيد رفيق الحريري، نقاط كثيرة مشتركة. فالإثنان لعبا دوراً محوريًا في تطورات الوضع الداخلي اللبناني على المستوى المسيحي والإسلامي والوطني. وكان بينهما إنسجام شبه كامل في الكثير من القضايا، وتناغم وتبادل لكلمات المودّة والإعجاب".

وقال:"البطريرك صفير قال في رفيق الحريري: «كنت ألمس حبّ رفيق الحريري لوطنه، وأنه وطني صحيح وينشد الإستقلال للبنان، والدليل حركته الدائمة في اتجاه الدول شرقًا وغربًا"، في حين قال رفيق الحريري إن "كلام البطريرك هو بطريرك الكلام".




أضاف:"إن كان الكردينال صفير بشهادة الكثيرين: أيقونة الكرسي البطريركي، وعميد الكنيسة المارونية،وعماد الوطن، وبطريرك الرسالة، والإرث الوطني، والعلامة الفارقة في تاريخ لبنان، والمحاور الصلب، ورجل الإستقلال الثاني، ومحقق مصالحة الجبل ورمز الإعتدال اللبناني.فثمّة إجماع على كون الحريري: رمز الإعتدال الإسلامي، ورجُل الوفاق الوطني والتسويات التاريخية،ورمز الوحدة الوطنية، وواحداً من صنّاع القرار السياسي في لبنان ومرجعية سياسية مهمّة جداً فيالحياة العامة اللبنانية. ولعله كان الأنجح بين السياسيين العرب في نسج شبكة من العلاقات الدوليةالواسعة التي لا تقف عند حد".


وتابع:" يقول الرئيس سعد الحريري عن لقاء الرّجلين: وشاءت الأقدار أن تصنع اللقاء التاريخي بين البطريرك وبين والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اللقاء على القضية الوطنية الواحدة في سبيل الشاغل الواحد، وهو الإستقلال والسيادة الكاملة داخليًا وخارجيًا وحرية القرار.وكأنه كُتب لهذين الرجلين الكبيرين، أن يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل، بالإيمان الوطني الواحد،والتطلع الواحد واليد الواحدة. وقد أدرك كلاهما أنّ تعاونهما المشترك هو المنطلق الصّلب لإعادة إحضار لبنان إلى مكانته الطبيعية كوطن حر سيّد مستقل، يؤدّي دوره الريادي في منطقته العربية والعالم، لذلك جاء اغتيال رفيق الحريري، في بعض جوانبه، إغتيالاً لواحد من صمّامات الأمان في لبنان، وهوسقط شهيداً لأنّه الرجل ذو المكانة العربية والدوليّة الذي وظّف علاقاته الكبيرة في خدمة وطنه وأمته".


ولفت إلى أنه " على من يتساءل ما سرّ العلاقة الخاصة التي ربطت رفيق الحريري بالبطريرك صفير، جاء قول رفيق الحريري إنّ البطريرك صفير يقول ما لم يكن يستطيع هو قوله.لذلك لم يُخطىء من قال في غياب الكبيَرين: إنّ الشعوب لا تخطئ في ردود فعلها تجاه الأشخاص الذين يتركون أثراً في حياتها.وهذا ما حصل بعد استشهاد الحريري الأب، إذ تدفّق أكثر من مليون شخص للمشاركة في مراسم وداعه. ولا يزال محبّوه ومُريدوه حتى اليوم يستذكرون أيّامه الحافلة بالإنجازات والوقفات.وهذا ما حصل أيضًا حين وافت المنيّة رأس الكنيسة المارونيّة، فنعاه الكثيرون، وخصوصًا الرئيس سعد الحريري الذي قال إنّ: البطريرك مار نصرﷲ بطرس صفير يترك صفحة مشرقة في تاريخ لبنان، سوف تبقى حية في ضمائر الذين عرفوه وعاصروه، وهداية للأجيال التي ستقرأ تاريخ لبنان الحديث".


وقال:"فالراحل الكبير جسّد بشخصه وبعمله إرثًا للقيم الروحية والوطنية، في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان إرتفع معها بالصلابة والقدوة والثبات والشجاعة إلى مرتبة الرمز الوطني، الذي أسهم بكل تأكيد بتحويل مجرى الأحداث، ونقل لبنان من حال إلى حال... وليس له من وسائل سوى رفع شأن كلمة الحق، ومن زاد سوى العمق الروحي والوفاء لثوابت لبنان، التي كانت البطريركية المارونية من بين أشدّ المؤتمنين عليها تاريخيًا".


وشدد على أنه "عمّق التوافق التاريخي الوطني الذي حصل بين صفير والحريري، تعلّق المسلمين والمسيحيّين بلبنانهم وحرصهم على حمايته، وكذلك زاد اللحمة ما بينهم، وفي ذلك يُؤكد أحمد الحريري أمين عام تيار المستقبل في ندوة حول البطريرك الكاردينال مارنصرﷲ بطرس صفير إنّ: لبنان من دون مسيحيّيه لا يُساوي شيئًا، وكذلك لا يُساوي شيئًا من دون مسلميه. فهذه الخلطة من التعايش التي نعيشها اليوم هي الوحيدة الحيّة في هذا الشرق، فيظل ما نراه من تصاعد للعصبيات، ونحن في تيّار المستقبل أوفياء لبطريرك ثورة الأرز، الذي وقف معنا منذ 14 شباط 2005، وكان من أولياء الدم وبطريرك النضال من أجل العدالة له ولرفاقه الشهداء".


وقال صفير:"نحن أيضًا الذين تربّينا على شذرات البطريرك صفير، ما زلنا ننهل من معين أفكاره أطيب العِبر التي تبقينا على تماسك مع أهلنا في الوطن، لنشدّ على أيدي أخواننا حتى نستمرّ معًا على خطى الرّاحلين الكبيرين اللذين لن يموتا في ضمائرنا، بل يبقيان على الزمن معلَمين شامخين نسير على طريقهما. نحن حتى اليوم ما زلنا نغرف من تعاليم أبينا البطريرك صفير ليبقى لبنان بلداً لجميع أبنائه، مسلمين ومسيحيين". أضاف:" فلن يموت أبداً الذي قال:إنّ وطنًا أثخنت جسده الجراح، واحتُلت أرضه، وامتهنت كرامة أبنائه وسُلبت إرادته، ولا يزال يحتفظ بثقته بنفسه؛ لهو وطن لا يُمكن أن يموت، نريد لبنان الذي بنيناه بعرق الجبين وسقيناه بدم القلب. نريد لبنان التآخي والأمان والسّلام والمحبّة.يوم تتقيّد الكلمة في لبنان، ويوم تختنق فيه الحريّة، فقولوا على لبنان الذي أحببناه السّلام. وهذاما لا نرضى به وسنقاومه حتى النفس الأخير.طريق السّلام هو المحبّة والعدالة، ولا سلام من دون محبّة وعدالة. إنّ لبنان حريّة وسيادة وعدالة. لكنّه الحاضر الحيّ، وهو يحمل في طيّاته صورة المستقبل".


وختم:"نعم، سيبقى الكاردينال صفير حاضراً بيننا مع الشهيد رفيق الحريري الذي قضى ضحيّة إيمانه بمثل هذه الأفكار الوطنيّة التي تشاركاها معًا. ولهما ولمثلهما يُكتب الخلود".



يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

12 شباط 2021 20:24